- جعجع يعلن ثورة الأرز 2 بوجه السلاح: لا نرضى عن الجيش اللبناني بديلاً ولن نرتاح حتى تقوم الدولة
- الجميّل: استعملوا السلاح من أجل المقاومة ومن ثم لإقامة دويلتهم وثم لإخافتكم وثم للانقلاب
غصت ساحة الشهداء بـ «تسونامي» من اللبنانيين القادمين من كل المدن والمناطق بالاعلام البيضاء والحمراء الحاضنة للارزة الخضراء، وتوصلت قوى 14 آذار الى اثبات استمرارية حضورها الشعبي رغم فقدانها بعض التحالفات رافعة ثلاث لاءات اخطرها اولاها: لا للسلاح غير الشرعي، وثانيها لا لالغاء المحكمة الدولية وثالثها لا لخرق الدستور.
وأتت الذكرى هذا العام في ظروف سياسية غير تقليدية، بين اسقاط حكومة سعد الحريري بقرار «انقلابي» كما تقول قوى 14 اذار، وبين تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة العتيدة، بأكثرية لقوى الثامن من اذار وفرها لها انضمام النائب وليد جنبلاط ونواب حزبه الى هذه القوى، لتغدو هي الاكثرية، وهي الرافعة لشعار « لا للمحكمة الدولية».
إجراءات أمنية
وقد اتخذت قيادتا الجيش والأمن الداخلي احتياطات امنية كثيفة لحماية المواكب المتوجهة الى بيروت، من المحافظات وخاصة من صيدا، واقليم الحروب وجبل لبنان الجنوبي، والتي اعتمدت طريق الروشة ـ المنارة، وصولا الى ساحة الاحتفال وسط بيروت تجنبا للمرور بطرق تواجد جمهور الاكثرية الجديدة، وبالذات حركة امل وحزب الله في احياء البسطة والخندق العميق وزقاق البلاط.
ولوحظ التزام الشعارات والهتافات بالوثيقة التي صدرت عن 14 آذار في فندق البريستول الداعية لدعم المحكمة الدولية باعتبارها سبيل الوصول الى العدالة مع التأكيد على استحالة التعايش مع سلاح حزب الله الا بعد وضعه في كنف السلطة الشرعية.
وعند الحادية عشرة من صباح امس انطلق حفل احياء ذكرى 14 آذار بأغان وطنية تلتها خطابات لشخصيات في المعارضة الجديدة حيث بدأ الكلام امين عام قوى الرابع عشر من آذار فارس سعيد والنائب السابق الياس عطالله والوزير غازي يوسف والنائبان بطرس حرب ودوري شمعون قبل ان يخاطب قادة 14 آذار الجهور العريض.
رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري استهل حديثه بعد خلع سترته والتشمير عن ساعديه «بالعامية مع صبايا لبنان وشباب لبنان»، بالقول: «نحن الشباب، نحن اللبنانيين واللبنانيات، نريد أن نتنفس. نريد أن نتكلم. نريد أن نرفع صوتنا. جئت أسألكم، أنتم، كل واحد وواحدة منكم، أنتم المرجعية الأولى والأخيرة، أنتم 14 آذار، أنتم ثورة الأرز. جئت لأسألكم وأسمع جوابكم، أريد أن يسمع العالم كله جوابكم: هل تقبلون بوصاية السلاح؟ هل تقبلون بوصاية السلاح وأن يكون بأيدي أحد غير الدولة؟ هل تقبلون بتشكيل حكومة تأتي بوصاية السلاح، لتكرس وصاية السلاح على حياتنا الوطنية؟ هل تقبلون أن تتشكل حكومة مهمتها إلغاء علاقة لبنان بالمحكمة الدولية؟ هل تقبلون أن تشكل حكومة تكون مهمتها محاولة شطب المحكمة الدولية من الوجود؟ هل تقبلون حكومة توقف التمويل عن المحكمة الدولية؟ أنتم 14 آذار، أنتم ثوار الأرز، هل تقبلون أن يتسلم قرار لبنان الحر السيد المستقل أحد غير الدولة اللبنانية؟».
وتابع الحريري متوجها إلى الحشود في ساحة الحرية: «لقد سمعتموهم يقولون مرة جديدة، يقولون لكم مستحيل، ولكن ذلك لا ينفع، لأنكم أنتم، منذ أن استشهد رفيق الحريري، ومنذ أن التقينا في هذه الساحة منذ 6 سنوات، وبالأعلام اللبنانية نفسها، تعرفون أنه إذا أردتم، لا يوجد مستحيل»، وإذ ذكر بأن «ما كان مستحيلا منذ 6 سنوات تحقق»، أضاف الحريري: «الذين يقولون لنا إنه مستحيل اليوم، سيتحقق بإذن الله»، وسأل: لماذا مستحيل، نحن ماذا نطلب؟ نحن نطلب دولة وهذا ليس مستحيلا»، موضحا: «نحن نطلب دولة لا يحمل غيرها السلاح. وهذا ليس مستحيلا، نحن نطلب دولة لا يوجد فيها مواطن درجة أولى يحمل سلاحه ليستعمله عندما يخطر في باله، ومواطن درجة ثانية يضع يده على قلبه، وقلبه على أولاده، وأولاده على سفر، والسفر مشروعه ومستقبله الوحيد».
وأردف الحريري قائلا: «ليس مستحيلا أبدا، نحن نطلب دولة فيها جيش واحد قوي، يقف في وجه العدو الإسرائيلي، والشعب كله معه، ولا نطلب دولة فيها جيش خارج الجيش، وخارج الدولة، وخارج القانون، بحجة العدو الإسرائيلي، ومن وقت لآخر يوجه سلاحه نحو الشعب»، وأضاف: نحن نطلب دولة فيها دستور يحترمه الجميع، ولا يدوسه أحد كل ساعة لأن لديه سلاحا، دولة فيها قانون يطبق على الجميع، ولا يخرقه أحد يحمل سلاحا، وهذا ليس مستحيلا أبدا».
في المقابل شدد الحريري على أن «المستحيل هو أن يبقى السلاح لعبة ترمى على أولادنا لتنفجر في وجوههم، أن يبقى السلاح مرفوعا في وجه إرادة الشعب الديموقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقة»، لافتا كذلك إلى أن «المستحيل أن يبقى شخص واحد 20 سنة في الموقع نفسه بالسلطة، ويعطينا دروسا في تداول السلطة، فقط لأنه كلما فكر شخص في أن يترشح ضده يخرج السلاح إلى الشوارع وعلى السطوح»، مشددا على أن «المستحيل أيضا أن يقف أمامكم نائب ويتعهد لكم بأن يدافع عن المحكمة وعن الطائف وعن الديموقراطية، وأن ينقل صوتكم بأمانة، ثم يقول إنه أجبر على عمل العكس تماما لأنه جاء من قال له السلاح سيأكل البلد، ويأكل أولاده وأولادكم».
وتابع الحريري في السياق عينه مؤكدا أن «المستحيل أن يستطيعوا الاستمرار كلما قال أحد كلمة، يقولون عنه إنه خائن إسرائيلي، ويقولون إننا نحن جميعنا خونة إسرائيليون، وإن شهداءنا إسرائيليون.. وقتلتهم إسرائيل «والآن عملت محكمة... إسرائيلية»»، وأضاف الحريري (ردا على الإعلانات التي عممها حزب الله على الطرقات في مقابل إعلانات 14 آذار): «نعم إسرائيل أيضا تريد ان يسقط السلاح، فهي تريد أن يدار هذا السلاح على بيروت والجبل وعلى كل لبنان، مثلما حدث في 7 مايو، وتريد أن يدار هذا السلاح على برج أبو حيدر وعائشة بكار، وسعدنايل والشويفات وبيصور، وعين الرمانة وعاليه وطرابلس وعكار»، وتابع: «نعم إسرائيل أيضا تريد ان يسقط السلاح، بالفساد والممنوعات وبالبلطجة... نعم إسرائيل أيضا تريد أن يسقط السلاح من قمة الدفاع عن لبنان إلى حفرة الانتشار بالشوارع والزواريب، ومن جنة حماية أرض لبنان وأهل لبنان إلى جحيم ضرب الشراكة اللبنانية والوحدة الوطنية والدستور والديموقراطية».
لن ننسى رفيق الحريري
وختم الحريري كلمته بالإشارة إلى أنه «من المستحيل لأحد منا أن يقبل للبنان أن يقع تحت أي وصاية مجددا، سواء كانت وصاية من الخارج، أو وصاية السلاح من الداخل لحساب الخارج»، كما أكد أنه «من المستحيل أن ننسى حلم رفيق الحريري بهذا البلد، وأن نتخلى عن طموحاتنا التي أثبتنا ألف مرة للعالم أننا قادرون على تحقيقها، وقادرون أن نجعل من هذا البلد جوهرة للمنطقة ونموذجا للعالم، نموذج العيش الواحد بين المسيحيين والمسلمين، ونموذجا لحرية الرأي وحرية الإيمان وحرية الإنتاج وحرية التعليم، وحرية الثقافة وحرية الفن وحرية الحياة، مستحيل أن نتخلى عن حريتنا وعروبتنا، وعن الحقيقة والعدالة، مستحيل وألف مستحيل أن نتخلى عن لبنان. عاش لبنان، عاش لبنان، عاش لبنان».
واثناء كلمته رأى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» أمين الجميل، أنه «من المفترض أن تكون ساحة «الشهداء» ساحة لكل لبنان وكل اللبنانيين»، لافتا الى أن «الحرية لم تتحقق من دون انسحاب الجيش السوري وسقوط نظام الوصاية»، مشددا على أن «الوحدة الوطنية لن تتعزز إلا بانسحاب كل السلاح غير الشرعي»، معتبرا أنه «لم يبق إلا سلاح واحد هو سلاح الجيش والمؤسسات الامنية اللبنانية»، مشيرا الى أننا «نطرح شعار السلاح من أجل إنقاذ لبنان».
وسأل الجميل «ما هي وظيفة السلاح غير الشرعي»، مشيرا الى أنهم «استعملوا السلاح من أجل المقاومة ومن ثم من أجل إقامة دويلة داخل الدولة ومن ثم استعملوه لإخافتكم ومن ثم من أجل الانقلاب وإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة تتناقض مع مصالح لبنان العليا»، مشددا على أنهم «يريدون تحويل لبنان من دولة القانون لدولة تواجه كل القوانين الدولية».
بدوره أكد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع «أننا لم نعط احدا وكالة للدفاع عنا، ولا نريد من احد الدفاع عنا، لا نرضى عن الجيش اللبناني بديلا، ولا نريد الا الدولة اللبنانية أما»، معتبرا أنه «إذا كانت المسألة مسألة خيار مقاومة فعلية، وعزة وطنية، وكرامة، فهذه كلها ميزات الشعب اللبناني بأكمله، فلا يزايدن أحد على أحد، ولنترك الدولة تترجم خيار المقاومة من خلال مؤسساتها الشرعية».
واذ أشار الى ان «المسألة في الحقيقة هي تلط، للمتلطين وراء خيار المقاومة، للتحكم بالبلاد والعباد، وتصدير الثورة، وخدمة مشاريع الجمهورية الإسلامية في ايران»، قال جعجع «نعم للدولة وحدها تقاوم عن جميع اللبنانيين لا للتحكم بالبلاد والعباد، لا لتصدير الثورة لا لتسخير شعب لبنان في خدمة مشاريع ايران».
لن نقبل التطاول على الحق
جعجع، وفي خطاب ألقاه في الذكرى السادسة لثورة 14 آذار 2005، وجه تحية الى جميع الشهداء، فقال لهم «تأكدوا أننا لن نفرط بنقطة من دمكم، ولا بذرة من حقكم. لن ندعهم يغتالونكم مرتين، لن نفرط بالمحكمة الدولية، مهما كان الثمن. لن نقبل التطاول على الحق والحقيقة. لن نقبل باسقاط العدالة. لن نقبل باستمرار التسيب بعد الآن»، لافتا الى «ان المحكمة الدولية تتعرض، منذ قيامها، لأعنف الهجمات وأشنعها، حتى قبل أن يظهر شيء من نتاجها، في محاولة يائسة لوقف عملها، وضرب أحكامها وهدر حقنا»، واعدا الشهداء بأنه «عهد علينا، أن نواجه تلك الحملات كلها، عهد علينا ألا نقايض ابدا، عهد علينا الإصرار على الحقيقة حتى إحقاق الحق». واذ اعتبر ان هذا التجمع اليوم «ليس لمجرد الذكرى، بل للانطلاق من جديد. فلا حياة لنا من دون دولة. ولا دولة بوجود الدويلة»، أعلن جعجع أنها «ثورة أرز ثانية، لا ترتاح، ولا تستكين، حتى زوال الدويلة وقيام الدولة. فلا يعتبرن أحد ان هذا مستحيل، ولا يغيبن عن بالكم لحظة بأنه: «على قدر أهل العزم تأتي العزائم، وبأنه تصغر في عين العظيم العظائم».
لقطات
بيروت ـ خلدون قواص
-
وجّه عريف الحفل تحية لمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد خالد والصحيح هو محمد رشيد قباني، كما وجه تحية للبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير.
-
رفعت الأعلام اللبنانية والأحزاب المنضوية في 14 آذار ولافتات لشعارات تمحورت حول رفض السلاح والعنف.
-
توزيع قبعات بيضاء مكتوب عليها لا للغدر، لا للخيانة، لا للسلاح.
-
شارك علماء دين من الطائفة السنية بشكل كثيف ومن الطائفة الشيعية بشكل رمزي.
-
بثت الأغاني الحماسية والوطنية في ساحة الحرية.
-
وزعت بطاقات خاصة للإعلاميين لتسهيل عملهم.
-
الشخصيات السياسية التي حضرت للمشاركة زارت أولا ضريحا لقراءة الفاتحة من قبل المسلمين والدعاء من قبل المسيحيين.
-
وجود صور عملاقة لسعد الحريري وسمير جعجع.
-
قوارب أتت من جونية الى بيروت رافعة أعلام «القوات اللبنانية».
-
مشاركة دروز بيروت ورفعهم أعلام الحزب التقدمي الاشتراكي، إضافة الى علم الموحدين الدروز الحماسي الالوان.
-
رفعت وفود درزية يافطة تقول: منحبك يا وليد.. وعن 14 آذار ما منحيد.
-
طلب المنظمون من المشاركين نزع جميع الأعلام والإبقاء على رفع العلم اللبناني ووزع عليهم أعلام لبنانية فقط.
-
بعض اللبنانيين حملوا العلم السعودي.
-
وزعت المياه والحلوى على المشاركين.
-
لوحظ وجود عناصر الانضباط من قبل جميع قوى 14 آذار ينسقون فيما بينهم لعدم وقوع اي حادث وتداركه فورا لعدم استغلاله والتنسيق مع القوى الأمنية المولجة بحماية المشاركين.
-
وضعت باصات بتصرف المواطنين لإيصالهم الى ساحة الحرية.
-
أبناء الطريق الجديدة وعائشة بكار في بيروت كانوا أكثر المشاركين من أبناء العاصمة.
-
نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي منذ العاشرة صباحا غارات وهمية وبشكل مكثف في أجواء مناطق النبطية، إقليم التفاح، مرجعيون، الخيام والعرقوب وعلى علو متوسط بالتزامن مع نزول المواطنين الى ساحة الحرية.
-
ذكرت إذاعة «لبنان الحر» ان مشاركين في ذكرى الـ 14 من آذار تعرضوا لاعتداء عبر رمي باصاتهم بالحجارة» في بعبدا و«توقيف سيارة عضو «كتلة القوات اللبنانية» النائب شانت جانجنيان عند حاجز بعبدا».
-
ذكرت إذاعة «صوت لبنان ـ الحرية والكرامة» انه تم الاعتداءفي طريق المطار على بعض المناصرين الذين يستقلون الحافلات للمشاركة في 13 آذار، كما تم رمي الحجارة عليهم.