- «الأخبار» تتحدث عن تحرك لـ «القاعدة» ضمن أهدافه سفيرا الكويت والسعودية
- 14 آذار تشكك في إعلان فك إطار 8 آذار وتعتبره مناورة
بيروت ـ عمر حبنجر
يعيش الوضع اللبناني اجواء امنية مكفهرة، بين تعبئة مذهبية تخطت كل الحدود وعبرت عن نفسها بمطاردة وزير الداخلية الوسطي المعتدل مروان شربل في الضاحية اثناء تفقده موقع انفجار السيارة الملغومة، ثم الطلب الى حركة حماس باغلاق ما تبقى من مكاتب لها ومغادرة الضاحية بأسرع وقت، وفق معلومات لـ «الأنباء» من مصادر معينة، اكدت ان بعض قيادات حماس غادرت بالفعل.
وتشعر قيادات سياسية قريبة من حزب الله وحتى متحالفة معه في بعض المفاصل بالقلق حيال الاجواء الانفعالية التي تعم الضاحية الجنوبية، منذ انفجار السيارة الملغومة في مرآب جمعية القرض الحسن في حارة حريك، والتي تجاوزت ردود الفعل المعتادة، من حيث الشحن السياسي او من حيث الاجراءات الامنية الفائقة التشدد، حيث بات على كل داخل الى الضاحية بالسيارة او سيرا على قدميه ان يعرف عن نفسه وعن وجهته وان يخضع للتفتيش الدقيق.
والراهن ان بصمات الجهة الفاعلة لم تحسم بعد، ويواجه المحققون صعوبات في الحصول على اشرطة الكاميرات المثبتة في ذلك الشارع والتي يفترض انها اصبحت بيد حزب الله، والتي قيل ان احداها اظهرت صورة امرأة تخرج من المرآب قبل حصول الانفجار بقليل، وطبعا هذا لا يشكل دليلا بذاته، وقد تردد ان ثلاثة موقوفين هم رهن التحقيق الآن لكن وزير الداخلية مروان شربل نفى صحة ذلك.
الاوساط المعنية بالتحقيق استبعدت تورط اي طرف ممن يسميهم حزب الله بالتكفيريين في هذه العملية لسبب بسيط ان هؤلاء يعتمدون الطريقة الانتحارية التي تقتل اكبر حجم من الناس، ما يرجح معه ان يكون من فعل المعارضة او اجهزة النظام بالذات، المعارضة السورية لتذكير الحزب انه سيدفع ثمن تورطه ضد الشعب السوري، والنظام بقصد احداث فتنة سنية ـ شيعية في لبنان تخفف من وطأة الضغوط عليه في سورية. وترجح الاوساط ازدياد مثل هذه العمليات خصوصا في البقاع والضاحية الجنوبية كانعكاس لتطورات الحرب السورية وانخراط اطراف لبنانية فيها، فضلا عن الاغتيالات التي يحسب مختلف الفرقاء حسابها.
هذا، وتبنت مجموعة قيادة «اللواء 313 مهام خاصة» المقاتلة ضد النظام الانفجار الذي وقع في بئر العبد، مشيرا في بيان على موقع فيسبوك الى ان العملية هي رد على مشاركة حزب الله في القتال الى جانب النظام السوري.
الى ذلك، ذكرت صحفة «الاخبار» القريبة من حزب الله ودمشق ان الاجهزة الامنية اللبنانية تلقت معلومات من الاستخبارات الاميركية تشير الى ان تنظيم القاعدة جهز عبوتين ناسفتين ضخمتين لاستهداف الضاحية، وبدأ الاعداد لاستهداف حزب الله والجيش وسفيرنا عبدالعال القناعي والسفير السعودي علي عواض عسيري، اضافة الى ديبلوماسيين روس وصينيين.
الرئيس ميشال سليمان جدد الدعوة الى وقف التدخل بالازمة السورية بعدما ثبت انه لا مصلحة للبنان في ذلك، مشددا على اهمية التطلع الى الشراكة الحقيقية في الداخل والتي من دونها لا وجود للبنان. وطالب سليمان بعدم تقديم لبنان فدية للآخرين، آملا ان ينكب مجلس النواب على اعداد قانون جديد للانتخابات.
الى ذلك، يقيم الرئيس سليمان افطارا رمضانيا رئاسيا في بعبدا يوم الثلاثاء المقبل. هذه الاجواء املت وضع ملف تشكيل الحكومة في خانة الاستعجال بعد اعلان الرئيس نبيه بري خرق اطار 8 آذار ومفاوضته الرئيس المكلف تمام سلام علي الحصة الشيعية بمعزل عن العماد ميشال عون.
الرئيس بري قال انه لن يتوقف عند الثلث الضامن او المعطل، وهو يريد خمسة وزراء شيعة من حكومة الاربعة والعشرين، وقد قابله الوزير جبران باسيل باسم العماد عون بطلب خمسة وزراء لكتلته، الامر الذي اثار مخاوف 14 آذار من وجود لعبة توزيع ادوار، لأن جمع وزراء حزب الله وامل مع وزراء عون 5 + 5 = 10 وزراء، وهذا العدد يشكل الثلث المعطل زائد واحد.
وقد طرح وسطيون اعطاء العماد عون ثلاثة وزراء لا خمسة لأنه ليس بحجم احتكار التمثيل الماروني على هذا النحو، لكن بعد اعلان حزب الله انه دعم مطالب عون ايا كانت، بات من الصعب اقناع عون بتسهيل الامور بصرف النظر عن موقف الرئيس نبيه بري.
الرئيس تمام سلام تلقى بارتياح طرح الرئيس بري، آملا أن يساعد في تشكيل حكومة سياسية من 24 وزيرا لا ثلث معطلا فيها لأي فريق، وان توزع الحقائب على أساس المداورة، وقد توقعت اوساط سلام ان يبدأ مشاوراته قريبا جدا ومنها زيارة موفد من الرئيس بري الى الرئيس المكلف في دارته لبلورة افكار رئيس المجلس.
النائب وليد جنبلاط الذي يلتقي مع بري عند ضرورة استيعاب حزب الله ضمن اي تشكيلة حكومية قال انه لا يسير الا بحكومة وحدة وطنية تنال الثقة من مجلس النواب، معربا عن ثقته بضمانة الرئيس تمام سلام.
وفي حديث لـ «السفير»، شدد جنبلاط على أن تكون رسالة تفجر السيارة في بئر العبد (الضاحية) موجهة الى الجميع وان ما حدث في الضاحية قد يحدث في غيرها، واذا لم نقرأ رسالة الضاحية نكون بالفعل اغبياء لا مسؤولين، ونبه الى ان حصول فراغ في قيادة الجيش وفي الاركان سيكون فراغا مدمرا وشدد على ان بري وضع النقاط على الحروف وعلينا ان نلاقيه في منتصف الطريق، وبدلا من 45 بندا الى 20 و30، ولننتهي من مسألة التمديد لقائد الجيش ورئيس الاركان، ثم ان هذه السفسطة الدستورية من جانب 14 آذار غير مقبولة.
عضو تكتل الاصلاح والتغيير د.سليم سلهب وردا على سؤال اذاعي، قال: هناك مواضيع نحن على اتفاق فيها مع امل وحزب الله ومواضيع على خلاف، نحن نطالب بحكومة سياسية جامعة، وبعد الاتفاق على هوية الحكومة نتحدث عن الاسماء والحقائب.