بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم ان وصول مار بشارة يوسف الراعي الى كرسي انطاكيا وسائر المشرق للموارنة وبالرغم من مواقفه السابقة، شأن كنسي بامتياز ويعبر عن حق كل فريق روحي باختيار رؤسائه وقيادييه بالطرق الديموقراطية والقانونية المعتمدة لديه، مشيرا الى انه ليس المهم كيفية وصول الراعي الى سدة بكركي انما الأهم هو احترام الجميع لمشيئة السادة المطارنة ولخيارهم بمن ارتضوا به سيدا على بكركي، معربا في المقابل عن أمله في أن تكون بكركي موقعا لكل اللبنانيين دون استثناء وان يتعاطى سيدها الجديد مع القضايا الوطنية بما يخدم مصلحة لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين، وليس مصلحة فريق معين بينهم، مؤكدا ـ مع حرصه على تهنئة البطريرك الجديد ـ ان العلاقة مع بكركي سيحدد أطرها تباعا نهج البطريرك المنتخب، كون الاكثرية الجديدة تتطلع الى ان تكون لديه رؤية موحدة وجامعة، وان يكون على مسافة واحدة من كل الفرقاء ومحافظا على الثوابت الوطنية التي من أجلها سقط للبنان الشهداء في وجه العدو الاسرائيلي، وذلك كي لا يكون لبنان ساحة مفتوحة أمام العدو للتطاول على قيادييه.
وردا على سؤال، أعرب النائب هاشم في تصريح لـ «الأنباء» عن أمله في ألا يكون انتخاب الراعي بطريركا على رأس الكنيسة المارونية ذا مدلولات وأبعاد سياسية كعملية تطويق سياسي سواء للاكثرية الجديدة أم لسلاح «حزب الله»، وذلك باعتبار أن موقف البطريرك الراعي من سلاح المقاومة معروف منذ كان راعيا لأبرشية جبيل وتوابعها، وهو ليس بحاجة الى التوضيح، متمنيا ألا يكون البطريرك الراعي مطية لفريق سياسي معين يستمد منه جرأة لمهاجمة الآخرين، مؤكدا ان اللبنانيين أجمعين ـ مسلمين كانوا أم مسيحيين ـ يرغبون في أن تكون نظرة الصرح البطريركي واحدة تجاههم، وألا تكون منحازة الى فئة دون أخرى، وبمنأى كامل عن التأثيرات والمؤثرات السياسية.
لفت النائب هاشم وهو يمثل حزب البعث الى انه مهما ارتفع سقف الخطاب السياسي لقوى «14 آذار» ومهما علت لهجة قياداتها في وجه سلاح المقاومة، ستبقى أصواتا دون صدى كونها لا تعبر عن رأي الشعب الممثل بالغالبية النيابية التي تعطي سلاح المقاومة غطاء شرعيا كاملا للسلاح موضوع معركة الرئيس الحريري، لذلك يعتبر النائب هاشم أن ما تشهده الساحة اللبنانية من ضجيج حول السلاح لن يؤتي ثماره من الناحية الديموقراطية، ولن يحقق للآذاريين رغبتهم المتقاطعة مع رغبة الادارة الاميركية، مشيرا من جهة ثانية الى ان الكلام عن وكالة للدفاع عن لبنان كلاما لا يمت الى المسؤولية الوطنية بصلة، وذلك لاعتباره أنه في الخيارات الوطنية الحاسمة تسقط كل الأذونات وجوازات المرور للدفاع عن كرامة لبنان نتيجة تحرك غيرة الشرفاء المؤمنين بتحرير الأرض وردع العدو عن تكرار محاولات استباحته لها.