بيروت ـ عمر حبنجر
أعلن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي سعيه لتشكيل حكومة تضم جميع الأطياف اللبنانية، وفي طرابلس التي يزورها للمرة الأولى منذ تكليفه أكد بعد لقائه مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار بقاءه على ثوابته في الوقوف مع العدالة الدولية، والى جانب حقوق أهل السنة واتفاق الطائف. وسيمضي ميقاتي اليوم الاحد ايضا في طرابلس لاستكمال لقاءاته السياسية والشعبية.
وخلال استقبال شعبي أعد له في عاصمة الشمال قال: الحكومة باتت جاهزة والورقة في حبيبي. وأضاف: لذلك أدعو من هنا من طرابلس، كل القوى السياسية من دون استثناء الى تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى وأدعوهم الى التكاتف حرصا على هذا الوطن.
واستطرد قائلا: كل المشكلات يمكن ان نجد لها الحلول بالجلوس على الطاولة، فالحوار هو الوسيلة الوحيدة لتوافق اللبنانيين.
من منا لا يريد الحقيقة؟!
وتساءل ميقاتي: بالله عليكم علام نختلف؟ وفي إشارة الى المحكمة الدولية التي تريد منه قوى 14 آذار التعهد بدعمها، قال: من منا لا يريد الحقيقة ومن منا لا يريد العدالة من دون مواربة أو استثمار سياسي؟ من منا لا يؤمن بالعداء لإسرائيل، ومن منا لا يؤمن بتوجيه السلاح فقط ضد العدو؟
ميقاتي قال لصحيفة «الأخبار» ان حكومته باتت جاهزة لكنه يستمر في المفاوضات لأنه لا يريد التسبب في خلاف مع أحد، مشيرا الى ان الأسباب التي دفعته الى الترشح لرئاسة الحكومة تدفعه اليوم الى الاستمرار والى محاولة اخراج البلاد من المأزق الذي هي فيه.
لا نريد أن يشعر أحد بأنه انكسر!
وأضاف: لم أسلم التشكيلة الحكومية لرئيس الجمهورية لأننا لا نريد ان يشعر أحد بأنه انكسر، لاسيما اننا بحاجة الى حكومة تنال الثقة في مجلس النواب، وشكل الحكومة حاضر لدي لكنني لن أعلنه في الإعلام كي لا تكون عرضة لإطلاق النار السياسي والإعلامي.
وطمأن ميقاتي الى علاقته بالسعودية مشددا على وجوب المحافظة على متانة العلاقة معها. وكان ميقاتي التقى الرئيس سليمان يوم الجمعة، قبل انتقاله الى طرابلس، وينتظر ان يفعل تحركه مطلع هذا الاسبوع بعد عودة الرئيس سليمان من الكويت التي زارها أمس بدعوة رسمية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للمشاركة في احتفالات العيد الوطني والتحرير وجلوس سمو الأمير.
وفي معلومات «الأنباء» ان التصور الذي عرضه مع الرئيس سليمان يلحظ حكومة من 24 وزيرا، كما يلحظ إعطاء وزارة الداخلية الى النائب سليمان فرنجية، كحل وسط بين الرئيس سليمان الذي يفضل ابقاءها مع الوزير زياد بارود، وبين العماد عون الذي يريدها لصهره جبران باسيل لكن فيرا يمين القيادية في تيار المردة قالت امس ان سليمان فرنجية رفض مرارا الانضمام شخصيا للحكومة.
المصادر المتابعة تحدثت عن اتصالات لتسريع اعلان الحكومة، قبل منتصف مارس بعد تواتر معلومات من باريس ترجح صدور قرار الاتهام بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والشهداء الآخرين في السابع من مارس.
رئيس مجلس النواب نبيه بري رفض القول ان تأخير تشكيل الحكومة مرتبط بأسباب تتعلق باحتفالات 14 آذار أو بانتظار القرار الاتهامي، وقال لصحيفة «السفير» ان هذا الكلام ليس دقيقا، والرئيس ميقاتي لن يتردد في اعلان التشكيلة بمجرد ان تكتمل عناصرها ولو حصل ذلك مساء 13 آذار.
وأمام زواره تساءل بري عن التباطؤ في عملية تشكيل الحكومة، مادامت أسماء المرشحين تنتمي الى جهة واحدة، ولا تختلف عن موضوعات سياسية عدة، وقال: لماذا كل هذه الضجة على الحقائب السيادية وتوزيعها على الأصدقاء، ولماذا يغرقون بها اللبنانيين كل يوم في ظل الكابوس المعيشي؟
وتساءل أيضا: أليست وزارة الطاقة بعد اكتشاف البترول والغاز في البحر أهم من دور وزارة الدفاع من دون التقليل من دور الأخيرة والجيش؟!
وقال بري ان الإعلان عن عدم مشاركة قوى 14 آذار، كما هو منتظر اليوم، يفتح الطريق سريعا امام ميقاتي للسير بالتشكيلة.
منيمنة: كلام ميقاتي عام
اما مصادر 14 آذار فقد ذكرت انه لا جديد في كلام الرئيس ميقاتي من طرابلس امس سوى اعادة الحديث عن العدالة والحقيقة التي وصفتها باللغة الخشبية. أما وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عضو تيار المستقبل حسن منيمنة فقد اعتبر ان من الطبيعي اعلان تيار المستقبل و14 آذار الخروج من الحكومة المقبلة، بعد شهر من الحوار مع الرئيس المكلف.
وعن كلام ميقاتي في طرابلس عن الحقيقة والعدالة اعتبر منيمنة ان ما قاله ميقاتي كلام عام لا يقدم ولا يؤخر، مشيرا الى ان الأسئلة التي وجهت اليه كانت واضحة وتتعلق بالمحكمة الدولية والسلاح والمشاركة بالحكومة المقبلة. د.خلدون الشريف المقرب من الرئيس ميقاتي قال امس انه كانت لدى ميقاتي خطة لتأليف الحكومة وقد تشاور بها مع القيادات المعنية، والأمر الآن لم يعد بحاجة الى المزيد من المشاورات بل الى قرارات باعلان مراسيم الحكومة.
ورد الشريف التأخير في اعلان المراسيم الى سفر الرئيس سليمان الى الفاتيكان ومن ثم الى الكويت أمس، وقبلها الى مشاركة او عدم مشاركة 14 آذار، الآن 14 آذار اتخذت قرارا بعدم المشاركة كما ان ما يجري في المنطقة من تحولات وتغيرات يفرض التمهل لتوضيح الرؤية في المنطقة.
الى ذلك، أضاف د.الشريف: في مطلق الأحوال الحكومة لا يمكن ان يشكلها الرئيس ميقاتي الا وفق قناعاته، بحيث يجب ان تحدث صدمة ايجابية في المجتمع اللبناني، بأن تكون مشتركة بين السياسيين وأصحاب الكفاءات القادرين على ادارة ملفات لها علاقة بالأمور الحياتية التي تفجر الأمور في المنطقة.