كشفت صحيفة «الأخبار» في عددها الصادر امس عن وثيقة جديدة لموقع «ويكيليكس» حول حرب يوليو 2006 يعتبر فيها السفير الأميركي في لبنان إبان الحرب جيفري فيلتمان أن قطع الطريق الرئيسي التي تصل بيروت بقلب المنطقة المسيحية، التي قال فيلتمان انها تسمى بشكل فكاهي بـ «مارونستان»، هو بمثابة تدمير نفسي، إذ إنه يعزل المناطق المسيحية بعضها عن بعض، ويقطع الطريق أمام زوار البطريرك الماروني نصرالله صفير (المقيم في مقره الصيفي) ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع كما أنه يوجه ضربة قاسية إلى مهمات السفارة إذ لن يتمكن الموظفون «ومن ضمنهم موظفو الأمن» من الوصول إلى عملهم. وبحسب الوثيقة، فإن فيلتمان يلفت إلى أنه لا أحد من «مصادره اللبنانية» يعتقد أن هذه الجسور كانت أهدافا تابعة لحزب الله «حتى لو نجح الاسرائيليون في تبرير ذلك»، داعيا الحكومة الأميركية للاتفاق مع الاسرائيليين على تحييد منطقة بيروت الكبرى، ومن ضمنها عوكر (حيث تقع السفارة) وجونية عن هجمات الجيش الاسرائيلي باستثناء معاقل حزب الله المعروفة، كالضاحية الجنوبية، مطالبا أيضا باطلاق مبادرة رفيعة المستوى (ربما فتح طريق بحري بين قبرص وجونية، أو معبر جوي محدود إلى مطار عمان أو أي بلد آخر) لتجميل صورة الولايات المتحدة وتأمين الراحة النفسية للبنانيين المحاصرين. وينقل فيلتمان في وثيقته عن أحد المسيحيين قوله ان «جبل لبنان» لم يعد مكانا آمنا بعد اليوم كما ينقل عن أحد المسيحيين «المعتدلين» قوله: «كلنا مقاومون الآن». ويلفت فيلتمان أيضا إلى أن هذه الهجمات على المدن المسيحية تسهم في زيادة الشعور بالاضطهاد لدى المسيحيين والسنة، إضافة إلى زيادة التضامن بين المسيحيين والسنة وحزب الله. كما كشفت صحيفة «الأخبار» عن وثيقة اخرى صادرة عن السفارة الأميركية بتاريخ 12 اغسطس 2006 يحض فيها رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع على النزع الكامل والفوري لسلاح حزب الله.