- من يعطِّل الانتخابات الرئاسية فسيتحمل مسؤولية التمديد لمجلس النواب
بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة المستقبل النائب د.أحمد فتفت أن المشكلة مع العماد عون هي أنه كلما شعر بتراجع أمله في الوصول الى تحقيق طموحاته، لجأ الى التصعيد السياسي ودفع البلاد باتجاه الهاوية، معتبرا بالتالي أن الاقتراح العوني بتعديل الدستور ليصار الى انتخاب الرئيس من الشعب على مرحلتين، الاولى مسيحية، والثانية مسيحية - إسلامية، هو من جهة هروب الى الأمام في محاولة للتفلت من مسؤوليته الوطنية بتأمين النصاب وانتخاب رئيس للجمهورية، ودائما تحت عنوان «أنا أو لا أحد»، ومن جهة ثانية يشكل خطرا كبيرا على مفهوم المواصلة لكونه يعطي الحق لقسم من اللبنانيين بالانتخاب مرتين فيما يعطيه مرة واحدة للآخرين، الأمر الذي يتعارض بالصميم مع الدستور ومبدأ المساواة بين المواطنين.
ولفت النائب فتفت في تصريح لـ «الأنباء» الى أن الخطورة الكبرى في اقتراح العماد عون، أنه قد يؤدي الى ردة فعل من قبل الطوائف غير المسيحية، إذ انه سيفسح المجال أمام الطائفة السنية للمطالبة بانتخاب رئيس الحكومة من قبلها، وكذلك الأمر فيما خص الطائفة الشيعية لجهة انتخاب رئيس للمجلس النيابي، معتبرا بالتالي أن مشاريع العماد عون سواء لجهة آلية انتخاب الرئيس أم لجهة آلية اللقاء الأرثوذكسي لانتخاب النواب، ما هي إلا مشاريع تقسيمية تضرب العيش المشترك والوحدة بين اللبنانيين وتنسف اتفاق الطائف من جذوره، بمعنى آخر يعتبر فتفت أن مشاريع العماد عون واقتراحاته وطروحاته لا تصلح إلا لتكون خارطة طريق لحرب أهلية جديدة.
وردا على سؤال، أكد النائب فتفت أن اقتراح العماد عون ولد ميتا ومن الطبيعي بالتالي ألا يلقى أي تجاوب حتى من قبل فريق 8 آذار، بدليل ما صدر من مواقف رافضة له من قبل تيار المردة وبعض نواب حركة أمل وحزب البعث والعديد من القوى السياسية المتحالفة معه، مشيرا الى أن العماد عون يستنبط اقتراحاته ومشاريعه انطلاقا من إصراره على نسف الاستحقاق الرئاسي ودفع البلاد باتجاه الفراغ الكامل ما لم يكن هو وحده خيار الفرقاء اللبنانيين لرئاسة الجمهورية.
وفي سياق منفصل، يؤكد النائب فتفت أن من يعطل الانتخابات الرئاسية، هو من سيتحمل لاحقا مسؤولية التمديد لمجلس النواب، لأن إصرار العماد عون وحزب الله على إبقاء الفراغ في سدة الرئاسة تحت عنوان «أنا أو لا أحد» سيؤدي حكما الى التمديد للمجلس النيابي، مستدركا بالقول ان كلام الرئيس بري: «هناك متسع من الوقت لانتخاب الرئيس قبل حلول موعد الانتخابات النيابية»، يبعث في مكان ما الى الطمأنينة، وذلك لاعتبار فتفت أنه بانتخاب رئيس للجمهورية تنتفي مبررات التمديد للمجلس النيابي، مشيرا من جهة ثانية الى أنه في حال سدت المنافذ وأصبح التمديد للمجلس أمرا واقعا، يجب ربطه بانتخاب الرئيس أي بإسقاط فترة التمديد والدعوة فورا الى انتخابات نيابية جديدة في اللحظة التي يُنتخب فيها الرئيس العتيد، لافتا الى أن أولوية تيار المستقبل وكل قوى 18 آذار هي انتخاب رئيس للجمهورية وليس التمديد للمجلس النيابي، إلا أنه لن تسمح بأخذ البلاد الى الفراغ الكامل حال بقاء الشغور في موقع الرئاسة الى حين حلول موعد الانتخابات النيابية في نوفمبر المقبل.
على صعيد آخر، وتعليقا على كلام الوزير السابق النائب غازي العريضي الذي أكد فيه أن «أحداث الضنية ونهر البارد لم تكن نتيجة مشاركة حزب الله في الحرب السورية، وان هناك غير حزب الله من تدخل في الحرب السورية منذ اللحظة الاولى لاندلاعها»، لفت النائب فتفت الى أن كلام العريضي لا يتصل الى الواقع بصلة، خصوصا أن الأخير يدرك تماما أن أحداث الضنية كانت للمخابرات السورية اليد الطولى فيها، وأن السيد حسن نصرالله وضع خطوطا حمراء أمام الجيش اللبناني لمنعه من الدخول الى مخيم نهر البارد وتحريره من الإرهابيين، مشيرا ردا على سؤال الى أن كلام العريضي قد يكون رسالة تطمين من النائب جنبلاط الى حزب الله في الظروف الراهنة.