عاد «الخليلان» معاونا بري ونصرالله من دمشق بموقف يفيد انها تفضل عدم التدخل في تشكيل الحكومة، لكنها تنصح بوجوب الاسراع لعدم وجود ذرائع ومبررات للتأخير، ولأن كل يوم يمر من الآن فصاعدا من دون تأليف الحكومة ينعكس سلبا على فريق 8 آذار ويأكل من رصيد حكومة ميقاتي قبل ان تولد.
ونقل عن النائب وليد جنبلاط (الذي زار دمشق) قوله ان «الضغط الأميركي قوي على ميقاتي لمنع تشكيل الحكومة»، لكنه قال انه لابد للرئيس ميقاتي من ان يقدم ويستعجل في التشكيل وفق التوازنات المطلوبة، فالضغط الأميركي لن يتوقف، لذلك لا نجد مبررا كبيرا للتأخير في تشكيل الحكومة، لكن على الأطراف الأخرى ان تساعد الرئيس ميقاتي وتسهل له مهمته.
وأضاف جنبلاط ان القيادة السورية سألت بعض زوارها من شخصيات رسمية لبنانية مؤخرا، عن أسباب التأخير، وهي تشجع الرئيس ميقاتي على تشكيل حكومته. لكن مطلوب من الأطراف الأخرى (في اشارة غير مباشرة الى عون) تليين مواقفها كثيرا، وألا تحرج ميقاتي وحزب الله اكثر بمواقفها وبسقفها العالي، وتسهم أحيانا في تجييش الجمهور السني الى جانب الحريري. كما ان على حزب الله ان يبادر ويقترب أكثر من كل الأطراف لمناقشة كل الأمور في العمق وبالتفصيل لأنه أحيانا يبتعد عن حلفاء له، وربما لديه أسبابه لكن يجب ان يناقشها معهم.
*مسؤول عربي خليجي شرح لجهات أوروبية حقيقة الموقف الذي اتخذه وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الرياض الأسبوع الماضي فقال: «إن الوزراء الخليجيين، في بيانهم المدروس بعناية، لم يقدموا دعما لميقاتي ولحكومته لأن هذه الحكومة ليس لها وجود حتى الآن، بل إنهم حددوا ضمنا توقعاتهم منها فنوهوا «بالمضامين الإيجابية» التي وردت في خطاب الرئيس المكلف والمتناقضة الى حد بعيد مع مطالب حزب الله ومواقفه، وتمنوا «تشكيل حكومة تحقق آمال الشعب اللبناني وتطلعاته» وليس آمال فريق معين، وشددوا على «دعمهم الكامل للأمن والاستقرار والوحدة الوطنية» وعلى ضرورة احترام «القواعد الدستورية التي توافق عليها جميع اللبنانيين»، مما يعكس حرصهم على أن تتألف الحكومة ضمن إطار التوافق اللبناني العام.
وحسب هذا المسؤول، فإن الدول العربية الحريصة على مصير لبنان تدعم بشروط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وترفض أن تؤيد سلفا حكومة تجهل تركيبتها وطبيعة توجهاتها ولذلك تتعامل بحذر شديد مع هذا الموضوع الحساس. وشدد المسؤول العربي على أن تصريحات ميقاتي ومواقفه العلنية وتمنياته وآماله شيء ومدى قدرته على تنفيذ وعوده شيء آخر.
*يزور مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية السفير باتريس باولي بيروت اليوم لإجراء اتصالات مع الأطراف المختلفة ونقل نتائجها الى الوزير آلان جوبيه، الذي تقول مصادر فرنسية مطلعة انه مهتم بالملف اللبناني، لافتة الى انه «على علاقة منذ زمن طويل مع البلد وله صداقات فيه، وهو يجري جلسات عمل حول الوضع والتطورات فيه». ولاتزال الأوساط المذكورة في وضع ترقب وانتظار تجاه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، في انتظار تشكيل الحكومة ثم صدور بيانها الوزاري، ومعرفة مدى سيطرة حزب الله عليها.