- بري زار بكركي مهنئا.. ودمشق دعت البطريرك الراعي لزيارتها
بيروت ـ عمر حبنجر
الحديث مستمر عن انفراجات قريبة على مستوى تشكيل الحكومة، وان الولادة متوقعة في منتصف الاسبوع المقبل، استنادا الى حركة موفدين بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وبين رئيس كتلة التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، الا ان اللقاء المنتظر بين الرجلين لم يحدد زمانه ولا مكانه بعد، ما يعني ان حبل الانتظار يطول.
وآخر التعقيدات أولها، وهو اصرار العماد عون على وزارة الداخلية لغير الوزير الحالي زياد بارود، الموثوق من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وقد كان الجواب الرئاسي واضحا وصريحا ولا يحتمل اي لبس او ابهام، وخلاصته ان ابعاد بارود عن وزارة الداخلية، يقابله ابعاد جبران باسيل، صهر العماد عون، عن الحكومة ككل.
باسيل: الحكومة ليست قريبة
بالمقابل نقل عن باسيل القول امس ان ولادة الحكومة ليست قريبة ولم يتم الاتفاق على التشكيلة.
وتقول صحيفة «الأخبار» الوثيقة الصلة بالأكثرية الجديدة ان بعض أوساط هذه الأكثرية بدأت تتذمر من التأخر في تشكيل الحكومة ولاحظت الصحيفة رفع الرئيس سليمان من نبرة تعاطيه مع هذه المسألة.
اما حزب الله، فقد أعلنت مصادره امس انه يتفهم رغبة الرئيس ميقاتي بعدم تضمين البيان الوزاري للحكومة العتيدة اي موقف ضد المحكمة الدولية لتجنب الوقوف في وجه المجتمع الدولي على ان يتعامل مع المحكمة وفقا للظروف.
هذا الموقف يشكل خطوة الى الأمام في مسار تشكيل الحكومة الميقاتية، حيث انه يبقى موضوع السلاح والاستراتيجية الدفاعية التي تصر المعارضة الجديدة على اخراجه من كنف البيان الوزاري، وهو ما يأمل الرئيس المكلف موقفا من المعارضة من هذا الملف، موازيا لموقف حزب الله من المحكمة الدولية حينها يصبح البيان الوزاري محررا من الالتزام بالمسألتين الشائكتين.
سليمان: لن يوقّع حكومة دون التوازن
وفي هذا السياق، نقل زوار الرئيس سليمان عنه تشديده على الاسراع في التأليف، لكنه ـ أي الرئيس سليمان ـ لن يوقّع على حكومة لا تراعي التوازنات في تركيبتها، كي لا تكون حكومة اللون الواحد.
بري لتسريع الولادة من أجل الناس
بدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا الى ولادة الحكومة، خصوصا في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، وضرورة النظر الى مصالح الناس معيشيا واقتصاديا، وهذا بعيد عن المعارضة او الموالاة.
وسأل بري عن ملف التنقيب عن النفط على السواحل اللبنانية، وأشار الى ان سورية على سبيل المثال بدأت بإعداد المناقصات، أما اسرائيل فقد وقّعت اتفاقا نفطيا مع قبرص، وأعلن ان الملف النفطي سيكون في مقدمة اهتمامات الحكومة المقبلة.
عون: لنعط ميقاتي الوقت الكافي
اما العماد ميشال عون فقد أعلن ردا على سؤال حول موعد تشكيل الحكومة، «لست مطلعا على الأمر.. وأنصح بإعطاء الرئيس ميقاتي الوقت لتشكيلها».
مصادر في الاكثرية استنتجت من هذا القول ان حالة الاسترخاء الحكومي مستمرة من دون حصر الاسباب بالمعطيات الوزارية الذاتية على مستوى الاكثرية أو المعطيات الاقليمية التي ربما مازالت تنصح الاكثرويين الجدد بالتريث في حقل عقدة الحكومة، ريثما يتبلور المشهد الاقليمي، خصوصا على المستوى العربي الخليجي والليبي.
قوى 8 آذار
للرد على الأحد بأحد وفي معلومات لـ «الأنباء» ان قوى الثامن من آذار تبحث امكانية الرد على تظاهرة الاحد لقوى 14 آذار بتظاهرة أكبر، اضافة الى خطوات سياسية متقدمة.
في هذا الوقت انتقل رئيس حكومة تصريف الأعمال أمس الى طرابلس لشكر الطرابلسيين والشماليين عموما على مشاركتهم الاساسية ولاستجابتهم لدعوته، وهو ما سيوظف سياسيا لغير مصلحة الرئيس المكلف.
في غضون ذلك، مازالت بكركي وجهة السياسيين لتهنئة البطريرك الجديد بشارة الراعي على انتخابه.
وفي هذا الاطار، تسلم البطريرك الراعي رسالة تهنئة من الرئيس السوري بشار الاسد نقلها اليه السفير علي عبدالكريم علي مقرونة بالدعوة لزيارة دمشق.
وأكد السفير على ترحيب بلاده بالبطريرك الراعي في أي وقت، وقال ان الصفحة مفتوحة ونأمل أن تثمر خيرا، مشددا على أن دمشق تريد كل الخير للبنان وصاحب الغبطة يعرف ذلك وكل المؤازرة موجودة لغبطته ولتعميق الاخوة وليس لتعميق الانقسام.
الرئيس نبيه بري، وبعد تهنئة البطريرك الجديد في بكركي قال انه يأمل ويتمنى ان يكون بشارة للبنان، لكل لبنان، وان يكون راعيا للبنانيين كل اللبنانيين، كي يكون اسما على مسمى، وكما قلت ودونت في السجل، أتمنى ألا يكون على مساحة واحدة من الجميع، بل ان يجمع الجميع دائما.
البطريرك الراعي، عبر عن ارتياحه الكبير أمام مهنئيه لأن البطريرك صفير عبّد له كل الطرق.
وكان العماد ميشال عون أعلن عن وقوفه الى جانب البطريرك الراعي، وعندما قيل له انه من خط البطريرك السابق نصرالله صفير المناهض لسلاح المقاومة، قال عون: غدا نلتقي ونتفاهم.
غير أن قناة otv التلفزيونية تساءلت عن أي سياسة ستكون للبطريرك الجديد، وما اذا كان سيكسر قاعدة سلفه صفير ويزور سورية؟
النائبة ستريدا جعجع قالت: جئنا لنؤكد على الدور الوطني لصرح بكركي وسيده، وان علاقة قديمة تربطها بالبطريرك الراعي منذ زمن اعتقال زوجها سمير جعجع ورفاقه.
كما نوهت بسلاسة العملية الانتخابية ورقيها، خصوصا أنها حصلت في خضم مرحلة دقيقة تمر بها منطقة الشرق الاوسط ولبنان، وشكلت عبرة ينبغي التوقف عند معانيها.