بيروت ـ زينة طبّارة
رأى القيادي في تيار المستقبل النائب السابق د.مصطفى علوش أن الكلام عن تعريض لبنان لمخاطر عديدة حال مشاركته في الحلف الدولي ضد الإرهاب، كلام تخويفي ولا يرتكز على الواقع القائل ان لبنان كان بالأساس ومازال عرضة لهجمات الارهابيين نتيجة تدخل حزب الله في سورية والعراق، بدليل سلسلة الانفجارات والعمليات الانتحارية التي شهدتها الساحة اللبنانية والتي كللها الارهاب بمهاجمة مواقع الجيش في عرسال واختطاف العسكريين، معربا بالتالي عن أمله أن تشكل مشاركة لبنان في التحالف الدولي مظلمة أمنية حقيقية لحمايته وإخراجه من دائرة التهديد الداعشي، إلا أن علوش يعتبر أن منظومة الاسد - خامنئي ستلجأ الى أساليب أمنية لإشراكها في الحرب على الارهاب، خصوصا بعد أن فشل وزير خارجية الأسد وليد المعلم في استجداء هذه المشاركة بالوسائل الديبلوماسية.
وردا على سؤال حول التضارب بين تمسك قوى 14 آذار بسياسة النأي بالنفس، وبين تأييدها مشاركة لبنان في التحالف الدولي ضد الارهاب، لفت عضو الامانة العامة في القوى المذكورة الى أن حزب الله أصر على استدراج الارهاب الى داخل لبنان من خلال مشاركته كفصيل إيراني مسلح في الدفاع عن النظام السوري، الامر الذي حال دون تمكين قوى 14 آذار من ترسيخ سياسة النأي بالنفس واستثمار مفاعيلها لتجنب لبنان الانزلاق الى ما كان يخطط له محور الأسد - خامنئي، أما وقد نجح حزب الله في مد النار السورية الى الداخل البناني، أصبح من البديهي على الدولة اللبنانية أن تكون شريكة في العاصفة الدولية ضمن قدراتها المحدودة، إذ لا يجوز أن تنأى بنفسها عن مقتل أبنائها واختطاف عسكرييها.
ولفت علوش الى أن القضاء على التطرف الديني والفكر التكفيري الارهابي، لا يمكن فقط بمواجهته عسكريا وبرسم الخطط الأمنية لتطويقه، إنما أيضا والأهم، بإعلاء صوت الاعتدال السنّي من خلال إطلاق برامج تثقيفية تكوّن مناعة كبيرة لدى الاجيال المقبلة، وتحول دون سقوط ضعفاء النفوس في شرك العصابات الارهابية التي تستعمل الاسلام في غير حقيقته كدين سموح متسامح سبيلا لتجنيدهم، مشيرا الى أن السعودية تلعب دورا رياديا في مكافحة الارهاب من خلال تعقبها للجماعات المغررة بالشباب، وملاحقتها بحزم لمن يُموّل الارهاب والحركات المشوهة للفكر الاسلامي الصحيح.