أشارت صحيفة «الأخبار» ضمن عرض لبرقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت، الى انه في يوم 3 أغسطس 2006 زار السفير الاميركي البطريرك الماروني نصر الله صفير في الديمان، وعبر صفير أكثر من مرة عن قلقه من الشيعة المهجرين الذين يبحثون عن المأوى في بيروت وجبل لبنان». وعبر صفير بوضوح عن ان الشيعة لا يمكن ان يظلوا في هذه الأنحاء، وان عليهم ان يعودوا الى مناطقهم، ورأى صفير انه «لا مجال لوجود أطراف مسلحة في الحكومة»، معبرا عن ثقته في رئيس الحكومة فؤاد السنيورة. واعتبر البطريرك صفير ان رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون خسر شعبيته بين أبناء الطوائف المسيحية، واصفا مواقف الرئيس الأسبق اميل لحود الداعمة للمقاومة بأنها «لا تساعد»، وأشار الى انه «من المحتمل نتيجة للحرب ونزع سلاح حزب الله ألا يكمل لحود ولايته الممتدة».
كما نشرت الصحيفة برقية تشير الى ان النائب نايلة تويني قالت خلال عشاء أقيم في السفارة الاميركية في 3 أغسطس 2006 إن أسوأ كارثة يمكن ان تحل خلال الحرب هي مقتل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
تويني كانت بالسفارة برفقة مستشار وزير النقل ربيع الشعار وشخصين آخرين، وبحسب البرقية الاميركية فإن الاربعة أكدوا ان اسرائيل ستبقى عدوا بالنسبة لهم الى ان توقع اتفاقية سلام مع لبنان، وأشاروا الى ان نصرالله «هو الرجل الوحيد في الحكومة»، قائلين: انه صاحب تفكير معتدل مقارنة بالزعماء الشيعة الآخرين. وتابعت الاخبار نشر الوثائق، حيث أكدت برقية صادرة عن السفارة الاميركية في بيروت بتاريخ 1 أغسطس 2006 ان وزير الاتصالات في ذلك الوقت مروان حمادة اعتبر ان الاتفاق على انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا سيؤدي في المردود النهائي الى انتزاع العنصر الأهم من الحملة الدعائية لحزب الله.
ورأى ان لبنان «سيبقى رهينة لدى سورية وحزب الله»، ما دام ممكنا إبقاء قضية شبعا حية بين اللبنانيين.
ووصف حمادة التغير اللافت بموقف وزير الدفاع الياس المر بأنه «يلعب على الجهتين»، وبرر حمادة ذلك بأن المر يعتقد أن «حزب الله» سيفوز في الحرب الأهلية وهو يحاول ان ينقذ نفسه سياسيا على صعيد الساحة السياسية التي ترتسم في مرحلة ما بعد الحرب. وروى حمادة ان «السنيورة كان غاضبا من المر في اجتماع للحكومة أخيرا بسبب تعليقاته الإعلامية ومفادها أن النقاط السبع لخطة السنيورة غير موجودة».