- تداعيات خطاب الوزير المشنوق في ذكرى اللواء الحسن.. بري وصفه بـ «مشنوق الخطاب» وسلام بـ «المتقدم» وحزب الله يصفه بالمنحاز
- درباس: نتجه إلى عدم استقبال أي لاجئ سوري
بيروت ـ عمر حبنجر
يكمل الفراغ الرئاسي في لبنان اليوم نهاره الخمسين بعد المائة وسط سيل من المواقف والتناقضات المرتبطة بالاجندات الاقليمية والدولية المانعة على اللبنانيين استكمال هيكلية سلطتهم الدستورية.
وتحدثت مصادر نيابية عن امكانية عقد جلسة تشريعية يمدد فيها لمجلس النواب قبل يوم 29 الجاري، مستبعدة ان تكون الظروف ملائمة لتمرير انتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة عينها باعتبار ان انعقادها متلازم مع نصاب الثلثين.
قوى 14 آذار لن تبادر الى طرح اسم مرشح توافقي بعد الانتهاء من عملية تمديد ولاية المجلس الا بالتنسيق والتفاهم مع كل هذا الفريق.
وسيعقد لقاء خلال اليومين المقبلين بين الرئيس نبيه بري وفؤاد السنيورة لاستكمال البحث في الملف النيابي تمديدا وتشريعا.
وقالت مصادر في 14 آذار لـ «الأنباء» انه من غير الوارد سحب ترشيح د.سمير جعجع قبل موافقة العماد ميشال عون على اختيار مرشح توافقي او اكثر لخوض الرئاسة اللبنانية.
وتسريعا في عملية التوافق، دعا رئيس تحرير «اللواء» صلاح سلام القريبة من تيار المستقبل العماد عون الى التحول من مرشح لرئاسة الجمهورية الى منقذ للجمهورية بترشيح من يستطيع الحصول على ثقة الاطراف الاخرى.
رئيس مجلس النواب نبيه بري وردا على سؤال حول رأيه بخطاب الوزير المشنوق الذي قال فيه ان الخطة الامنية التي ينفذها الجيش تحولت لمحاسبة بعض المرتكبين من لون واحد وترك الآخرين، وان ثمة جهات توفر الحماية وتفتقر للصفاء الوطني بمقاربتها للامن، رافضا تحويلنا الى صحوات لبنانية على غرار الصحوات العراقية، اجاب بري ممازحا: مشنوق الخطاب.
زوار رئيس المجلس نقلوا عنه تأكيده ألا جديد في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وقال انه سيدعو الى جلسة تشريعية قبل نهاية الشهر الجاري، ولم يستبعد ان يطرح من خلالها موضوع تمديد ولاية مجلس النواب.
بدوره، طمأن رئيس الحكومة تمام سلام زواره بان التصعيد الكلامي على مستوى الوزراء لن يبلغ مستوى تعطيل العمل الحكومي، واكد ان عمل مجلس النواب مستمر وان جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.
سلام كان يرد على استيضاحات حول مآل الامور حكوميا بعد المواقف التي عبر عنها الوزير نهاد المشنوق وانتهاء الجلسة الاخيرة للحكومة على خلاف بين وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاشغال العامة غازي زعيتر.
ووصف سلام ما ادلى به وزير الداخلية نهاد المشنوق في احتفال ذكرى اغتيال اللواء وسام الحسن بأنه كلام متقدم له صلة بالامن، اما الخلاف بين الوزيرين زعيتر وباسيل فيمكن احتواؤه، وطالب القوى السياسية بان تحدد موقفها وما اذا كانت ترضى بخراب البلد.
اوساط مقربة من الوزير المشنوق اكدت امس انه ليس في صدد فتح جبهة على الحزب، مشيرة الى انه تصرف كوزير للداخلية، وليس هناك ما يخفيه تحت الطاولة، وهو قصد من الانتقادات التي وجهها الاضاءة على مكامن الخلل في الخطة الامنية، لاسيما في البقاع الشمالي، حيث سجلت مؤخرا 17 حادثة خطف، في وقت تبين من معركة جرود بريتال ان حزب الله موجود في جرود البقاع ويستطيع اذا شاء ان يقدم التسهيلات للمساعدة في ملاحقة المطلوبين.
واشارت الى ان خطابه كان مدروسا ومتوازنا، لافتة الانتباه الى انه اعتمد فيه الصراحة الخالية من التجريح، مستغربة من الأبعاد التي اعطيت لكلمته ومحاولة ربطها بتصاعد التوتر السعودي ـ الايراني، وشددت على ضرورة تحقيق توازن في الاجراءات الامنية، اذ لا يصح ان نلاحق المطلوبين في الشمال وعرسال بينما يبقى اشهرهم في البقاع فارا، على سبيل المثال.
وردت مصادر حزب الله لصحيفة «السفير» ان الحزب لا يعطل الخطة الامنية في اي منطقة، ولا يضع خطوطا حمراء امام الجيش وقوى الامن، ولا يمنح حصانة حزبية لأي من مرتكبي جرائم الخطف والقتل والسرقة وتجارة المخدرات، لافتة الانتباه الى ان الجيش ينفذ مداهمات في بريتال وحورتعلا والنبي شيت وحي الشروانة ثم يخرج من دون ان يعترضه احد من الحزب، اما اذا كانت توجد شكوى من ان بعض المطلوبين يلوذون الى الجرود فليس هناك ما يمنع الدولة من ان تلاحقهم.
واستغربت ان يلقي وزير الداخلية نهاد المشنوق خطابا منحازا من موقعه الرسمي وبحضور ضباط مؤسسة قوى الامن الداخلي، كأنه يصادر المؤسسة ويصبغها بلونه السياسي، مشيرة الى انه ربما يحق له ان يقول ما يشاء بصفته الحزبية في تيار المستقبل، لكن لا يصح ان يفعل ذلك من موقعه كوزير للداخلية.
واعتبرت المصادر ان الخطة الامنية تتعرض في حقيقة الامر لخروقات خطيرة في المناطق التي تخضع لنفوذ تيار المستقبل من طرابلس الى عرسال مرورا بعكار.
في غضون ذلك، ترأس الرئيس تمام سلام اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة بمتابعة شؤون اللاجئين السوريين، حيث جرى البحث في ضبط سبل دخول اللاجئين وتحريك المساعدات الدولية.
وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس المعني بهذا الموضوع قال بعد الاجتماع: هناك اتجاه الى عدم استقبال اي لاجئ سوري جديد، وسنكرس ذلك بقرار.
امنيا، تابعت وحدات الجيش مداهماتها في طرابلس والشمال بدءا من محيط مدرسة البيان في ابي سمرا وصولا الى اطراف الكورة، وقد شملت اماكن سكن النازحين وبعض المخيمات العشوائية ومحيط مدرسة النابلسي ومجمع الجنان التربوي مرورا ببعض المزارع، كما اقام الجيش نقاط تفتيش متعددة في الزهرية وباب الحديد والتبانة والميناء وسير درويات مؤللة في الساحات الرئيسية.
وفي البقاع، اطلقت وحدات الجيش المتمركزة عند تلة الحصن في عرسال النار باتجاه مجموعة مسلحة كانت تحاول التسلل الى عرسال واجبرتها على الانكفاء باتجاه الجرود.
في هذه الاثناء، اعلنت جبهة النصرة في رسالة الكترونية ان جنديا خامسا في الجيش اللبناني فر من الخدمة والتحق بها، وانها ستعلن عنه قريبا.