بيروت ـ عمر حبنجر
الاتصالات على خط تشكيل الحكومة شبه مقطوعة، والرئيس ميشال سليمان عاد من الفاتيكان ليغادر اليوم الى الكويت للمشاركة في أعيادها والعودة مساء والرئيس المكلف نجيب ميقاتي التقى الرئيس سليمان ثم غادر الى طرابلس في زيارة كان يخطط لأن تأتي بعد تشكيله الحكومة، بحيث تحولت الى زيارة استطلاعية للقواعد الشعبية في عطلة نهاية الأسبوع.
والكلام كثير عن المعوقات والعقبات، وبالتالي عن المحاصصات التي اطلقها العماد ميشال عون كمصدر ابطاء لعملية تشكيل الحكومة، لكن مصادر لبنانية محايدة نسبيا اكدت لـ «الأنباء» أن أقله من المعنيين بأمر الحكومة اللبنانية المرتقبة يضعون الاصبع على الجرح او يتحدثون عن بيت الداء الاقليمي الذي ربط اعلان الحكومة اللبنانية بأثمان دولية لا يمكن تسعيرها قبل استقرار بورصة الثورات الشعبية العربية.
مصادر ميقاتي: الجمود مستمر
مصادر الرئيس المكلف قالت ان مرحلة الجمود في عملية تشكيل الحكومة مازالت سارية، ومن غير الواضح ما اذا كانت هناك حلحلة في الافق او مساع جديدة ستبرز لاحقا، واشارت الى اشكالية سياسية ودستورية تحيط بالموضوع سواء لناحية العلاقة بين الرئيس ميشال سليمان والنائب ميشال عون، او لناحية عدم توقع تمرير رئيس الجمهورية لأي مرسوم لحكومة غير متوازنة.
وثمة من راهن على عودة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الرياض كمحرك للحلول اللبنانية انطلاقا من الزيارة الاطمئنانية المحكي عن قيامها من قبل الرئيس السوري بشار الاسد الى العاهل السعودي، علما ان السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم نفى امس علمه بهذه الزيارة وقال للصحافيين عندما تحصل الزيارة ستعلمون بها.
ويتهيأ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لزيارة الرياض على رأس وفد كبير لتهنئة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالعودة سالما، كما ينوي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي القيام بزيارة مماثلة.
حزب الله نحو مبادرة جديدة
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة «اللواء» القريبة من 14 آذار ان حزب الله بصدد دراسة اطلاق مبادرة سياسية جديدة تساعد على طي الانقسامات الداخلية واستعادة وحدة الصف في مواجهة تداعيات العاصفة السياسية التي تجتاح المنطقة من خلال العودة الى روحية المساعي السعودية ـ السورية والحد الادنى من الوحدة الوطنية.
ونقلت الصحيفة عن موقع «إيلاف» قول رئيس مجلس النواب نبيه بري انه لا جديد على صعيد تشكيل الحكومة يمكن ان يبشر به اللبنانيين، لكن من دون ان يعني ذلك رجوعا الى الوراء حيث ان جهود الرئيس ميقاتي ناشطة في أكثر من اتجاه وما من عقدة الا ولها حل.
وقال بري ان الرئيس المكلف كان ينوي تشكيل حكومة من 24 وزيرا تضم وزراء من 8 آذار وآخرين تكنوقراط او حكومة أقطاب وقد أبديت موافقتي على الخيارين وجرى التفاهم ان تنجز التشكيلة بعد عودتي من قطر بحيث يصار الى اصدار المراسيم الخاصة بها، لكن ما حصل، كما يضيف بري، هو تمني رئيس الجمهورية على الرئيس المكلف افساح المجال امام قوى 14 آذار لإشراكها بالحكومة، كما ان الرئيس أمين الجميل أبدى استعدادا للتواصل مع ميقاتي لهذه الغاية على أمل قيام حكومة وحدة وطنية، لكن تبين من مباحثات الجميل باسم 14 آذار ان هذا الفريق يريد ان يأخذ منا ما حرّمه علينا من قبل بالحصول على الثلث الضامن او الثلث المعطل وكذلك الحصول على تعهد بعدم الغاء المحكمة الدولية ومعالجة سلاح حزب الله، وهذا غير مقبول من قبلنا، وكان المستجد هو الخلاف بين الرئيس سليمان والعماد ميشال عون.
وقال بري ان ميقاتي رجل مسيس ويعرف كيف يتصرف ويتخذ القرار المناسب.
وبالنسبة للعماد عون ذكرت مصادر متابعة انه خفض مطالبه الوزارية من 14 الى 12 وزيرا وانه طالب بالحصول على حقيبة وزارة الداخلية مقترحا تسمية صهره جبران باسيل او النائب السابق سليم عون، واقترح المحامي شفيق قرطباوي لوزارة العدل، والطاقة لباسيل او سليم عون بينما تبقى «الاتصالات» مع وزيرها الحالي شربل نحاس.
وطبعا هذه المطالب لا تحظى بقبول الرئيسين سليمان وميقاتي خصوصا حقيبة وزارة الداخلية التي يعتبر الرئيسان انها يجب ان تكون بيد شخصية حيادية يسميها الرئيس سليمان لأنها مسؤولة عن الأمن وعن مشروع قانون الانتخابات الجديد.
منيمنة: «8 آذار» أغلقت الأبواب
وزير التربية الوطنية في حكومة تصريف الأعمال حسن منيمنة قال ردا على سؤال حول قرار 14 آذار عدم المشاركة، ان هذا السؤال يجب ان يوجه الى 8 آذار التي لا تريد اشراك 14 آذار، ولو كانت تريد ذلك لما كانت استقالت الحكومة أصلا.
وأضاف: ان محاولات 14 آذار لفتح الأبواب مع الرئيس المكلف للمشاركة بالحكومة عبر الرئيس أمين الجميل ود.سمير جعجع، وصلت الى طريق مسدود، حيث انه حتى اليوم ليس هناك من رد واضح من الرئيس المكلف على أسئلة 14 آذار سواء بموضوع المحكمة الدولية او بموضوع السلاح او بالمشاركة، وهذا ما يؤخر تشكيل الحكومة الى جانب الصراع بين أطراف 8 آذار حول الحقائب الوزارية.