- مصادر لـ «الأنباء»: 14 آذار تتهم النائب الأميركي اللبناني الأصل داريل عيسى بدفعها نحو التفاهم مع حزب الله على الرئيس
- محتجزو العسكريين في جرود عرسال يطالبون بالعفو عن سجنائهم
بيروت ـ عمر حبنجر
المشهد السياسي الداخلي مازال ضبابيا ومربكا، بين الدعوة للانتخابات النيابية والسعي لتمديد ولاية مجلس النواب، لكن ثمة بارقة أمل، ظهرت في سماء العراق، حيث تلاقت القوى الإقليمية المتناحرة، مع المصالح الأميركية على محاربة «داعش» مقابل تسليم ايران بانتقال السلطة في بغداد من رجلها الأول نوري المالكي إلى رجلها الثاني العبادي، ما رفع من مدرجات الأمل باحتمال تمدد الانفراج الحاصل في العراق إلى لبنان، الذي مازال نوابه عاجزين عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ 89 يوما بالتمام والكمال.
على أن ملف الرئاسة اللبنانية لن يكون على الطاولة قبل أواخر سبتمبر وفق مصادر على صلة بالقرارات الدولية المتناغمة مع القوى الإقليمية، ومن هنا انشغال الحكومة بالحواضر الداخلية، وهاهي حفظت بالأمس ماء الوجه بتوقيع مشروع مرسوم دعوة الهيئة الناخبة إلى انتخاب برلمان جديد بعد ثلاثة أشهر من يوم أمس، علما أنها الأدرى بأن مثل هذا الأمر لا يتخطى عملية رفع العتب، على اعتبار أن التمديد لمجلس النواب الحالي بات على الأبواب.
ومع ذلك لا قيمة لقرار مجلس الوزراء ما لم يقترن بمصادقة مجلس النواب الممنوع من عقد جلسات تشريعية قبل انتخاب رئيس الجمهورية.
وهذا القرار عرضة للطعن أيضا أمام مجلس الشورى من قبل أي متضرر، على خلفية أن مصادقة مجلس الوزراء تمت بشكل استلحاقي، وفي اليوم الأول من مهلة التسعين يوما بينما المفروض أن يتم ذلك قبل بداية هذه المهلة.
على أي حال، ترافق قرار مجلس الوزراء مع ارتفاع منسوب الكلام عن توافقات سياسية تحت الطاولة، لتمديد ولاية هذا المجلس مرة أخرى.
وفيما اعتبر البعض في التوقيع الحكومي إلقاء لعبء التمديد للمجلس على كاهل صاحب المصلحة، الذي هو مجلس النواب، رأى رئيس المجلس أن خطوة الحكومة تعبد الطريق امام الانتخابات النيابية.
وحول احتمال عقد جلسة تشريعية لمجلس النواب لاستكمال قوننة منح الافادات للطلاب قال: يجب أن تستكمل هذه الخطوة بإقرارها في جلسة عامة، ولكن لا نقاش لأي بند قبل البت في مصير سلسلة الرتب والرواتب لموظفي الدولة.
النائب السابق ايلي الفرزلي قال انه لم يقرأ شيئا غير عادي في قرار الحكومة سوى التدليل على مدى تخبط النخبة الحاكمة بعملية افلاس سياسي كبير جدا، وعلى عدم وجود وجهة نظر حقيقية واحدة تتعلق بالنظام الذي هو عبارة عن تحالف بين كيانات مذهبية أو تفاهمات مذهبية، بحيث يكون لكل فريق حياته واسلوبه وطريقته.
وأضاف هذه الدعوة مجرد اعلان ليس إلا، كونها تحمل في طياتها مخالفة دستورية بسبب تجاوزها حدود مهلة التسعين يوما التي بدأت ليل 18 اغسطس، مما يجعل المرسوم الموقع أو الذي سيوقع عرضة للنقد، لذلك أنا أرى ان اقرار الدعوة في مجلس الوزراء هو نوع من تبرئة الذمة.
يبقى ان احتمالات عقد جلسة تشريعية تصطدم كما هو معروف برفض 14 آذار وبالتحديد الفريق المسيحي، التشريع قبل انتخاب المجلس لرئيس الجمهورية، وعلى أي حال هذا الموضوع طرح في اجتماع قياديي 14 آذار، وتناول ايضا ما جرى في عرسال ومصير الانتخابات النيابية.
وعلمت «الأنباء» أن المجتمعين انتقدوا بشدة النائب الاميركي اللبناني الأصل داريل عيسى، الذي جال على المسؤولين والسياسيين في لبنان، خصوصا لجهة قوله لهم: دبروا الحال.
وتساءل مصدر في 14 آذار لـ «الأنباء» عما إذا كان النائب الأميركي يريد منا التفاهم مع حزب الله، فهو من جهة دعا إلى انتخاب رئيس من خارج 8 و14 آذار، ومن جهة اخرى حث على تدبير الحال مع حزب الله الذي يقول بدوره: اتفقوا مع العماد عون فيما لا يرى العماد عون إلاه رئيسا، ما يعني أن حزب الله ليس مستعجلا على انتخاب الرئيس، وفي معلومات 14 آذار أن الرئيس سعد الحريري باق في جدة حتى آخر الشهر، يعود بعدها إلى بيروت بخطوات تنفيذية لهبة المليار دولار السعودية للجيش وللقوى الأمنية، إضافة الى معالجة الاستحقاقات السياسية.
وفي معلومات المصدر عينه أن السفير السعودي علي عواض عسيري موجود في المملكة العربية السعودية، بمناسبة عائلية، ولإجراء مشاورات مع حكومته، وسيرجع الى بيروت بعد أسبوع.
وبالعودة الى الاستحقاق النيابي، قال وزير الداخلية نهاد المشنوق صاحب مرسوم الدعوة للانتخابات إنه مقتنع، وأكثر من أي وقت مضى، بأن الوضع الأمني لا يسمح بإجراء انتخابات نيابية.
المشنوق أكد أنه ووزير العدل أشرف ريفي يتابعان ملف العسكريين المختطفين ولا صحة لما يقال عن شروط ومعطيات رافضا منطق التبادل والمقايضة. وما سمعناه مجرد اقتراحات يختلط فيها المسلح بالمدني، وأكد متابعة الملف بمنتهى التكتم والهدوء والجدية، وأن أي أسلوب آخر سيزيد من تعقيد الملف.
وعلى هذا الصعيد تلقت الجهات الرسمية شريطا مصورا آخر يظهر فيه أربعة من العسكريين المختطفين يعرفون عن أنفسهم. وذكرت مصادر إعلامية أن جماعة داعش تطرح مقايضة كل عسكري أو أمني لديها بعشرة من الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية، والجنود الأربعة كانوا لدى مجموعة أبوحسن الفلسطيني، وباتوا الآن لدى داعش.
وتحدث الشيخ عدنان إمامة من هيئة علماء المسلمين القائمة بالوساطة في هذا الشأن، ان الهيئة طلبت الى الخاطفين أن تكون شروطهم غير مستحيلة، لأن أي عفو يحتاج الى وجود رئيس للجمهورية، الذي هو وحده المخول بذلك.
ويستفاد من هذا أن الخاطفين يطالبون بإصدار عفو عن السجناء المطالب بإطلاقهم، ونفى إمامة أن تكون الحكومة قد تسلمت لائحة بالأسماء التي تريد داعش إطلاقها من سجن رومية.
بدوره قائد الجيش عماد جان قهوجي جدد التأكيد على الالتزام بمتابعة قضية العسكريين المختطفين في جرود عرسال.
وقال أمام وفد من عائلات العسكريين، إن الشهداء العسكريين الذين سقطوا في المواجهات مع الإرهابيين غير مجرى لبنان وتاريخ لبنان.
وفي مجال آخر، كشف العماد قهوجي عن اتجاه لتنويع مصادر السلاح للجيش، وقال إن الرئيس سعد الحريري أبلغه، حين التقاه بموضوع صرف هبة المليار بأن يبحث عن أي عقد مناسب للمؤسسة العسكرية، وقال له بالحرف، حسب جريدة السفير: نحن نسير خلفك.
وفي معلومات الصحيفة أن قهوجي سيزور موسكو قريبا، وقد أعد للزيارة خلال لقائه بالأمس السفير الروسي في بيروت للتوقيع على صفقة سلاح، على أن يطرق أبواب دول أخرى فيما بعد.
كتلة المستقبل، دعت إلى أخذ العبرة مما حصل في عرسال، وطالبت بانسحاب حزب الله من سورية، وبعدم استخدام الشعارات التحريضية، كما جددت التأكيد على انتخاب رئيس للجمهورية.