كشفت صحيفة «الأخبار» عن وثيقة نشرها موقع «ويكيليكس» عن لقاء جمع رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل بالسفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان في 21 يوليو 2006، حيث رأى الجميل ان انتصار حزب الله سيكون «كارثة» للبنان، وسيسيطر عناصر حزب الله على سيطرة كاملة على لبنان، وسيشتد عود حلفائهم السوريين والايرانيين على امتداد الشرق الأوسط، عندها أي مبادرات اصلاحية تخرج من بيروت في اطار لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري «سيقضى عليها».
وقال الجميل ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خدع كل لبنان بشكل واضح خلال الحوار الوطني، وبنتيجة ذلك بدأ الشعب اللبناني ينقلب ضده، وعد الجميل الطوائف اللبنانية على أصابعه قائلا «المسيحيون والسنة والدروز وحتى الشيعة ضاقوا ذرعا».
وعن الدمار الذي تسببت فيه الهجمات الاسرائيلية، قال الجميل ان اللبنانيين بدأوا يسائلون قيادة حزب الله ومراجعه ايضا، رغم وعود نصرالله الأسبوع الماضي بالمال «النظيف» لاعادة اعمار الجنوب.
واشار الجميل الى ان حزب الله سيفقد الدعم الشعبي فقط ان عانى من خسائر عسكرية أساسية في مواجهته اسرائيل وان وكان وقف اطلاق النار مرتبا بحيث يحرم الحزب أيضا من النصر السياسي.
ووصف الجميل رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون مرارا بـ «المتهور» و«المريض» و«المجنون».
كما وصف عون بأنه «انتهازي سطحي»، مشيرا الى عون يلتصق باتفاقه مع حزب الله فقط لأنه راهن على ان سورية وحزب الله سيتصدران الأزمة الحالية.
وقال الجميل ان عون نسق مع «الموساد» خلال الحرب اللبنانية وانه يضع نفسه في تحالف مع حزب الله وسورية اليوم لأنه اعتقد بأنهما قدما له الفرصة لتحقيق رغبته القديمة في الفوز بالمقعد الرئاسي في قصر بعبدا.
وبحسب الجميل، ان لم يبعد عون نفسه علنا ومطلقا عن حزب الله قريبا فانه سيكون سائرا نحو نهايته السياسية.
كما كشفت وثيقة أخرى ان رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة التقى في 14 اغسطس 2006 سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن للتباحث في خطوات ما بعد حرب يوليو 2006.
وبحسب الوثيقة، فان السنيورة أكد للسفراء انه منح حزب الله فرصة «نزع سلاحه ذاتيا الآن أو بعد الانسحاب الاسرائيلي أو تسليم سلاحه للجيش اللبناني».
وأعاد السنيورة التذكير بقضية مزارع شبعا، قائلا ان الحصول على وعد بحلها كان سيساعد على نزع سلاح حزب الله.
وقال السنيورة ان حزب الله سيختفي من الجنوب لأنه لا يمكن ان يكون في الفراش ذاته مع الجيش اللبناني واليونيفيل.
وعندما أثار السفير الأميركي جيفري فيلتمان موضوع تعزيز رقابة الحكومة اللبنانية على المطار والمرافئ، رد السنيورة مؤكدا انه سيعمل على تشديد المعايير الأمنية فيها «لكنني لن ألاحق أشباحا، فنسبة 99.9% من التهريب تتم عبر الحدود البرية اللبنانية - السورية لأن المهربين ليسوا أغبياء» ليستخدموا المطار والموانئ.
وكشفت صحيفة «الأخبار» أيضا عن وثيقة أشارت إلى عشاء شارك فيه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد والش وأحد الديبلوماسيين السياسيين العاملين في السفارة، وحضره وزير الاتصالات يومها مروان حمادة ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، تناولوا فيه موضوع الحرب على لبنان، حذر جنبلاط فيه مما سماه قلة فاعلية اسرائيل في العمليات البرية وفي الاستخبارات هي خطر على اسرائيل.
وعبر حمادة وجنبلاط عن ترددهما فيما يخص خطة مكونة من قرارين لمجلس الأمن تهدف لإنهاء القتال، واعتبرا ان «حزب الله» سيطلق النار على الجيش الاسرائيلي اذا بقي في جنوب لبنان، حتى لو تم الاتفاق على وقف لاطلاق النار.