- نقيب المحامين: نرفض التسكع على الباب العالي بانتظار كلمة السر
- سلام: سوء استعمال الاستقلال أضعف بنيان لبنان والمسؤولية تقع على القيادات وعلى «غرور القوة»
- بري مطمئن إلى مستقبل الحوار بين حزب الله و«المستقبل»
- ومصادر لـ «الأنباء»: إطلالة الحريري الخميس قيد البحث
بيروت ـ عمر حبنجر
لأول مرة في تاريخ استقلال لبنان، تبقى أبواب القصر الجمهوري في بعبدا مغلقة في يوم عيد الاستقلال، أو ذكرى الاستقلال، إذا توخينا الدقة في التوصيف، ولا سابقة لهذا، لأنه ما من سابقة لعدم وجود رئيس للجمهورية في 22 نوفمبر من أي سنة، منذ 1943.
وتبعا لعدم وجود رئيس للجمهورية ظلت أبواب القصر مغلقة، لا مستقبلين ولا مهنئين، لكن جمعية «فرح العطاء» الشبابية وبالتعاون مع نقابة المحامين في بيروت نظمت موكبا وطنيا باتجاه القصر الرئاسي المغلق للتأكيد على أن الاستقلال موجود، ولئن كان القصر الجمهوري شاغرا، فالدولة اللبنانية موجودة، ولو ندر وجود رجال دولة في هذه الدولة المبتلاة برجال سياسة أخذوا من السياسة انتهازيتها، وأهملوا القيم والمفاهيم المتصلة ببناء الأوطان.
المحامون مشوا بالموكب بأرديتهم السوداء، وكان التجمع أمام المدخل الخارجي للقصر وسط حماية مكثفة من الحرس الجمهوري، حيث تحدث نقيب المحامين جورج جريج، مؤكدا على ضرورة انتظام الجمهورية بالديموقراطية وباكتمال مؤسساتها، لافتا الى أن الرئاسة ليست صندوق بريد بين المحاور، وان أكبر إهانة هي عندما تمر المهل ولا ننتخب رئيسا للجمهورية.
وأضاف: تذكروا هذا المقام، هذا الموقع الشاغر منذ 7 أشهر، تذكروا أن همنا ليس ملأ الكرسي، بل انتظام الجمهورية بالديموقراطية، لقد أصبحنا على عكس مباشر مع الخطر الوجودي، ونرفض التسكع على عتبة الباب العالي بانتظار كلمة السر، فرئاسة الجمهورية هي الباب العالي والشرعية الأولى هي انتخاب رئيس.
بدوره، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أسف لواقع الحال في لبنان، وفي العالم العربي الذي ضعف من حولنا، وضعف معه النسيج الوطني، الذي تشتت وتفرق وتناحر وتقاتل الى ما وصل اليه الأمر اليوم من تطرف وإرهاب، كل ذلك له آثاره الكبيرة علينا في لبنان، حيث الكل يعلم أنه بلد صغير فعله أكبر من حجمه، لكن قناعات ومفاهيم أبناء لبنان كانت دائما محط مثال للجميع بإنتاجيتها ومصداقيتها.
وأضاف في حديث لإذاعة «صوت لبنان»: مع الأسف، سنة بعد سنة من سوء التصرف ومن سوء استعمال هذا الاستقلال لمآرب وغايات خاصة وشخصية وفئوية وطائفية أضعف بنيان لبنان وتكوينه.
وتابع يقول: إذا أردنا أن نقارن بين اليوم والأمس في مرحلة الاستقلال وحتى ما قبله، نجد أن الأمور تبدلت كثيرا الكل يريد ان يتحول هو وقاعدته الى محط للأنظار، في مواجهة القواعد والفئات الأخرى، وبالتالي هذا ما أوصلنا الى ما نحن عليه، وعليه لبنان العليل.
وردا على سؤال قال: المسؤولية تقع على القيادات وحدها، وهناك دول تسخر لها قيادات تنهض بها، وهناك دول تسخر لها قيادات تضعفها مع الأسف. نعم في فترة في الزمن أمسك البلد نموذجا من القيادات لا ترى العمل العام إلا بمقاييسها ومقاييس نفوذها، وتسعى الى تسجيل المكاسب وحسب، وهذا ما أوصلنا الى ما نحن فيه. وفي ظل الأداء غير الناضج لبعض القيادات نجد ان البلد يواجه مساعي لتجميد الحلول فيه.
وحذر الرئيس سلام من «غرور القوة» ونقل عن والده الراحل الرئيس صائب سلام قوله: «الغرور هو مكمن ضعف الرجال» ولذلك انا أدعو دائما الى التواضع، فليتواضع كل القادة، اما الغرور فلن يؤدي الى اي مكان.
ودعا سلام الى اعتماد التسوية في لبنان، فالأقوى هو من يتم التوافق عليه، القوة للتوافق والتسوية، وليست بحجم التمثيل وتسوية تحفظ للجميع مكانتهم، ولكن ليس على حساب الآخر، مرحليا الظروف الخارجية لا تساعدنا على صوغ التسوية، والمتوافر خارجيا، هو منعنا من الانهيار والتفكك، في ظل ما يحصل في المنطقة، اما الأخذ بيده للمخارج والحلول فليس حاصلا حتى الآن.
وردا على سؤال قال: لولا التوافق لما تم تشكيل هذه الحكومة فلماذا لا نخضع رئاسة الجمهورية للتوافق، عبر الحوار والانفتاح والاعتراف بالآخر، وليس التشبث والتمسك والتقوقع ضمن المفاهيم والقناعات الذاتية.
وردا على قول للسيد حسن نصرالله بأن سياسة النأي بالنفس لا تفيد في مواجهة الإرهاب، قال سلام: النأي بالنفس مقرر في البيان الوزاري، الذي وافق عليه الجميع.
ونفى سلام ان يكون فكر يوما في الاستقالة، بسبب قيادته سفينة فيها 24 قبطانا، وقال هناك مصاعب وقلة إنتاج من الحكومة، لكننا لسنا ممن يتخلون عن المسؤولية، وقد مررت بهذه التجربة عند تأليف الحكومة وطالبني البعض بالاعتذار من بعض الجهات لكن لو اعتذرت لما وصلنا الى حكم الحد الأدنى الحاصل، فبين الأسوأ والأكثر سوءا، نختار الأسوأ.
وفي ذكرى الاستقلال ايضا، دعا رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون الجميع الى «الانضمام إلى التكامل الوجودي مع حزب الله، كي تستطيع مواجهة خطر داعش والنصرة».
وقلل عون من أهمية التأخير في انتخاب رئيس الجمهورية، قائلا: إن رئيس الجمهورية لا يخلق وطنا وشعبا سواء انتخب في 23 سبتمبر او لم ينتخب، بل الشعب هو من يخلق الوطن والجمهورية ويمارس السيادة، لافتا الى أننا كشعب موجود لم تتغير علينا الظروف وليست البداية ولن تكون النهائية، متمنيا ان يكون لدينا في السنة المقبلة رئيسا لنحتفل فعلا بعيد الاستقلال.
على المستوى السياسي بدا رئيس مجلس النواب نبيه بري، مطمئنا على حالة الحوار بين تيار المستقبل وبين حزب الله، وانه بات على السكة، انما على الموارنة ان يتفقوا عندما ننتخب رئيسا في غضون 36 ساعة.
وقال في حديث لصحيفة «النهار» انه يعول على الاتفاق حول النووي الايراني بحيث «يفتح سمسم» الكثير من الملفات بين السعودية وايران، ما تنعكس ايجابياته على اكثر من ازمة عالقة في المنطقة وصولا الى لبنان.
وأضاف في آخر اجتماع مع الرئيس سعد الحريري في اغسطس الماضي في عين التينة فاتحته بموضوع العلاقة مع حزب الله وضرورة فتح كوة في جدران الجليد، والتباعد بين الطرفين، فلم أسمع منه أي اعتراض أو أي موافقة، وبعد التمديد لمجلس النواب سحبت أوراق خطبتي وعقدت لهذه الغاية اجتماعا مع الرئيس فؤاد السنيورة والسيد نادر الحريري قبل اسبوعين، وفي تلك الجلسة عرض السنيورة طويلا لسياسات حزب الله وموافقة حيال أكثر من ملف داخلي وصولا الى مشاركة مقاتليه في الحرب السورية، فأجابه بري: يا فؤاد لو ما في شيء ليش بدنا نحكي وليش نحنا هون الآن؟ عندما تلتقوا بالحزب اعرضوا كل شيء ولا تقتصروا، تعاتبوا وتناقشوا وسأكون أنا ووليد جنبلاط السلم في النجاح هذا الحوار.
في هذه الاثناء قالت مصادر متابعة ان شخصيات سياسية لبنانية ستتوجه الى المملكة العربية السعودية قريبا للقاء الرئيس سعد الحريري والمسؤولين في المملكة.
المصادر تحدثت عن الاطلالة الاعلامية المرتقبة للرئيس سعد الحريري يوم الخميس المقبل وفق ما اشارت اليه «الأنباء» من زاوية الاضاءة على الموقف السعودي المستجد من حزب الله، وما يمكن ان تكون له من ارتدادات على مضامين هذه الاطلالة او حتى حصولها.