بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا انه مع إعلان قوى «14 آذار» عدم مشاركتها في الحكومة وانكفائها الى موقع المعارضة، أزيلت من أمام الرئيس المكلف نجيب ميقاتي العقبات الأساسية في عملية التأليف ولم يعد لديه من مبرر للتأخير في إنجاز التشكيلة الحكومية، معتبرا انه على الرئيس ميقاتي حسم الأمر والمضي قدما في تشكيل الحكومة من الفريق الذي سماه في الاستشارات النيابية، مع إمكانية تطعيمها بوزراء تكنوقراط مقربين سياسيا من فريق الأكثرية الجديدة.
ولفت النائب نقولا في تصريح لـ «الأنباء» الى ان كلمة «تكنوقراط» لا تعني إطلاقا الوسطية السياسية أو عدم التلون بلون سياسي معين كما يحلو للبعض التلطي وراء أصابعهم واستقصاء تفسيرها بشكل مغلوط، وذلك في محاولة للتخفيف من الحجم السياسي للأكثرية الجديدة داخل مجلس الوزراء، مؤكدا عدم وجود وسطية سياسية في لبنان وبين اللبنانيين، وبالتالي لابد من ان يكونوا وزراء التكنوقراط متعاطفين مع جهة حزبية معينة تمثل ولو الحد الأدنى من تطلعاتهم ورؤيتهم السياسية، مشيرا بناء على ما سبق الى ان عملية تعيين وزراء تكنوقراط يجب ان تتم وفقا لمعايير الأكثرية الجديدة ولتوجهاتها السياسية، وإلا ستعتبر قوى «14 آذار» ومن يدور في فلكها مشاركة في الحكومة انما بوجه آخر متخف تحت تسمية التكنوقراط وتحت شعار غير موجود ألا وهو الوسطية السياسية.
على صعيد آخر علق النائب نقولا على حملة الرئيس الحريري وقوى «14 آذار» ضد السلاح، واصفا إياها بحملة الـ «أنا أو لا أحد» وذلك لاعتباره ان الرئيس الحريري لم يعد لديه أي مشروع سياسي يقدمه للشعب اللبناني بعدما فشل في ادارة حكومة تصريف الأعمال، وبعد ان أصبح خارج السلطة يعمل على استنباط الغرائز الشعبية من خلال تحريضها ضد سلاح المقاومة، معربا عن أسفه لاستعمال الرئيس الحريري العناوين الوطنية بما يتوافق وموقعه السياسي، متسائلا على سبيل المثال عن سبب عدم توصيف الرئيس الحريري للسلاح بالخطر على الدولة اللبنانية يوم خاض انتخابات عام 2005 الى جانب السلاح وتحت لوائه ضد التيار الوطني الحر في اطار ما سُمي آنذاك بالحلف الرباعي، مذكرا أيضا بأن والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان متحالفا منذ عام 1990 مع سلاح المقاومة ولم يعتبره يوما سوى سلاح وطني شرعي لتحقيق السيادة اللبنانية.
هذا ولفت النائب نقولا الى ان الرئيس الحريري وبعد خروجه من السلطة افتتح معركته ضد سلاح المقاومة لإبقاء صداه على الساحة السياسية، بحيث قفز الى استعمال ملف السلاح كلغة وحيدة متبقية لديه للتواصل بها مع دول الغرب وبعض الأنظمة العربية، وذلك لاعتباره تهجم الحريري على سلاح المقاومة يجعل منه شخصية محبة لدى الدول الساعية الى حماية الكيان الصهيوني في المنطقة من خلال تجريد المقاومة من سلاحها وفكفكة دول الممانعة الداعمة لها، متسائلا عما لدى الرئيس الحريري من بديل عن السلاح يمنع التعديات الاسرائيلية على الدولة اللبنانية ويحول دون نجاح المشاريع الاسرائيلية – الاميركية في المنطقة، مؤكدا انه لا الحريري ولا من يقف وراء تسييس المحكمة الدولية سيستطيع المس بسلاح المقاومة مادام هناك مخاطر اسرائيلية محدقة بالداخل اللبناني.