بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري ان ذاكرة العماد ميشال عون باتت في حكم المعدومة لجهة الاحداث وتطوراتها على الساحة اللبنانية، أو أقله لجهة ما لا يتماشى مع مفاهيمه السياسية المتبدلة الألوان والاشكال بحسب موقعه من الملفات المطروحة والاستحقاقات الوطنية، معتبرا ان كلام العماد عون عن ان «السلاح غير الشرعي كان فيما مضى حليف الرئيس الحريري» كلاما ملتبسا لا شأن له سوى محاولة فاشلة يائسة منه لذر الرماد في العيون بهدف تعمية البعض عن حقيقة موقف الرئيس سعد الحريري وكل قوى «14 آذار» من السلاح، مذكرا اياه ومن يهمه الأمر بان الرئيس الشهيد رفيق الحريري تعايش مع السلاح غير الشرعي يوم كان هذا السلاح موجها فقط الى الداخل الاسرائيلي ورابضا على الحدود لمنع التعديات الاسرائيلية على الاراضي اللبنانية، أما بعد ان ارتد الى الداخل اللبناني ووجه الى صدور اللبنانيين بدءا من احتلال وسط بيروت ومحاصرة السراي الحكومي، مرورا باحتلال بيروت كاملا في 7 مايو 2008، وصولا الى احداث برج أبي حيدر ناهيك عما تخلل تلك المحطات الأمنية من احداث دموية مثل الزيادين و23 و25 يناير وعائشة بكار وبرج أبي حيدر، أصبح التعايش مع هذا السلاح مستحيلا وغير قابل للاستمرار، خصوصا بعد أن أقدم حاملوه على التنكر لتعهداتهم في تسوية الدوحة من خلال إسقاط الحكومة.
ولفت النائب حوري في تصريح لـ «الأنباء» الى ان معركة قوى «14 آذار» ضد السلاح غير الشرعي لن تستكين الى حين بلوغ الهدف الوطني منها والرامي الى جعل السلاح الشرعي هو السلاح الوحيد على الاراضي اللبنانية، مضيفا انه حتى السلاح المقاوم الموجه ضد العدو الاسرائيلي يجب أن يكون خاضعا لإمرة الشرعية اللبنانية وبقيادة السلطة العسكرية فيها.
على صعيد آخر، وعلى خط تشكيل الحكومة وما يعترض مسار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من شروط ومطالب للعماد عون يراها ميقاتي تعجيزية، أكد النائب حوري ان قوى «14 آذار» غير معنية بما يدور من تفاصيل في هذا الاطار وهي تقف متفرجة على عملية التناتش للمقاعد والحقائب الوزارية، مشيرا في المقابل الى ان ما يعنيها فقط في عملية تأليف الحكومة هو رهانها على حكمة فخامة رئيس الجمهورية بعدم توقيعه على مرسوم التشكيل نسبة للعيوب التي ستحيط بهذه الحكومة نتيجة تشكيلها من لون واحد قد يسوق البلاد الى مواجهة حتمية مع المجتمع الدولي.
هذا وأكد النائب حوري ان موقع رئاسة الجمهورية مصون جراء انعكاس شخصية الرئيس سليمان إيجابا عليه، ونتيجة تقديمه نموذجا حقيقيا عن الحكمة والصوابية في الرأي والتوجه وعن الحفاظ على التوافق الوطني، مؤكدا انه مهما حاول العماد عون ومن وراءه شن الهجمات الاعلامية والسياسية على الرئيس سليمان ـ أملا منه إنهاء ولاية هذا الاخير لتحقيق حلمه بالحلول مكانه ـ فإن قوى «14 آذار» تقف الى جانب فخامة الرئيس وتدعم خطواته الحكيمة في مساره القيادي والريادي على رأس الدولة.