بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عبدالمجيد صالح، أن الطحين الذي ترجو قوى «14 آذار» إنتاجه من الحرب الاعلامية التي يقود ها الرئيس سعد الحريري ضد سلاح المقاومة، لن تظهر بياضه كل تلك الجعجعة الاعلامية وذاك الضجيج المصطنع الذي لن يتجاوز بحراك أصحابه عتبة المحاولات العبثية والشعارات الوهمية المتمثلة باللاءات الرنانة المنتشرة على الطرقات العامة، والمعنية بإسقاط السند الدفاعي الذي أعاد للبنان اعتباره ومكانته على الخريطة الدولية وفي المحافل الدولية، بعد أن تمكن من دحر العدو الاسرائيلي وردعه من استباحة السيادة اللبنانية ساعة يشاء، مشيرا الى ان تلك اللاءات (لا للغدر، لا للكذب، لا للقهر، لا للترهيب.. لا لوصاية السلاح) تشمئز منها روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مثواه، كونها تعكس نقيض نظرته الى سلاح المقاومة الذي حرص في حياته على تقديم كل دعم سياسي ومعنوي له على المستوى المحلي، وعلى تسويق أهميته وفضائله في الوسطين العربي والدولي.
ولفت النائب صالح في تصريح لـ «الأنباء» الى ان قوى «14 آذار» قد تحبط بسياستها العقيمة كل محاولات التلاقي والتفاهم بين اللبنانيين، سواء عبر طاولة الحوار أو عبر التواصل المباشر بين القيادات اللبنانية المتنافسة سياسيا، معربا ردا على سؤال عن اعتقاده ان طاولة الحوار الوطني المعنية بالاستراتيجية الدفاعية قد فقدت قيمتها المعنوية والوطنية ولم يعد هناك من دواع فعلية لانعقادها في ظل الحرب الاعلامية التي يشنها الرئيس الحريري ضد السلاح المقاوم وفي ظل إطلاق فريقه السياسي للشعارات المحرضة على السلاح والمصرة على اعتباره خطرا على الشرعية اللبنانية، ناهيك عن أن الاستراتيجية الدفاعية قد تلخصت بمثلث «الجيش والشعب والمقاومة» الذي جاء في البيان الوزاري تعبيرا عن شرعية السلاح المقاوم وحقه الشرعي بمقارعة الاحتلال الاسرائيلي وإحباط ما يخطط له تجاه لبنان وما يرسمه من مشاريع توسعية في المنطقة.
على صعيد آخر، وعلى خط تشكيل الحكومة، استهجن النائب صالح ما تحاول بعض الجهات السياسية دسه عنوة في الوسطين الشعبي والاعلامي، بأن مسار تشكيل الحكومة قد يؤول الى اعتذار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وتنحيه عن متابعة مهمته، مذكرا تلك الجهات بكلام الرئيس ميقاتي نفسه الذي أكد فيه ان أحدا غيره لن يشكل الحكومة وأنه سيصبر على العراقيل من أي جهة أتت، مؤكدا انه لا عودة للرئيس ميقاتي عن قراره ولا تراجع في مواقفه المعتمدة على الحكمة والبصيرة في تجاوزه للعراقيل، لاسيما في تجاوزه للطوق الذي يحاول فرضه المدبر السياسي لقوى «14 آذار» ذو اللهجة الناعمة لكن ذو الخفايا والخبايا السوداء الجارحة في أهدافها، مؤكدا انه وبالرغم مما يشهده مسار تشكيل الحكومة من حرب دعائية وعراقيل روتينية، فإن الامور مازالت تحت السيطرة ولم تتجاوز الوقت المقبول نسبيا مقارنة مع الوقت الذي استغرقه تشكيل الحكومات السابقة، مستدركا بالقول ان العصا السحرية التي ستوصل الى انجاز التشكيلة الحكومية تعتمد على توقيت اقليمي ـ عربي ملائم، وذلك لاعتباره انه لا يمكن فصل ثورة الشعوب العربية عن الجمود السياسي الحاصل في لبنان والمنعكس سلبا على عملية تشكيل الحكومة.