- «المستقبل» رداً على دعوة نصرالله إلى تطوير النظام: هروب إلى الأمام بأسلوب زكي
بيروت ـ عمر حبنجر
تبدلت الأولويات اللبنانية امس، مع تعاظم التهديدات الاسرائيلية غداة التظاهرة الفلسطينية الى الحدود الجنوبية بمناسبة ذكرى النكسة يوم الاحد وتمسك رئيس مجلس النواب نبيه بري بعقد جلسة عامة لمجلس النواب في الثامن من الجاري رغم عدم وجود حكومة فعلية، وتراجعت الحملة السياسية على اللواء اشرف ريفي المدير العام لقوى الأمن الداخلي على خلفية رفضه السماح لوزير الاتصالات شربل نحاس بإخراج معدات الشبكة الهاتفية الثالثة من عنابر شركة «أوجيرو» المشغلة لقطاع الهاتف في لبنان، دون اذن من مجلس الوزراء فيما بقي موضوع تشكيل الحكومة في القعر، تبعا لغياب المعطيات المشجعة.
تظاهرة الأحد حزب الله يتعهد
في موضوع تظاهرات ذكرى النكسة (5/6/1967) التي تنظمها بعض الفصائل الفلسطينية بحثه الرئيس ميشال سليمان مع العماد جان قهوجي قائد الجيش، انطلاقا من الحرص على عدم تفلت الوضع الميداني على الحدود الجنوبية مع اسرائيل، على غرار تظاهرة ذكرى النكبة، حيث سقط عدد من القتلى ومئات الجرحى برصاص الإسرائيليين. وكان بين الجرحى 4 من جنود الجيش اللبناني.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان المسؤولين اللبنانيين تلقوا وعودا من حزب الله بعدم السماح بانفلات الوضع كما حصل منذ اسبوعين، وقد رد بعضهم فقدان الحزب السيطرة على المتظاهرين يومذاك بسبب خروج الوضع عن السيطرة، الأمر الذي لا يجوز ان يتكرر هذه المرة ايضا.
وفي المعلومات ايضا ان الجيش اللبناني وبتواصل دائم مع القوات الدولية قرر وقف المتظاهرين على مسافة 5 كيلومترات من بوابة فاطمة في بلدة كفر كلا الملاصقة للشريط الفاصل مع اسرائيل.
وحتى ظهر امس الخميس كانت القيادات الفلسطينية المنظمة للتظاهرة مازالت تنتظر الحصول على التراخيص الرسمية من الجيش التي تسمح لها بالتوجه الى المنطقة الحدودية، على اعتبار ان دخول الفلسطينيين الى منطقة جنوب الليطاني اصبح خاضعا لترخيص الجيش منذ مايو 2000.
وكانت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية نقلت عن مصادر اسرائيلية انها ستستخدم كل الوسائل الممكنة لمنع اي هجوم يمس سيادة اسرائيل، وان تحذيرا شديدا وجه الى سورية ولبنان قبل احياء ذكرى النكسة محملة الحكومتين مسؤولية ما قد يحصل على الحدود كما ابلغت اسرائيل هيئة الأمم المتحدة بأنها لن تتسامح مع اي تعرض او خرق لحدودها.
الطائف بين البطريرك ونصرالله
في هذا الوقت كان اتفاق الطائف وصلاحيات الرئيس العنوان المحلي لخطاب السيد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الخميني، حيث رفض المس بالطائف الآن، كما لفت انتقاده الميليشيات نائيا بحزب الله عن هذا التوصيف، لكونه مقاومة.هذا الموضوع اثاره البطريرك الراعي عشية الاجتماع الماروني الموسع الذي عقد قبل ظهر امس الخميس في بكركي، استرضاء لفريق العماد عون الرافض لهذا الاتفاق من الاساس وقد جاء رفض السيد نصرالله المس به الآن.
نصر الله بين «تطوير» الطائف أو «تعديله»!
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اكد ضرورة تطوير النظام اللبناني ليتماشى مع حجم التطورات والحاجات داعيا الجميع الى تجنب الحديث عن التمسك باتفاق الطائف او تعديله، وليكن عنوان مقاربتنا، تطوير النظام القائم، لا نريد العودة الى الخلف لانها تعني العودة الى المشاكل السابقة.
ورأى نصر الله عدم جواز الاصابة بالاحباط او ان ينال منا اليأس مؤكدا اننا سنصل الى تأليف الحكومة، اذ ليس هناك من خيار آخر، وسنصل الى نتيجة، فنحن كجزء من الاكثرية الجديدة نعرف الصعوبات والتعقيدات ونتفهم مخاوف وقلق بعض الحلفاء والاصدقاء ولسنا في وارد توزيع التبعات والمسؤوليات، نحن اولويتنا هي مواصلة العمل والتعاون مع الجميع لمساعدة الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة.
ورد عضو كتلة المستقبل النيابية النائب نضال طعمة على خطاب نصر الله حول تطوير الطائف، وقال ان هذا القول هروب الى الامام بأسلوب ذكي.
واضاف: ان تعبير تطوير النظام مقاربة شائكة وتحتاج الى حوار واخذ ورد وقد يكون الغاء الطائفية السياسية وما يحمله هذا الموضوع من حساسية وتباين في وجهات النظر من متممات تطوير النظام بحسب رؤية السيد.
وتابع: في حديثه عن الدولة كان السيد ايجابيا جدا، حيث اكد ان جميع اللبنانيين يريدون الدولة، وقد لفتني كلامه عن التوافق والتلاقي والاجماع وهذا كلام مهم للخروج من عنق الزجاجة والترجمة العملية له عدم ارجاع لبنان الى زمن الميليشيات، وهذا مدخل حقيقي لحكومة انقاذ.