- التمديد للبرلمان بات تحصيل حاصل الأربعاء المقبل والبطريرك يرفع عصاه بوجه المقاطعين لانتخاب الرئيس ويعلن 4 لاءات: لا للتأسيسي لا للمثالثة ولا للشغور أو نقد الدستور
- مصادر لـ «الأنباء»: المفاوض اللبناني استعان بالموقوف جمعة لمفاوضة الخاطفين عبر «السكايب»
بيروت ـ عمر حبنجر
التمديد لمجلس النواب اللبناني بات من تحصيل الحاصل، وسيصبح قائما فعليا اعتبارا من يوم الأربعاء المقبل، في حين ظل انتخاب رئيس للجمهورية في دائرة المستحيلات، رغم توسع دائرة الأمن الشرعي، والتقدم الملحوظ الذي حققه الجيش على صعيد مطاردة المسلحين الهاربين من طرابلس، أو الكامنين في صيدا ومحيطها والبقاع في ظل إعلان قائد الجيش العماد جان قهوجي العزم على ملاحقة كل من اعتدى على عناصر الجيش أينما وجدوا، خلال جولة له على مواقع الجيش في طرابلس وعكار.
النائب جان اوغاسبيان، لاحظ تغييب الرئاسة، لصالح التمديد لمجلس النواب، في إطار توافق ضمني، بحيث يشارك البعض في الحضور والتصويت والبعض الآخر في الحضور دون التصويت، من أجل توفير النصاب، أما في موضوع رئاسة الجمهورية فيقول أوغاسبيان: لا جديد محليا بشأنه أو خارجيا.
وردا على ترحيب رئيس مجلس النواب نبيه بري بمواقف الرئيس سعد الحريري الداعمة للجيش، وقوله «كلام الحريري كله على بعضه حلو» قال أوغاسبيان: هذا الغزل نجده في المواسم.
وعن الرئاسة، قال عضو كتلة المستقبل: مادام عون يعتبر نفسه توافقيا، فيما نصف اللبنانيين يعتبرونه جزءا من المحور الإيراني، فلا جديد.
وكان بري حدد يوم 19 نوفمبر موعدا جديدا لانتخاب الرئيس، أي قبل يوم واحد من نهاية الولاية الحالية لمجلس النواب.
أعنف رد على فشل الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية صدر عن البطريرك الماروني بشارة الراعي الموجود حاليا في استراليا، ففي أشد تعبير عن استيائه للتأجيل المتكرر لانتخاب رئيس الجمهورية، رفع البطريرك الماروني من أستراليا عصاه مهددا باستخدامها ضد النواب المعطلين لجلسات الانتخاب المتلاحقة.
وغمز الراعي في احتفال تكريمي له، من قناة رئيس مجلس النواب نبيه بري متحدثا عن نوايا سيئة في الدعوات المؤجلة، وقال إن كل من يتقاعس عن انتخاب رئيس للجمهورية يكون متورطا في تعميم الفوضى في لبنان.
وهنا هزّ بيده عصاه وقال: الآن العصا.. نريد الرئيس الذي يحمي لبنان، وأطلق الراعي سلسلة لاءات تتبناها البطريركية المارونية: لا للمؤتمر التأسيسي، ولا للمثالثة في النظام، لا للشغور الرئاسي، ولا لنقد الدستور والميثاق.
ومن الرابية، أعلن النائب سامي الجميل فشله في اقناع العماد ميشال عون بالنزول الى جلسة انتخاب الرئيس اول من امس، وقال الجميل انه سأل العماد عون: بعدك عم تنزل الى الحديقة؟ فأجابه عون: الآن لا انزل، شوي مريض، روّحنا ايدنا، لكن بعدين منرجع مننزل.
اللقاء بين عون والجميل الابن تناول موضوع الرئاسة والتمديد لمجلس النواب واللاجئين السوريين ونقاطا اخرى.
وبعد ساعة ونصف الساعة من المداولات، استأذن الجميل بالمغادرة لارتباطه بجلسة انتخاب الرئيس في مجلس النواب، فمازح العماد عون قائلا: يللا جنرال، امشي نروح ننتخب رئيس، فضحك الجنرال.
عندها توجه الجميل الى الاعلاميين بقوله: حاولنا اقناع الجنرال بالنزول معنا الى البرلمان لانتخاب رئيس لكنه لم يقتنع، ان شاء الله يقتنع في المرة المقبلة.
في غضون ذلك، انعقد مجلس الوزراء امس وكان على جدول اعماله بعض الملفات الخلافية المؤجلة من جلسات سابقة، مثل ملف تجديد التعاقد مع شركة جمع النفايات (سوكلين) اضافة الى تطويع 5000 جندي واعطاء صلاحيات امنية للحرس البلدي اضافة الى الهبة الايرانية للجيش المقدر قيمتها المادية بـ 70 مليون دولار، وتتضمن طرادين بحريين اضافة الى اسلحة متوسطة وخفيفة.
واستبق الوزير الكتائبي آلان حكيم الجلسة بإعلان رفض وزراء حزبه التمديد لشركة «سوكلين» واصرارهم على دفتر شروط جديد، رافضين اختيار منطقة شكا (الشمال) كموقع لطمر النفايات.
ويقول وزير السياحة ميشال فرعون بهذا الصدد ان كل هذه الاجواء السلبية مرتبطة بالجو السياسي الذي لم يتغير منذ نشوء الفراغ الرئاسي، وعلينا ان ندرك ان الخلاف المانع لانتخاب رئيس يرخي بظلاله على كل الامور، علما ان الملف الامني هو الاهم اليوم خصوصا قضية المخطوفين من العسكريين، ويليه التمديد لمجلس النواب، لأن البديل هو الفراغ، وحمل فريق 8 آذار مسؤولية الفراغ الرئاسي والتعطيل.
وحول ملف النفايات المتفجر سياسيا، قال وزير البيئة محمد المشنوق لـ «الأنباء» ان «مطمر الناعمة» الذي يستوعب نفايات بيروت ومعظم جبل لبنان سيقفل في 7/1/2015 والحكومة تسرع المساعي والاتصالات لتأمين البديل.
وحول الاحداث الاخيرة في طرابلس، قال المشنوق ان الجيش يلاحق فلول المسلحين.
وبالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية، اشار المشنوق الى ان الامور لم تنضج بعد، وعلى الفرقاء التراجع لكي يروا المشهد من الداخل حيث تظهر ملامح التسوية.
الوزير السابق ماريو عون قال: كل المراجع السياسية باتت في هذا الجو، والموضوع ليس متوقفا على موقف نواب التيار الوطني الحر، فالقرار سيتخذ في مجلس النواب الاربعاء المقبل، مقللا من اهمية الطعن في القرار امام المجلس الدستوري استنادا الى سابقة الطعن غير المجدي في مرحلة التمديد الاولى، فالتمديد حاصل لارتباطه بموضوع رئاسة الجمهورية.
وتحرك الى جرود عرسال امس الموفد القطري للقاء مسؤول داعش ابو عبدالسلام ومسؤول جبهة النصرة ابومالك التلة.
الوزير وائل ابوفاعور قال: ان دورنا مساعد في قضية الجنود الأسرى عبر بعض القنوات المحلية، وان التفويض الرسمي يبقى بيد اللواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام، مشيرا الى ان التهديد بقتل الأسير علي البذال قيد المعالجة.
وكانت «خلية الأزمة» اجتمعت برئاسة الرئيس تمام سلام وقررت عدم ابلاغ ذوي الجنود الأسرى بأي جديد في قضية أبنائهم، ما جعل هؤلاء يحرقون اطارات المطاط احتجاجا مع التهديد بخطوات تصعيدية لاحقة، كما اعلن حسين يوسف والد الجندي الأسير محمد يوسف الذي سجل على المفاوض اللبناني التشاطر في التعاطي، ونحن نعتقد ان ذلك يهدر الوقت، وهذا ليس من مصلحة أرواح أولادنا.
وفيما كان مجلس الوزراء منعقدا، أعلن اهالي العسكريين التريث في التصعيد الى ما بعد عودة الموفد القطري من جرود عرسال.
وقال الاهالي انهم طلبوا مقابلة الرئيس سلام قبل بدء جلسة مجلس الوزراء، لكنه طلب منهم التوجه الى الوزير وائل ابوفاعور وتسليمه مطالبهم، الأمر الذي استثار غضبهم، فقال احدهم: سنعمل ما لم ترونه من قبل، بالأمس انزعجتم من بعض الدخان الاسود الناتج عن احراق الدواليب، واليوم ان شاء الله سترون وسط بيروت اسود مثل الفحم، بلكي بتسودوا شوي وبتحنوا علينا وبتجيبوا اولادنا.
واضاف: شو ناطرين يا دولة الرئيس، انت واللواء عباس ابراهيم، بعد بدكم تذلونا اكثر؟
وزير العدل اشرف ريفي قال من جهته: ليس من اخلاق الرئيس سلام ان يرفض لقاء اهالي العسكريين وسيلتقيهم بعد جلسة مجلس الوزراء.
وكان ذوو العسكريين المخطوفين زاروا دار الفتوى والنائبة بهية الحريري وطالبوا بإعادة هيئة علماء المسلمين الى خط التفاوض.
والراهن ان المفاوض اللبناني توسع في تسهيلاته الى حد السماح للمعتقل عماد احمد جمعة امير النصرة الذي فجر اعتقاله على حاجز للجيش كل هذه الأزمة بالتواصل مع قادة داعش والنصرة الخاطفين للعسكريين بواسطة «السكايب».
المصادر التي كشفت عن ذلك لـ «الأنباء» قالت ان الفكرة من هذا كانت طمأنة الدواعش وحلفائهم الى سلامة ابو احمد جمعة ومن ثم امكانية المساعدة من جانبه في مفاوضات اطلاق العسكريين.