استأثرت زيارة الرئيس سعدالحريري إلى المملكة السعودية باهتمام ومتابعة الأوساط اللبنانية نظرا لتوقيتها السياسي اللبناني الذي يأتي في خضم أزمة سياسية حكومية وعشية تحرك شعبي واسع لتيار المستقبل وحلفائه، ولأنها الأولى للحريري الى السعودية منذ انهيار تسوية الـ «س.س» وما قيل في حينه عن تأثر علاقة الحريري بالقيادة السعودية من جراء ذلك. وفي تقييم هذه الزيارة ظهر تعارض واضح بين مصادر الحريري وخصومه:
1 ـ «الخصوم» يعتبرون ان الحريري الذي سعى للذهاب الى المملكة السعودية قبل 14 آذار لتأمين مظلة دعم سعودية للتحرك الذي يحشد له بالمناسبة خرج بإشارتين سلبيتين من هذه الزيارة: الأولى انه لم يقابل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والثانية ما ظهر في بعض وسائل الإعلام السعودية عقب عودة الحريري إلى لبنان من انتقاد لشركة سعودي أوجيه وشركة أخرى بسبب استئثارهما بمعظم المشاريع في المملكة، وهو ما يوحي بان الحريري يواجه أزمة مع السعودية تتعلق بوضع شركاته التجارية وليس أزمة سياسية فحسب.
وبالتالي قد لا يكون هدف زيارة الحريري للسعودية هذه المرة تهنئة الملك وكسب الدعم المعنوي والسياسي كما العادة بقدر ما ان زيارته جاءت بغرض شخصي يتعلق بأعماله.
2 ـ أوساط الحريري تنقل عنه ارتياحه الشديد الى حصيلة لقاءاته مع عدد من المسؤولين السعوديين وان النتائج الممتازة كالعادة قد أسكتت ألسنة كثيرة اخترعت روايات في مرحلة سابقة. وجددت التأكيد على انتهاء مرحلة الـ «سين.سين» الى غير رجعة. كما أكدت المصادر ان الحريري التقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اليوم الأول من زيارته للرياض، وانه تبلغ من القيادة السعودية التأييد الكامل.
وأشارت هذه الأوساط الى ان القرار في السعودية، وان كان لايزال في يد الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو تقليد سعودي لا يخرج عليه أحد فإن الملف اللبناني السوري لم يعد محصورا بنجله الأمير عبدالعزيز.
فلقد تشكلت لجنة أميرية خماسية تعمل بإشراف الملك وتدرس كل المعطيات، وتقدم إليه شخصيا الخيارات المتاحة.