بيروت ـ محمد حرفوش
لا جديد على صعيد الملف الحكومي وسط معطيات محلية واقليمية تشير الى المراوحة في هذا الملف.
فبعد الاحاديث المتفائلة التي اوحت قيادات 8 آذار من خلالها بانه لا خلافات فيما بينها حول توزيع مقاعد الحكومة العتيدة، انخفض منسوب التفاؤل فجأة، وانتشر حديث في الكواليس عن ان الحكومة لن ترى النور قبل ابريل المقبل وذلك بفعل جملة عوامل سياسية واستراتيجية داخلية واقليمية.
اما في المحلي، فيتبين للرئيس المكلف نجيب ميقاتي ان الشرخ كبير بين مكونات الائتلاف الاكثري حول توزيع الحقائب وصراع الاحجام اضافة الى استهداف الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي مباشرة من قبل بعض قياداته، فالعماد ميشال عون ـ مثلا ـ يرى انهما لا يستحقان حصتهما، الاول لعدم امتلاكه شرعية شعبية ولغياب النص الدستوري الذي يمنحه هذا الحق، الامر الذي يرفضه رئيس الجمهورية متمسكا بحقيبتي الداخلية والدفاع ضمانة لعدم تسييس الامن، والثاني لأن الاكثرية هي التي اوصلته الامر الذي يرفضه الرئيس المكلف المصر على تشكيل حكومته بعيدا عن هذه الاعتبارات الاستعلائية وذلك بحسب مصادر متابعة للشأن الحكومي.
وبرأي اوساط في المعارضة الجديدة فإن عون هو في طليعة المستعجلين، حيث يعتقد ان التأليف سيكرس الواقع الحالي بوصفه منتصرا على خصومه ويمنحه فرصة الاستئثار بالحصة المسيحية داخل مجلس الوزراء في سياق مواجهته المفتوحة مع مسيحيي 14 آذار ومع رئيس الجمهورية، اما حزب الله فإن المصادر ترى ان تفكيره وعقله في مكان آخر، يحسب فيه الوسيلة الفضلى للخروج من الازمة المستمرة منذ خمس سنوات، اذ انه لم يتوقع ان تعمد 14 آذار الى قلب اولوياتها من اولوية المحكمة الى اولوية السلاح لا بل اعتقد بقراءة خاطئة انها ستسلم بنتيجة «الانقلاب» وترضخ لاسقاط المحكمة وتدخل الى الحكومة بشروطه، وهذا ما يفسر تصعيد قيادته في الاعلام في محاولة لاستكشاف ابعاد الحملة التي فتحت في وجهه وكيفية مواجهتها، خصوصا ان موضوع السلاح بالنسبة اليه «مقدس» وان الحملة التي تقودها 14 آذار لاسيما تيار المستقبل تضرب هذه «القدسية» على مستوى العالم العربي والاسلامي.