بيروت ـ عمر حبنجر
حسمت قوى 14 آذار امرها بعدم المشاركة في الحكومة الميقاتية، لانها وبحسب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري «حكومة شطب المحكمة الدولية».
وقال الحريري في كلمة القاها امس في بيت الوسط أمام حشد من الشخصيات تناولت التطورات: تعرفون أن قوى 14 آذار انتظرت شهرا كاملا جواب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي حول ثلاثة أمور، أولها إنهاء غلبة السلاح في الحياة السياسية، وثانيها التزام الحكومة العتيدة بالمحكمة الدولية وأخيرا التزامها بدستور الطائف. وكما توقع الجميع لم يأت الجواب، وبعد شهر اعتبرت قوى 14 آذار غياب الجواب جوابا بحد ذاته، او بصراحة: غياب القرار والارادة، فأعلنت أنه لا مكان لها بالحكومة، سبق ان قلت لكم ان كلامي في 14 فبراير أول الكلام ولن يكون آخره لذلك أعود اليكم لأقول ان غلبة السلاح في الحياة السياسية والثقافية في لبنان هي المشكلة التي تمنع انتظام الحياة العامة، وتابع: لقد خرج من يقول ان السلاح تفصيل والمشكلة هي المقاومة، ونحن نقول: لا، المشكلة ليست المقاومة ضد العدو الخارجي غير اللبناني وهو اسرائيل والذي لا عدو لنا غيره، إنما المشكلة هي مع غلبة السلاح على اللبناني. والمشكلة هي عندما تقولون ان هذا السلاح لن يستخدم في الداخل ثم نجد أن هذا السلاح» ما لو شغلة وعملة الا الداخل».
حكومة مطعمة
وبذلك يكون قرار عدم مشاركة 14 اذار في الحكومة وضع الرئيس المكلف امام خيار تشكيل حكومة مطعمة بسياسيين وأهل اختصاص، توحي بالثقة والاطمئنان، كما تقول مصادره.
وبموقف 14 آذار هذا، تسقط حجة قوى 8 اذار القائلة ان «المعارضة الجديدة» هي التي تؤخر تشكيل الحكومة، وبالتالي بات عليها تسهيل مهمة الرئيس المكلف الذي بات عليه مواجهة حركة معارضة شرسة، ستراقب كل مواقفه وقراراته.
اللقاء افتتح بكلمة لمنسق الامانة العامة لـ 14 آذار د.فارس سعيد، الذي اشار الى ان الاجتماع النيابي بحضور رؤساء الاحزاب، وان النائب بطرس حرب هو اقدم النواب، ولذلك تولى رئاسة الجلسة.
حرب قال ان مشكلة الرئيس المكلف هي عن حلفائه عند من رشحه وسماه ومن اعطاه الاكثرية في الاستشارات النيابية، والذي يضع عليه الشروط التعجيزية ويطالبه بتغيير دوره والتنازل عن صلاحياته كي يلبي طلباتهم.
واضاف: لقد حاولنا التعاطي مع ميقاتي بايجابية لكن تبين لنا انه لا يستطيع التعاطي معنا هكذا بسبب ضغوط حلفائه الجدد، ونحن نرى انه بات اسير من رشحه، وهو عاجز عن تلبية مطالبنا.
وقال حرب ان «بيان البريستول» جزء من استراتيجية بعيدة المدى، مؤكدا ان زمن رد الفعل قد انتهى وان فريق 14 آذار سيعمل في اطار معارضة جديدة.
بيان رفض المشاركة في الحكومة
وشدد البيان الصادر عن لقاء البريستول والذي تلاه الرئيس فؤاد السنيورة على رفض المشاركة بالحكومة المطروح تشكيلها لانها ترفض ان تكون شاهدا على القمع في ظل عجز الرئيس المكلف، جازما بان 14 آذار لن تسكت عما يجري في اطار الممارسة الديموقراطية، محملة كل الاطراف «مسؤولية هذا الانقلاب» شاجبة سعي 8 آذار للاستيلاء على البلاد ومصادرة قرار رئيس الجمهورية والحكومة.
وجدد البيان التأكيد على ان ما جرى في عملية التكليف يعتبر انقلابا على الدستور وعلى النظام الديموقراطي.
من عقدة إلى عقد
والراهن ان موقف 14 آذار حرر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من عقد معارضيه ليضعه وجها لوجه أمام عُقد من رشحوه لتشكيل الحكومة، وخصوصا العماد ميشال عون، ناهيك عن بت التمثيل السني في التركيبة المقبلة، علما ان مشاركة النائب تمام سلام في لقاء البريستول لنواب «المعارضة الجديدة» طرح بدوره تساؤلات حول نوعية التمثيل السني والمشاريع المحتملة للحكومة العتيدة.
على ان الموقف الحاسم لقوى 14 آذار سيضع «الأكثرية الجديدة» عند الاختبار لتسهيل مهمة ميقاتي والا فإنها ستتحمل تبعة أي تأخير اضافي في عملية التأليف.
ميقاتي يأسف
لكن مصادر الرئيس ميقاتي، الذي أسف لموقف 14 آذار، قالت انه يتجه الى تشكيل حكومة مطعّمة ومتوازنة بين سياسيين وتكنوقراط وربما مناصفة، وقالت المصادر لـ «الأنباء» ان الرئيس ميقاتي هو الأكثر استعجالا لتأليف الحكومة، لكنه لا يمانع بإعطاء عملية التأليف مزيدا من الوقت، توصلا الى صيغة حكومية توحي بالثقة والاطمئنان، وهو لم يفاجأ بموقف قوى 14 آذار، وانه كان يحضّر لتركيبة حكومية من دون هذه القوى.
توقف اتصالات ميقاتي مع عون
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر ميقاتي ان الاتصالات متوقفة بينه وبين العماد ميشال عون، وان حلفاءه يتولون المفاوضات معه الآن لتليين موقفه.
وفي وقت صرح فيه وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال المحسوب على 8 آذار فادي عبود بانه يحق لكتلة عون 14 وزيرا من أصل الثلاثين، قالت مصادر هذه الكتلة ان القطب المخفية في تأخير ولادة الحكومة هي في كيفية ارضاء الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون في آن معا!
وتتجاهل بعض أطراف 8 آذار كون رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلى للدفاع، ما يحتم ضرورة ان تبقى وزارتا الدفاع والداخلية تحت جناحيه».
دمشق تستعجل تشكيل الحكومة
وطبقا لزوار دمشق فان من مصلحة الرئيس المكلف الإسراع بتشكيل الحكومة وعدم انتظار أي تطورات أو ضغوط خارجية، ونقل الزوار لصحيفة «السفير» ان دمشق لا تتعاطى مباشرة بملف تشكيل الحكومة اللبنانية، وهي تترصد من بعيد الاتصالات الداخلية، مشجعة على التفاهم وتسريع خطوات التشكيل.