- جعجع مكرراً: لست مرشح «أنا أو لا أحد»
- البطريرك إلى نيويورك لحضور مؤتمر للمسيحيين المشرقيين
بيروت ـ عمر حبنجر ـ اتحاد درويش
جديد المشهد الرئاسي اللبناني ليس انتخابيا، فقطار النصاب المجلسي مازال عند محطة الانتظار الاقليمية، انما المبادرة الجديدة لفريق 14 آذار لـ «انقاذ الجمهورية والحفاظ على الدستور وانتخاب الرئيس الجديد»، والرقم الجديد لجلسة الانتخاب التي كانت تحمل الرقم 11 وباتت مع التأجيل الجديد الذي اعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى 23 الجاري، الموعد الاساسي بل الدستوري لانتخاب الرئيس كل ست سنوات، تحمل الرقم 12، والمؤسف ان هذا الموعد ليس هناك ما يضمن ان يكون الاخير.
مبادرة 14 آذار تلاها رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة وعلق عليها اركان هذا الفريق وتضمنت الآتي: ازاء الازمة السياسية الحادة التي نتجت عن تعطيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتي تترافق مع اندلاع المزيد من الحرائق والفتن في دول المنطقة وتتفاقم في الفترة الاخيرة من خلال ما يرتكب من جرائم التهجير والتنكيل والقتل والارهاب.
ومن اجل تعزيز وحماية موقع رئاسة الجمهورية في لبنان الذي يعتبر رمزا للعيش المشترك في لبنان والمنطقة،
وتأكيدا على اولوية انجاز هذا الاستحقاق الرئاسي على اي امر آخر، تطرح قوى 14 آذار المبادرة الآتية:
1 ـ التأكيد على احترام كل المهل الدستورية ومبدأ تداول السلطات.
2 ـ تتمسك قوى 14 آذار بترشيح د.سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، وتعلن في الوقت ذاته استعدادها التام للتشاور مع كل الاطراف حول اسم يتوافق عليه اللبنانيون ويلتزم بالثوابت الوطنية كما اكد على ذلك د.جعجع في يونيو الماضي.
3 ـ تقوم قوى 14 آذار بالاتصالات اللازمة مع كل القوى السياسية من اجل السعي للتوافق على تسوية وطنية وذلك انطلاقا والتزاما باتفاق الطائف وتأسيسا عليه، تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية فورا.
4 ـ البقاء على الموقف الحالي في حال فشل مساعي هذه التسوية الوطنية.
وتعني الفقرة الاخيرة «البقاء على الموقف الحالي» العودة الى تبني ترشيح د.جعجع دون سواه في حال عدم تجاوب العماد ميشال عون مع اليد الممدودة اليه مجددا.
ولاحظت اوساط 14 آذار لـ «الأنباء» ان صياغة المبادرة خصوصا الفقرة التي تتمسك بترشيح د.جعجع، وفي الوقت ذاته تبدي الاستعداد للتشاور مع اي اسم توافقي، اتسمت بالحنكة والدهاء السياسي، بحيث تجنب هذا الفريق الخلاف بين بعض اطرافه ممن كانوا يترقبون اخلاء د.جعجع الساحة لمطالبة الحلفاء بتبني ترشيحهم بناء على اتفاق مسبق كما تقول مصادر احد هؤلاء، الرئيس امين الجميل. والملاحظة الثانية ان مبادرة 14 آذار لم تطرح اي اسم توافقي ودعت الآخرين الى التفاهم حوله.
الرئيس السنيورة وفي دردشة مع الصحافيين قال ردا على سؤال ان التسوية شاملة كل المواضيع، من سلاح حزب الله الى العلاقة بسورية، على ان تكون اولوية البحث في انتخاب رئيس الجمهورية.
وسئل عما اذا كانت التسوية المطروحة تتناول العماد جان قهوجي او الوزير السابق جان عبيد، اجاب: «ابدا، اطلاقا.. اطلاقا.. اطلاقا».
وقال السنيورة ردا على سؤال لـ «الأنباء» يتعلق بقضية العسكريين المخطوفين على يد تنظيم داعش وحديث التبادل مع موقوفين في سجن رومية انه من الاهمية بمكان ان نتوقف عن اعطاء مواقف فردية او من مؤسسات، لافتا الى ان هذا الموضوع منوط بيد الحكومة اللبنانية ونحن لدينا الثقة بأن هذا الموضوع بين يديها، مؤكدا انه علينا ان ننتظر لنرى المعطيات الكاملة التي لدى الحكومة ولا اعطي رأيا باسمنا واترك الموضوع للحكومة. وعما اذا كان يتخوف من تسرب الارهاب الى لبنان بعد الذي حصل في عرسال، اجاب: ان الارهاب يعشعش في العقول المريضة والاذهان المريضة، لافتا الى اننا مررنا في لبنان بامتحانين مهمين عام 2006 عند الاجتياح الاسرائيلي و2007 في احداث مخيم نهر البارد والذي تمكنا به من خلال وحدة اللبنانيين، مؤكدا انه عندما يتحدث اللبنانيون بين بعضهم بعضا يقفون ضد اي ارهاب.
وعما اذا كانت وحدة الموقف بمواجهة الارهاب مؤمّنة اليوم، اجاب: اعتقد ان هذا الموضوع وبالموقف الصحيح ان يكون اللبنانيون متضامنين ازاء تحديات الارهاب وازاء التحديات التي يشكلها الاستبداد والطغيان والظلم.
وعما اذا كان يعتبر ان ما نتعرض له يشكل خطرا وجوديا، قال: هذا خطر على لبنان، ولكن لا اعتقد انه خطر وجودي انما خطر من دون شك.
بدوره، د.سمير جعجع قال: اؤكد مجددا انه ولا في اي لحظة من اللحظات انا مرشح «انا او لا احد»، وهذا ما اؤكد عليه مرة اخرى مع خطوة الى الامام بمعنى اننا ليس فقط نطرح مبادرة على اساس جهوزيتنا، باتجاه اسم آخر، بل نقول اننا على استعداد للذهاب الى الفريق الآخر للتفاهم لأنه ما من امر يساوي الضرر الذي الحقه الفراغ الرئاسي في لبنان.
واعطى جعجع للدكتور فارس سعيد منسق الامانة العامة لـ 14 آذار الذي شكر جعجع والقوات اللبنانية على ما قدمه ويقدمه على صعيد الاستحقاق الوطني في الظروف الحالية، خصوصا اعلانه مد اليد للجمهورية اللبنانية ولجميع اللبنانيين.
سعيد اكد على ان جعجع سيبقى مرشح 14 آذار للرئاسة مهما طال الوقت، الا في حال لقينا التجاوب من الفريق الآخر عبر النافذة التي فتحناها اليوم.
في غضون ذلك، عاد الى بيروت من الفاتيكان امس البطريرك الماروني بشارة الراعي بعدما التقى كبار المسؤولين فيها وشارك في لقاءات روحية والتقى مساء الاثنين القائمين بأعمال السفارات الاميركية والبريطانية والايطالية وجامعة الدول العربية وروسيا وفرنسا والمانيا والاتحاد الاوروبي ولبنان المعتمدين في الفاتيكان.
ويغادر الراعي بيروت الاثنين المقبل الى الولايات المتحدة للمشاركة في مؤتمر لدعم مسيحيي الشرق، يعقد يومي 10 و11 الجاري وينظمه مغتربون لبنانيون مسيحيون بتمويل من رجل الاعمال الاميركي السوري الاصل القريب من اجواء النظام السوري جمال دانيال.
وقد قررت 14 آذار ارسال ممثل عن مسيحييها الى المؤتمر الذي وفق معلومات لـ «الأنباء» سيتمخض عن الدعوة لحماية الاقليات الدينية في المنطقة.