- أوساط مسيحية لـ «الأنباء»: لقاء قريب للقادة المسيحيين في بكركي بهدف حسم موضوع رئاسة الجمهورية
بيروت ـ عمر حبنجر
عودة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الى بيروت، مازالت محور الحركة السياسية والنشاط الاعلامي لليوم الثاني على التوالي. وهو استهل نشاطه امس بلقاء سفراء الدول الداعمة للبنان.
وشارك في اللقاء سفراء الولايات المتحدة ديفيد هيل وسفيرة كندا هيلاري آدم، وممثلون عن سفارات فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وإيطاليا وألمانيا والأمم المتحدة. وقد عرض لهم الرئيس الحريري الوضع الراهن وأوجه صرف الهبة السعودية الداعمة للجيش والقوى الأمنية.
وكان الحريري عقد خلوة مع د.سمير جعجع، اثر اجتماع قياديي 14 آذار في بيت الوسط مساء امس الأول استمرت ساعة ونصف الساعة.
ونقل عن مصادر مطلعة انه تم التطرق الى الوضع الامني في ضوء احداث عرسال وإلى موضوع الهبة السعودية الى الجيش وقوى الامن، وواقع 14 آذار فضلا عن الملف الرئاسي.
وقد تم التأكيد على موقف 14 آذار الثابت من دعم ترشيح د.سمير جعجع مادام الطرف الآخر متشبثا بموقفه من مقاطعة جلسات الانتخاب الرئاسية، برغم الشغور الرئاسي الحاصل.
وهذا يعني ان الكلام على تسوية رئاسية مع عودة الحريري ليس في محله الصحيح.
وعلمت «الأنباء» ان هبة المليار دولار ستوزع نقدا على المؤسسات العسكرية والأمنية لتغطية تعويضات الشهداء ومعالجة الجرحى وإصلاح الأضرار البنيوية.
وبعودة الحريري الى بيروت، اصاب عصفورين بحجر واحد، تعزيز خط الاعتدال السني في لبنان بوجه التنظيمات الاصولية المريبة المنبت، والإسهام في دعم وتقوية الجيش اللبناني عبر الهبة السعودية الجديدة البالغة مليار دولار والرامية الى تعزيز قدراته في محاربة الارهاب.
يضاف الى هذين الهدفين تحريك ملف الاستحقاق الرئاسي المعلق، علما ان الحل الاقليمي بالنسبة لرئاسة الجمهورية لم ينضج بعد، بدليل امتناع حزب الله عن محاولة إقناع العماد عون، بإزالة عوائق طموحاته من الطريق الرئاسي.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان محاولات مرجعية مسيحية جرت لإقناع الرئيس الحريري صاحب الخطوط المفتوحة مع عون، بمصارحة الاخير بهذا الشأن، لكن هذا الطرح لم يجد الصدى المقنع، لأن مثل هذه المهمة الأولى ان تأتي من مرجعية مسيحية جامعة، وعلى هذا الأساس سوف تطرح بكركي عقد لقاء موسع للقيادات المسيحية السياسية، ووضعها امام مسؤولية تزكية المرشح الرئاسي الانسب للطائفة وللوطن والمشترط ان يحظى بمعايير البطريرك بشارة الراعي اي من خارج 8 و14 آذار.
وفي ضوء ما تقدم بات بحكم المستبعد التوصل الى حل لمعضلة الرئاسة الأولى في الجلسة النيابية المقررة يوم 12 أغسطس، اي هذا الاسبوع، ولا حتى ربما في الجلسة اللاحقة المهم التوصل الى خارطة طريق مستقيم وواضح الاتجاه نحو بعبدا، عبر التخفيف من رهن الرئاسة اللبنانية للارتباطات الاقليمية سورية كانت أو عراقية.
الحريري ابلغ اركان 14 آذار ان عودته الى لبنان نهائية، وهي تأتي في اطار دعم الاعتدال ومواجهة الارهاب الذي يجتاح لبنان، وهذه المواجهة لا تتم إلا من خلال دعم الدولة وإقفال الحدود والخروج من الأتون السوري، موضحا انه يتبنى الخطة التي اقرتها مؤخرا قوى 14 آذار والتي تلتزم خط الاعتدال ودعم الدولة والنهوض بها لان لا بديل عن الدولة القوية والقادرة.
وفي غياب أي موقف لحزب الله من عودة الحريري، اعتبرت اوساط تكتل الاصلاح والتغيير ان معطيات جديدة على الصعيد السياسي يفترض ان تتكشف في الأيام المقبلة.
اجتماعات مكثفة للرئيس الحريري في يومه الأول ثم الثاني أمس وابرز تلك الاجتماعات لقادة 14 آذار في بيت الوسط، بحضور الرئيسين امين الجميل وفؤاد السنيورة ود.سمير جعجع وكتلة المستقبل، حيث وصف الحريري غيابه عن لبنان بالعقوبة القصوى له، وعودته بأهم مكافأة له، ووجه الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على المساعدة التي قدمها للبنان والتي فتحت له طريق العودة واعطت الأمل لكل اللبنانيين بان بلدهم ليس متروكا من قبل اشقائه وهو محط املهم وقرارهم بحمايته من كل تهديد.
وشدد الحريري على ان الوظيفة الاساسية لهذه الهبة هي دعم الجيش والقوى الامنية والدولة، والمساهمة في استقرار لبنان ومواجهة كل محاولات تخريب العيش المشترك بين اللبنانيين، اما بالشأن الرئاسي فاكد الحريري بأن انتخاب رئيس جديد هو مسؤولية الجميع وليس صحيحا ان المسؤولية يتحملها سعد الحريري منفردا، معتبرا انه آن الأوان لنفتح الباب امام انتقال واسع لانتخاب الرئيس، والانتقال الى التضامن الوطني لمواجهة التحديات.
وشدد الحريري على انه دور تيار المستقبل هو حماية الاعتدال ومنع التطرف من التمدد والانتشار وقال: ليس لدينا خيار لتشكيل ميليشيا او حمل السلاح بوجه سلاح احد، خيارنا هو دعم الدولة ومساعدة الجيش والقوى الأمنية بمعزل عن بعض الاخطاء التي ارتكبت هنا او هناك، فاذا كان حزب الله يرتكب اخطاء بحق لبنان فهذا لا يعني ان نرد عليه باخطاء مماثلة او ان نلجأ الى كسر شوكة الدولة وهيبتها.
بعدئذ صدر عن المجتمعين بيان اعتبروا فيه ان عودة الحريري شهادة اضافية على التزام هذا البيت بوحدة لبنان واستقلاله وكيانه، واكد المجتمعون التمسك بمؤسسات الدولة السياسية والعسكرية والامنية، بوصفها الضمانة الوحيدة لأمن اللبنانيين وعيشهم المشترك.
ودعت 14 آذار الى انتخاب الرئيس، وشكرت الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هبته الجديدة للجيش، ودعت الى ضبط الحدود اللبنانية - السورية من خلال نشر الجيش مدعوما بقوات الأمم المتحدة كما يتيح القرار «1701» معتبرة ان ضبط الحدود لا يكتمل الا بانسحاب حزب الله من سورية.
وتحدث في الاجتماع الى الرئيس الحريري الرئيس امين الجميل ود.سمير جعجع والرئيس فؤاد السنيورة ود.فارس سعيد والوزير بطرس حرب. ورفض الحريري ربط عودته بهذا الاستحقاق مبرزا استثمار السعودية في الأمن اللبناني بأربعة مليارات دولار.
كما ابلغ الحريري رئيس الحكومة تمام سلام تبرعه شخصيا بـ 15 مليون دولار لاهالي عرسال بغية معالجة ذيول المعركة الاخيرة وتأمين المرافق الحيوية والبنية التحتية للبلدة.