بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلتي «نواب زحلة» و«المستقبل» النائب عقاب صقر أن حزب الله يقول الشيء ونقيضه في آن واحد ويلعب على حبال التناقضات في مواقفه حيال المحكمة الدولية والتحقيق الدولي، بحيث ينادي من جهة بقطع علاقات الدولة اللبنانية مع المحكمة ويعتبر نفسه غير معني بها وبقراراتها، ويـعقد المؤتمرات الصحافية من جهة ثانية ليشير الى ما يعتبره عيوبا أو وخروقات تشوب مسار المحكمة وتدعو الى ضرورة وقف هذا المسار وانهائه، والتي كان آخرها ما اعتبره رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد خروقات القاضي بلمار لبروتوكول التعامل بين لبنان والمحكمة الدولية، مؤكدا في هذا الــصدد ان قوى «14 آذار» تعتبر نفسها أكثر المتضررين من الخروقات إن وجدت وترفض تغطيتها والسكوت عن مخالفة سواء لبـروتوكول التعاون أم لغيره من القواعد التي تضمنـتها الاتفــاقية بين لبنان والمحكمة أيا يكن مرتكب المخالفات أكان بلمار أم الأمم المتحدة نفـسها.
ولفت النائب صقر في تصريح لـ «الأنباء» الى ان مصلحة لبنان تكمن في ابقائه على أعلى مراتب التعاون مع المحكمة الدولية، انما تحت سقف بروتوكول التعامل وأطر الاتفاق الموقع بينهما، مشيرا الى انه وانطلاقا من تلك المصلحة على الوزراء الاربعة تقديم الاسباب القانونية التي رأوا فيها دافعا لرفضهم التجاوب مع مطلب المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار حيال المصادقة على صحة البصمات المطلوبة، مؤكدا ان الجميع سيقف الى جانبهم فيما لو تبين انها أسباب قانونية محقة، انما سيطالب في المقابل بتصحيحهم للخطأ الذي ارتكبوه وبأسرع وقت فيما لو تبين انه رفض تعسفي لمجرد الرفض ومناطحة المحكمة الدولية.
حرب استباقية على المحكمة
وردا على سؤال حول ما اذا كان تصرف الوزراء الاربعة واعتبار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بأن طلب القاضي بلمار يستهدفه وتشكيل حكومته اضافة الى اعتبار النائب محمد رعد ان الطلب المذكور شكل خرقا فاضحا لبروتوكول التعامل، وما اذا كان ذلك يقدم نموذجا عن توجهات الحكومة العتيدة في مقاربتها للمحكمة الدولية، لفت النائب صقر الى ان الحكومة المقبلة ستضع نفسها ولبنان في مواجهة المجتمع الدولي فيما لو تشـكلت لمناطحة المحكمة الدولية ورفض القرار الدولي الذي اتخذته الامم المتحدة بعدما أجمع عليه كل اللبنانيين دون استثناء، وستكون بذلك قد استهدفت نفسها وعرضت لبنان لأحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ومن البكاء على الاطلال على قاعدة «ضربني وبكى سبقني واشتكى».
مفاعيل الفصل السابع
واعتبر ان ما يحمي لبنان واللبنانيين من مفاعيل الفصل السابع هو احتكام الحكومة المرتقبة لأحكام القانون من خلال تنفيذها مندرجات القانون الدولي وبنود الاتفاق المبرم بين لبنان والمحكمة الدولية، معربا في السياق نفسه عن اعتقاده ان الرئيس المكلف يشن حربا استباقية ضد المحكمة الدولية والمجتمع الدولي، وهو ما تبين في خلفية كلامه عن استهداف طلب بلمار له ولحكومته المرتقبة ولادتها، معتبرا ان ما لم يقله الرئيس ميقاتي هو أنه «سيخل وهو على رأس الحكومة بواجبات لبنان تجاه المحكمة الدولية وهو ما سيكون السبب في استهداف المجتمع الدولي له وللحكومة على حد سواء»، مشيرا الى ان ما يدعو الى الاسف هو محاولة الرئيس المكلف رمي الكرة في ملعب الآخرين عبر قوله ان «هناك من يحضر لقرارات تحت الفصل السابع ضد حكومته والدولة اللبنانية ككل، معتبرا في المقابل ان ما غض الرئيس المكلف النظر عنه هو ان اي قرار تحت الفصل السابع تتخذه الأمم المتحدة بحق الحكومة المقبلة، سيكون نتيجة خطوات غير حكيمة للحكومة ونتيجة أخطاء وثغرات قد ترتكبها في مقاربتها للمحكمة الدولية، متوجها الى الرئيس ميقاتي بالقول «انتبه من نتائج ما تحضره بيديك مع حكومة اللون الواحد كي لا تندم لاحقا حين لا ينفع الندم»، مذكرا اياه بتجربة اصطدام لبنان مع الشرعية الدولية أثناء حكم النظام الأمني السابق وبالنتائج الاليمة التي حصدها على المستوى المذكور، متمنيا على الرئيس المكلف عدم ادخال لبنان في مغامرة مماثلة، مع العلم ان حكومة اللون الواحد لن تكون سوى حكومة المغامرات كونها ترى بعين واحدة وتنظر من منظار خاص بها وبسياستها وتطلعاتها.