- «8 آذار» تستشعر خطورة الاستنزاف السياسي.. وميقاتي لم ييأس بعد
بيروت ـ عمر حبنجر
بعد غد الخميس يكون قد مضى شهران على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة من دون ان تبرز مؤشرات على إمكانية تجاوز أزمة التأليف، في وقت بدأت فيه قوى 8 آذار الداعمة للرئيس المكلف تستشعر خطورة الاستنزاف السياسي، الذي بدأ يطولها، جراء إخفاقها في التوصل الى تفاهمات بين أطرافها وبين الرئيس ميقاتي على الأسماء والحقائب والأعداد الى جانب القلق المتصاعد من الأوضاع العربية، وبالذات ما تعرضت له سورية مؤخرا، ما من شأنه إشغال العاصمة السورية، عما حولها خصوصا ما يتعلق بالحكومة اللبنانية.
انسحاب عناصر سورية فاعلة
ولاحظت مصادر لبنانية متابعة تقلص الاهتمام السوري المباشر بالوضع الحكومي اللبناني، بل بمختلف الأوضاع، ما يعني تأخر جديد في تشكيل الحكومة اللبنانية.
الى ذلك قال الوزير السابق محمد شطح، ان ثمة أزمة حكومية فعلية، وكان الله في عون الرئيس نجيب ميقاتي، خصوصا بعدما قام من يضع خطا أحمر أمام حكومة التكنوقراط (السيد نصرالله). وأضاف: واضح ان ميقاتي لم يكن يدرك انه سيصل الى الوضع الذي وصل اليه.
ميقاتي: لن أعتذر
الرئيس ميقاتي وردا على سؤال لـ «النهار» البيروتية حول مآل الاتصالات التشكيلية للحكومة قال: هناك تقدم بطيء، وهناك وجهات نظر، وأنا أسعى الى ان تأتي الطبخة الحكومية مريحة للجميع. فقد لا أتمكن من إرضاء الجميع لكنني أسعى الى حكومة متوازنة ترضي الشعب اللبناني وتأتي بالشخص المناسب الى المكان المناسب.
وحول إمكانية اعتذاره من تأليف الحكومة قال ميقاتي: بصراحة لم أيأس، لم أيأس أبدا، أنا أعرف أهمية الوقت والأمور المعيشية للناس لكني أتمنى على اللبنانيين ان يتحملوا قليلا بعد، أتمنى لو شكلت الحكومة الأمس قبل اليوم.
ونفى ميقاتي تدخل سورية، وكرر انه ليس متشائما.
بري وجنبلاط والتطورات
في هذا الوقت التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب وليد جنبلاط في «عين التينة» يرافقه وزير الأشغال غازي العريضي، وتخلل اللقاء عرض للتطورات في بعض الدول العربية والعقبات التي تعترض تأليف الحكومة.
جنبلاط قال انه تناول وبري التطورات في المنطقة، وتحدثا تحديدا عن ليبيا، وفي النهاية لابد ان تتكشف الحقيقة حول مصير الإمام الصدر ورفيقيه بعد طول انتظار.
اما في الشأن اللبناني فقد جرى تناول الصيغ المطروحة لدعم الرئيس ميقاتي في تشكيل الحكومة، وانه مهما حاول البعض استخدام الخطابات العالية والاستعانة ربما بالخارج، تبقى الحكومة صمام الأمان في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وضمان الاستقرار.
جنبلاط نفى لـ «النهار» ايضا ان يكون تحدث عن ضغوط يتعرض لها الرئيس ميقاتي حول موضوع مصرفي او غير مصرفي. وكانت قناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله قد نسبت الى جنبلاط تحذيره من ضغوط أميركية على ميقاتي من خلال مزاعم عن استهداف مصارف لبنانية يملك حصصا فيها.
بدوره الرئيس ميقاتي نفى تعرضه لأي ضغط على هذا الصعيد. واتفق بري وجنبلاط على تسريع الاتصالات من أجل تشكيل الحكومة لأنهما يشعران بأن الفراغ الحالي ثقيل الوطأة.
وزير الأشغال العامة غازي العريضي تطرق الى الجدل القائم حول قضية السلاح، فقال: لا استخدام للسلاح في الداخل من أي جهة ومن أي فرد.
وتناول القرار السياسي (الدولي) بمنع تسليم الجيش اللبناني أي سلاح نوعي نسبي، يجعل منه قادرا على المواجهة. وتساءل: في هذه الحالة ماذا نفعل؟ لا جيش قادر ولا سلاح فاعل، لذلك نقول بكل وضوح: نعم لموقف وطني جماعي يقول لا لاستخدام السلاح في الداخل.
تشكيل الحكومة والقرار الإقليمي
النائب ميشال موسى، عضو كتلة التحرير والتنمية، لاحظ ان الأجواء الاقليمية ملبدة، ولهذه دوره في اعاقة تشكيل الحكومة، الى جانب المشكلة الداخلية التي تحصل مع كل تشكيل حكومة، متوقعا اتصالات كثيفة هذا الاسبوع.
ووصف موسى اجتماع بري ـ جنبلاط بالمهم جدا الى جانب تأكيدات السيد حسن نصرالله أن هذه الحكومة ستخرج الى النور.
معوقات التأليف
أما النائب انطوان زهرة (القوات اللبنانية) فقد شدد على ان معوقـات تأليف الحكومة على صلة بالقرار الاقليمي وتوقف أمـام قول نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي لم ير او يسمع ما يستحق التعليق او الرد في خطابات 14 آذار.
وقال ان التطورات الاقليمية وتغيير الأنـظمة وانتظار صفقات لن تحصل، مع المحور الاقليمي المتحكم بقوى 8 آذار، هو ما يمنع تشكيل الحكومة.
من جهته، النائب عمار حوري، عضو كتلة المستقبل، قال ان قـوى 14 آذار ليست ضد المـقــاومة وســلاحها وانما تطالب بجــعلها في كنـف الدولة، متسائلا عن معيار «الحركشة» بهذا السلاح، والتعبير للسيد نصرالله.
بدوره الوزير محمد رحال قال: لو كانت هناك موافقة سورية ـ إيرانية على تشكيل الحكومة في لبنان لشكلت في يومين!
وأضاف: ان موضوع التدخل السوري في تشكيل الحكومة اللبنانية خارج النقاش.
النائب عماد الحوت، دعا الرئيس ميقاتي الى تشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، من عناصر تكنوقراط، وإسقاط المعيار السياسي.