- ميقاتي للخليلين : أعرض على عون 10 وزراء فقط وليس 11
بيروت ـ عمر حبنجر
خلافا لكل انطباع مغاير، بدا امس ان مشروع تشكيل الحكومة اللبنانية مازال في البدايات، فلا تصور موحدا حول العدد او النوعية، ولا تفاهم، حتى بين اطراف الصف الواحد، حول الحصص والحقائب، ولا حماسة اقليمية لاستعجال التشكيل في ضوء الارتجاجات الشعبية التي تعم المنطقة.
واستنادا الى اوساط متابعة فان دمشق وطهران فضلتا التريث ومن هنا كانت عودة المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، وللامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الحاج حسين خليل، من دمشق بالتأكيد على ان تشكيل الحكومة اللبنانية شأن اللبنانيين، وهذا ما فهم على انه دعوة ضمنية للتريث في وقت تميل فيه قيادتا حزب الله وحركة أمل الى استعجال تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد تحسبا للمستجدات.
سليمان: الحكومة متأخرة
الى ذلك نقل زوار الرئيس سليمان عنه ان الحكومة الجديدة متأخرة الولادة، مشيرا الى ان هناك عقدا قيد المعالجة ولم تحل بعد.
ونقل عن الرئيس ايضا عدم الرضا عن تصريحات تتحدث عن قرب تشكيل الحكومة خلافا للواقع.
ومن مؤشرات التأخير فشل الاجتماع الذي عقد ليل الخميس بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وبين المعاونين السياسيين لبري ونصرالله، علي حسن خليل وحسين خليل والوزير جبران باسيل، على مدى ساعتين، في احراز اي خرق جدي.
النائب علي حسن خليل اشار الى اجواء ايجابية رافضا الحديث عن ازمة حكومية، بقدر ما هي تباينات تفصيلية يمكن تذليلها.
صحيفة «اللواء» القريبة من 14 آذار نقلت عن الرئيس ميقاتي قوله للخليلين وباسيل ان الخيار النهائي لديه ان تكون حصة كتلة العماد عون عشرة وزراء وليس احد عشر، حتى لا يكون هناك ثلث معطل بيد أحد.
وطبعا هذا اذا كانت الحكومة مؤلفة من ثلاثين وزيرا، اما اذا تألفت من 24 وزيرا فستنخفض حصة عون الى ثمانية وزراء لا تسعة.
واوضح ميقاتي لمحدثيه انه متفق في هذا الشأن مع الرئيس ميشال سليمان، وان تصوره لتوزيع الحصص في وزارة من ثلاثين هو ان يكون لرئيس الجمهورية والحكومة عشرة وزراء، وان يكون للحلفاء الآخرين اي عون وحركة امل وحزب الله وجنبلاط الثلثان الآخران، ولا بأس ان يكون لعون عشرة وزراء اضافة الى عشرة وزراء لتحالف حزب الله وأمل فضلا عن كتلة جنبلاط.
الخليلان لدعم اقتراح ميقاتي!
مصادر المعلومات قالت ان هذا الاجتماع لم يتطرق الى حقيبة وزارة الداخلية، ولا الى توزيع الحقائب بانتظار رد عون على طرح المثالثة، علما ان ممثلي أمل وحزب الله أبديا الاستعداد لدعم اقتراح ميقاتي، عبر السعي لإقناع العماد عون به، علما ان الخليلين عادا من دمشق مؤخرا برغبة دمشق في عدم التدخل في الشأن الحكومي، ما يعاكس التوجه الاستعجالي في تشكيل الحكومة، علما ان بعض قوى الثامن من آذار ترى ان كل يوم يمر بعد 14 آذار من دون تأليف الحكومة ينعكس سلبا الى رئيس الحكومة المكلف والأكثرية الجديدة.
على أي حال، سيكون للأمين العام لحزب الله كلمة اليوم، في السابعة مساء، في احتفال تضامني مع انتفاضات الشعوب في تونس ومصر والبحرين وليبيا واليمن، في مجمع سيد الشهداء في الضاحية، ومع كلمة نصرالله تتوضح الى حد بعيد صورة الوضع الحكومي من زاوية العقد والعوائق.
الحريري إلى عكار
في غضون ذلك، أنهى امس رئيـس حكومة تصريف الأعـمال ســعد الحريري زيارة لمدينة طرابلس استغرقت 3 أيام، بمهرجان شعبي حاشد في معرض رشـيد كرامي الدولي، وانتقل الى عكـار ضمن إطار الشـكر للأهالي الذين لبوا دعوتـه للاحتفال بذكـرى 14 آذار فـي بـيـروت.
وفي كلمة نارية تصعيدية ألقاها أمام اهالي طرابلس رأى الحريري ان الخلاف السياسي في لبنان ليس من مصلحة احد ولكن الفريق الآخر سعى للسيطرة على البلد بإسقاط الحكومة بطريقة باتت معلومة.
وأشار الحريري الى ان هذا الفريق يريد ان يفرض إرادته على جميع اللبنانيين بقوة السلاح لمصالح خاصة، مؤكدا ان قوى 14 آذار ستجابه هذا الأمر بالوسائل الديموقراطية.
سلاح في طرابلس
وسأل الحريري: لماذا يوزع حزب الله الســلاح فـي مـناطق شمالية على مجموعات تحمل اسم «سرايا المقاومة»؟ وهل توزع السلاح هذا لمحاربة إسرائيل من طرابلس ام لزرع التفرقة بين اللبنانيين؟
وقال: ما حصل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 2004، يحصل معي اليوم، حيث يريد هذا الفريق إلغاءنا من المعادلة السياسية ليتمكن بعدئذ من وضع يده على البلد، لكني أؤكد اننا سنتصدى لهم ديموقراطيا لأننا طلاب حق ونريد قيام الدولة.
وأضاف: لقد زرت سورية 5 مرات وزرت ايران ومددت الجسور مع الرئيس بري والسيد حسن نصرالله لكن الأمور صارت بعكس ما اتمنى، حيث أعلنوا المعارضة من ضمن الحكومة ومنعوه من اتخاذ اي قرار لمصلحة البلد.
وقال: لا خلاف حول الإستراتيجية الدفاعية بل مع حملة السلاح الذين يهددون اللبنانيين به في كل مناسبة. ونفى ان يكون المبادر الى كسر الجرة مع ميقاتي والصفدي، انما رد على من تطاولوا عليه بالحديث عن تداول السلطة في حين انهم في السلطة منذ أكثر من 20 عاما.
ويذكر ان الرئيس ميقاتي قام بزيارة خاطفة الى طرابلس عصر الخميس وعاد مساء الى بيروت، بعد ان قام بواجب اجتماعي.