- الأكثرية الجديدة سيزداد عددها بفعل انضمام بعض القوى
بيروت ـ اتحاد درويش
اوضح الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق فايز شكر ان التحركات الشعبية التي تشهدها بعض المناطق السورية، تأتي على خلفية المطالبة بالإفراج عن بعض الموقوفين. مؤكدا ان سورية محصنة من الثورات وما يحصنها مواقفها وثوابتها الاستراتيجية التي يؤيدها الشعب السوري، مشيرا الى جملة الاصلاحات الاقتصادية والمواكبة للتطور الحاصل التي تعمل عليها سورية فضلا عن الاستثمارات.
كما رحب شكر بانتخاب المطران بشار الراعي بطريركا على رأس الكنيسة المارونية، مشيدا بالمواقف التي اطلقها الراعي والذي شدد فيها على «الشركة والمحبة»، لافتا الى المواقف المتشددة والمتصلبة التي اتخذها البطريرك الجديد عندما كان مطرانا، واكد ان مقتضيات الموقع الجديد تفرض على البطريرك الراعي الانفتاح والحوار مع الجميع وأن يكون راعيا للوحدة الوطنية.
ورأى شكر في تصريح لـ «الأنباء» ان الدعوة التي حملها السفير السوري في لبنان الى البطريرك الراعي لزيارة دمشق ليست دعوة شكلية بل دعوة سياسية اساسها العلاقات السليمة بين لبنان وسورية القائمة على الاحترام المتبادل، واكد ان ابواب سورية كانت مفتوحة باستمرار امام البطريرك نصرالله بطرس صفير وامام الجميع ولم تكن حكرا على احد، ورأى ان كل طرف في لبنان كانت لديه حساباته وان هذه الحسابات قد تغيرت وهناك عهد جديد ذو افق واضح بدا من خلال الموقف الذي اطلقه البطريرك الجديد تحت عنوان «الشركة والمحبة».
وقال شكر في معرض توصيفه للعلاقة بين القيادة السورية والرئيس سعد الحريري بأنها مجمدة في الوقت الراهن، معربا عن اعتقاده بان سورية لا تلعب لعبة محاور مع الفرقاء بل تتعاطى من دولة الى دولة، لافتا الى القول بأنه لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في السياسة العامة، مشيرا الى الحالة الجديدة التي كونها الرئيس الحريري بعيد زيارته سورية في العام 2010 والتي مضت العلاقة بين الطرفين فيما بعد في الاتجاه السليم، لافتا الى ان الرئيس الحريري قد تراجع عن عدد من العناوين التي كان قد اتخذها تجاه سورية، واكد انه لا شيء سيتغير في اداء القيادة السورية ازاء لبنان.
وحمّل شكر الرئيس سعد الحريري «فشل» تسوية س.س بعدما اعلن سقوط هذه التسوية عندما كان طرفا اساسيا فيها، ورأى ان العلاقات بين سورية والمملكة العربية السعودية هي علاقات ممتازة تتخللها لقاءات ومشاورات بصورة مستمرة، متوقفا عند الرسالة التي نقلها نجل الملك السعودي مؤخرا الى الرئيس الاسد والتي تتصل بما يجري في المنطقة، مشددا على الثوابت الوطنية والقومية التي تعمل عليها سورية والتي تهدف الى تأمين الاستقرار في المنطقة وعلى مستوى الدول العربية، مشيرا الى الدور الرئيسي والمحوري الذي تلعبه سورية في المنطقة.
وعن الحملة التي يقودها تحالف 14 آذار لاسقاط السلاح رأى شكر ان شعار اسقاط السلاح يرفع من قبل الذين باتوا خارج الحكم وهم لا يعملون على موضوع استراتيجي، لافتا الى ان الرئيس الحريري كان قد تخلى في تسوية س.س عن المحكمة شرط الاستمرار في الحكم وعلى ان يسقط كل الكلام حول السلاح نتيجة هذا الشرط، معتبرا ان اللعبة هي لعبة مصالح لها علاقة بالسلطة وعندما سقطت هذه الحسابات والتفاهمات التي كان الرئيس الحريري جزءا اساسيا ورئيسي فيها بدأ بالتحول وبرفع شعارات تثير الضجة والبلبلة والاحتقان والتحريض، مشيرا الى ان أصحاب شعار إسقاط السلاح باتوا يتلطون خلف المذاهب والطوائف بعناوين سياسية الهدف منها التحريض ضد سلاح المقاومة الذي لولاه لما كان هناك لبنان ولم تكن هناك حكومة يرأسها سعد الحريري. مشيرا الى ان من جعل لبنان من المذهبية والسقوط في الفتن وأوقف تداعياتها هو هذا السلاح الذي أسقط دولة مغتصبة اسمها اسرائيل. وعن كيفية مواجهة الحملة على السلاح والتي تحتاج الى إجماع ومقاربة وطنية اعتبر شكر ان لا شيء اسمه إجماع لأنه لا يمكن القول ان كل الشعب اللبناني مع السلاح أو مع المحكمة، فذلك بالامر المستحيل. لافتا الى ان القسم الاكبر من الشعب اللبناني الذي أصبح أكثر تمثيلا في المجلس النيابي من خلال الاكثرية الجديدة التي سمت الرئيس نجيب ميقاتي قد غيرت في المشهد السياسي بفعل عوامل سياسية، جازما بأن الاكثرية الجديدة التي تتشكل من 68 نائبا ستفوق هذا العدد من خلال انضمام بعض القوى في تحالف 14 آذار، مؤكدا ان هناك بوادر تشير الى هذا الامر وستظهر في المدى القريب من خلال وصول البعض الى مكان يجدون فيه أن أجندتهم السياسية لا تناسبهم ولا تخدم مصالح لبنان.
وعن الأسباب التي تحول دون تأليف الحكومة وما اذا كان الامر يتطلب تدخلا إقليميا أوضح شكر ان العقد التي تحول دون تأليف الحكومة ستذلل قريبا وهي عقد شكلية وفي سياق حراك التشكيل الذي يستغرق وقتا طويلا في أغلب الاحيان، لافتا الى بروز أكثر من إشارة عربية تتبنى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي. مشيرا الى ان سورية أعلنت وعلى لسان أكثر من مسؤول فيها أنها لن تتدخل في التفاصيل الداخلية اللبنانية وهذا قرار اتخذته بعدم التدخل.