- سلام لأهالي العسكريين: لبنان كله معكم
- نديم الجميل: لماذا مهاجمة «داعش» وهي لم تهجم علينا؟
- رسمياً: يد مخابراتية تدير الأحداث والشائعات في لبنان
بيروت ـ عمر حبنجر
تتجه الحكومة اللبنانية نحو مقايضة العناصر العسكرية والأمنية المحتجزة لدى داعش والنصرة في جرود عرسال والقلمون بسجناء أصوليين ملاحقين بجرائم عدة في سجن رومية، وذلك لضغط أهالي العسكريين الذين يقفلون الطرق كل في منطقته، واستجابة لمقتضيات الحل السياسي لهذه الأزمة.
ووفق معلومات لـ «الأنباء» أن لجنة معنية كلفت بدراسة ملفات الموقوفين ممن مضت فترات طويلة على وجودهم في السجن ولم يدع عليهم أو لم تصدر أحكام بحقهم، أو صدرت الأحكام ونفذوا العقوبة، ومع ذلك استمر سجنهم إداريا على غرار ما يحصل في سورية، ليصار إلى مبادلتهم بالعسكريين والأمنيين أو من بقي منهم قيد الاحتجاز.
وفضل النائب وليد جنبلاط تسريع محاكمة الموقوفين الإسلاميين على عملية المقايضة، واعتبر انه لو لم يحصل تأخير في المحاكمات ولو لم يتردد القضاء لوفروا علينا أزمة، وتساءل: لماذا التردد والتلكؤ في إجراء حكومة عادلة آخذين بعين الاعتبار الظروف السياسية المحيطة والمختلفة تماما بعدما أصبح داعش على الحدود؟ معتبرا أن المقايضة تقود إلى الفوضى وتضرب معنويات الجيش.
وكان الرئيس تمام سلام ترأس اجتماعا امنيا قضائيا، وتركزت المناقشات فيه على معرفة «من يلعب بالبلد؟».
وأشار المشاركون إلى إمكان وجود عمل مخابراتي يسعى إلى جر لبنان إلى فتنة سنية ـ شيعية وسنية ـ مسيحية من خلال ممارسات كمثل بث شريط عن إحراق أعلام داعش في الأشرفية، مع أن تاريخ تسجيل الشريط يعود إلى أسابيع خلت وما تلا ذلك من ممارسات مماثلة في طرابلس.
وطرح المجتمعون تساؤلات حول خلفية الشائعات التي تحدثت عن حشود تقدر بثمانية آلاف مسلح من داعش تنتشر على حدود لبنان، تبين أنها شائعات مسربة من أجهزة خاصة، كما طرحت تساؤلات عن هدف تسليم العسكريين الخمسة إلى ذويهم بدل تسليمهم مباشرة للجيش؟ ومن يقود مفاوضات إطلاق الأسرى والتدابير المتخذة لمواجهة تطورات عرسال؟ وكيف دخلت احدى الدول على خط المفاوضات بعدما كانت ممتنعة عن القيام بدور الوساطة؟
وخلص النقاش إلى وجود يد مخابراتية تدير هذه الأحداث وتهدف إلى إثارة الفتنة والى تحويل الأنظار باستمرار عن استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
مصادر «واسعة الاطلاع» قالت لـ «الأنباء» إن هدف الاجتماع كان استكمال مسار عملية الإفراج عن المخطوفين وفق التوجه الذي اعتمد مسبقا بأن تتولى الحكومة إدارة ملف الإفراج عن المخطوفين.
وقد سرع في ولوج هذا المسار إفراج الخاطفين عن خمسة عسكريين ثم بدأت التغطية السياسية للمساعي بدعوة النائب وليد جنبلاط إلى بت مصير الإسلاميين الموقوفين، وكذلك ما تضمنه كلام الرئيس نبيه بري عن الوحدة الوطنية في مواجهة الإرهاب والذي يدخل في إطار توفير الأجواء التي تتيح الانتقال إلى الجزء الثاني والأخير من عملية التفاوض على إطلاق الإسلاميين الموقوفين في سجن رومية وفق ضوابط أمنية وقضائية من شأنها إخراج هذا الملف من دائرة الابتزاز الدائم.
وعلمت «الأنباء» أن حضور وزير العدل اشرف ريفي الاجتماع صب في خانة وضع المخارج القانونية التي تتيح تسهيل الأمور ومنع العرقلة.
وكان ريفي طلب إلى النيابة العامة التمييزية التحرك للقبض على من أحرق بعض الصلبان في طرابلس احتجاجا على إحراق مجهولين لراية داعش، وهذا موضع تحقيق أيضا.
رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اكد امس ان مكافحة الارهاب الظلامي يجب ان تحتل الاولوية عند اصحاب القرار وان مواجهة الموجة الظلامية عملية معقدة وطويلة.
وقال بمناسبة الذكرى الـ 94 لاعلان دولة لبنان الكبير في حفل اقيم في السراي الحكومي تحت عنوان «بيروت عاصمة المواطنة اللبنانية»: لقد دفع لبنان اثمانا كبيرة للموجة الارهابية كان آخر فصولها الهجوم على عرسال واختطاف عدد من العسكريين، واقول لعائلات العسكريين المخطوفين لستم وحدكم، لبنان كله معكم، وابناؤكم بالجيش وقوى الامن هم شرفنا وعزنا، وكما وقفوا للدفاع عن الوطن فإننا نقف جميعا يدا بيد من اجل ان نحررهم، وان الوصول الى النتيجة التي نريدها جميعا يتطلب اقصى درجات التضامن، وجزء منها كبير وهي جهود سرية ويجب ان نتكتم عليها لاعطائها فرص النجاح بعيدا عن الاثارة الاعلامية.
واضاف: المعركة على الارهاب مازالت في بداياتها، واننا في هذا الظرف العصيب مطالبون بتعزيز مؤسساتنا السياسية وبالالتفاف مع المؤسسة العسكرية المسؤولة الجدية عن امننا واستقرارنا، ونحن مطالبون بالعودة الى الميثاق والطائف لتنظيم حياتنا السياسية.
وتابع قائلا: اكرر الدعوة لجميع القوة السياسية لانتخاب رئيس الجمهورية المسيحي الماروني رأس الدولة، وبهذه الطريقة نحصن بيتنا ونضخ الحيوية في مؤسساتنا.
وختم بالقول: الرجال زائلون والانظمة السياسية عرضة للتبدل والتحول ولبنان باق واحدا موحدا ضمن الحدود التي تم اعلانها قبل 94 عاما، فلنحفظ هذه الثروة التي اسمها لبنان.
رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب قال في احتفال تكريمي له في بلدته «الجاهلية»: قد نضطر جميعا الى حمل السلاح الى جانب الجيش، وليس ضد بعضنا بعضا، بل بوجه هذا المشروع «الوحش» الذي اسمه داعش، رافضا تحليل الاجتماع الوزاري في السراي الذي تصور ان ما يجري لعبة مخابرات، مؤكدا على وحدة الجبل من عاليه الى المتن والشوف واقليم الخروب بوجه هذه الاحداث.
اللواء جميل السيد المدير العام السابق للامن العام المحسوب على قوى 8 آذار استغرب رفض مبدأ المقايضة مع الارهابيين دفاعا عن هيبة الدولة وحجته ان الدولة اللبنانية الراهنة باتت بلا هيبة وفاقدة الاهلية!
وعارض السيد المقايضة الحصرية، ودعا الى عفو عام عن السجناء، مذكرا بان الرئيس السوري بشار الاسد اصدر حتى اليوم ثلاثة اعفاءات عامة من باب استيعاب الناس وبشرط عدم التكرار.
السيد وفي حديثه لقناة «الجديد» قال ان البعض يضع شرط انسحاب حزب الله من سورية لاطلاق المخطوفين، معتبرا ذلك من باب التضليل عن الاهداف الحقيقية.
وشهدت المناطق اللبنانية التي ينتمي اليها العسكريون الخمسة العائدون احتفالات ترحيبية، فيما خيمت الخيبة على اهالي الجنود الذين لايزالون قيد الاحتجاز.
ودعت شقيقة الرقيب جورج خوري حزب الله الى التحرك لانهاء ملف المخطوفين، وقالت: ما في غير ابو مالك التلة والشيخ مصطفى الحجيري هما القادران على استرجاع المخطوفين، نحن لا علاقة لنا بحزب الله، نحن تحت ثوب الجيش اللبناني، وتوجهت الى حزب الله بالقول: يا حزب الله، اذا عندك ضمير لبناني، اللبنانيون لا يريدون الحرب، انا مسيحية وانا استنكر كل ما حصل وارفض حرق اي علم لأي طائفة.
وفي القلمون (اللبناني)، دعا شقيق الجندي المخطوف ابراهيم الغيض الى التفاوض مع الخاطفين بقوله: يا دولة الرئيس، عسكرك معرض للذبح وليس من حل غير التفاوض.