لماذا يلتزم حزب الله سياسة «ضبط النفس»؟: تتحدث مصادر قريبة من حزب الله عن قرار مركزي صارم داخل الحزب بعدم الرد على حملة الحريري على سلاح الحزب. وتختلف التفسيرات هنا بين قائل ان حزب الله يتفادى الوقوع في فخ الاستدراج الى خارج ملعبه وفي توقيت لم يختاره والى استعمال سلاحه، وقائل ان حزب الله لا يريد للصراع أن يأخذ طابعا سنيا ـ شيعيا فاقعا.
ولذلك يفضل أن يأتي الرد على الحملة عبر حلفائه السنّة والمسيحيين، بينما يأخذ الرئيس بري هذه المهمة عنه شيعيا، وقائل ان حزب الله أولويته حاليا هي تشكيل الحكومة الجديدة ولا يريد ان يحرج ميقاتي أكثر داخل طائفته ولا أن يزيد في صعوبة مهمته.
لماذا تأخر تشكيل حكومة ميقاتي؟: التفسير المباشر يربط بين التأجيل وتمرير استحقاق 13 آذار شعبيا وأمنيا، ولكن هناك من يربط التأجيل بأسباب أبعد وأعمق من أنشطة 14 آذار أو «عقدة عون» أو حتى صدور القرار الظني ويضع التأجيل في خانة دمشق التي تتريث، لأنها ليست في وارد الدخول في صدام مع المجتمع الدولي الذي لم يتخذ موقفا سلبيا من تكليف ميقاتي رئاسة الحكومة، ويفضل ان يربط موقفه النهائي منه بمدى التزامه القرارات الدولية. كما أن دمشق راغبة في إنعاش التفاهم السوري ـ السعودي الذي لم ير تطبيقه النور بعد قرار المملكة العربية السعودية الانسحاب منه، وهذا ما يفسر سياسة ضبط النفس التي تمارسها دمشق من خلال تمرير رسالة الى المجتمعين الدولي والعربي مفادها أنها ليست مستعجلة على ولادة الحكومة.
«انقطاع سياسي» بين بري والحريري: العلاقة بين الرئيسين بري والحريري مقطوعة، ويقول أحد المقربين من بري إن رئيس المجلس عرف أن هناك من نصح الحريري بالاتصال ببري والاعتذار عما قاله في «الحقيقة ليكس»، ورفض. ثم جاء من يخبر بري أن هناك أمورا إضافية في شهادة الحريري لم تنشر في الإعلام بعد.
وما زاد الطين بلة ظهور الوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون على منبر 14 فبراير، في رسالة فهم منها بري أن الحريري يلوح بالعودة إلى طرح 2005 فيما يخص رئاسة المجلس.
المقربون من الحريري يرون أن ما قاله الأخير في «الحقيقة ليكس» لم يكن مسيئا لبري، لذلك لا يجدون ضرورة لاعتذار الحريري. ويصر هؤلاء على أن العلاقة بين الرجلين يجب أن تستمر، لأنهما يمثلان الخط الأخير بوجه «القطيعة السنية ـ الشيعية».
لكن أحد النواب يرى أن المشكلة تكمن في رغبة بري في أن يكون هو من يرد على الحريري هذه الأيام، وخصوصا في ملف السلاح، لأن حزب الله محرج.
ويضيف أحد المسؤولين في تيار المستقبل قائلا: «لا تعليمات لدينا بأن نفتح سجالا مع بري».