بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب د.ناجي غاريوس أن زمن انتخاب الرئيس المعلب أو المتوافق عليه إقليميا ودوليا قد انتهى، وان قصر بعبدا لن يشهد رئيسا لا يعبر عن إرادة اللبنانيين، وغير قادر على قيادة السفينة اللبنانية وسط النوّ الإقليمي الراهن، وعليه يؤكد غاريوس أن أبواب الرابية مفتوحة أمام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، شرط ألا يكون حاملا في جعبته اقتراح انسحاب العماد عون من المعركة الرئاسية لصالح مرشح لا يُمثل اللبنانيين بشكل عام والمسيحيين بشكل خاص، فواهم من يعتقد أن العماد عون سيرضى بالتنازل عن حقه بالرئاسة الممهور برغبة الشعب وتطلعاته لإنقاذ الجمهورية من حالة الاهتراء التي تتخبط بها.
ولفت غاريوس في تصريح لـ «الأنباء» الى أن ترشح العماد عون للرئاسة ليس خيارا شخصيا للاخير فحسب، إنما هو قرار غير قابل للرجوع عنه اتخذه أكثر من نصف الشعب اللبناني وتبنته بالوكالة عنه شرائح نيابية أساسية في المعادلة اللبنانية، بمعنى آخر يؤكد غاريوس أن العماد عون لا يملك وحده قرار التنازل عن ترشحه للرئاسة، وما على الآخرين بالتالي سوى اختصار المسافات وعدم إضاعة الوقت في البحث عن رئيس صوري تحت عنوان «سد الفراغ» وإنهاء أزمة الرئاسة، متسائلا كيف يمكن لجعجع الذي يعتبر نفسه ممثلا لشريحة مسيحية، أن يرضى برئيس من خارج الغلاف الشعبي المسيحي، وهو الغلاف الذي أراد العماد عون التأكيد على أهميته، من خلال مبادرته بانسحاب جميع المرشحين وترك المنافسة بينه وبين جعجع.
واستطرادا لفت غاريوس الى أن المعركة ليست معركة انتخاب شخصية مارونية على رأس الدولة، إنما هي معركة انتخاب الجمهورية من خلال رئيس قوي صاحب رؤية في الحكم، وبصيرة سياسية، وجرأة على محاسبة المرتكبين بدءا من الرؤساء الثلاثة وصولا الى أصغر موظف في ادارات الدولة الرسمية والعامة، بمعنى آخر يعتبر غاريوس أن لبنان بحاجة الى رئيس مسؤول، يُنهي المحاصصة السياسية والتوزيعات الطائفية والمناطقية وتقاسم الإدارة وبدعة التمديد للمجالس النيابية، ويقتلع الترويكا الرئاسية التي كانت السبب في انهيار هرمية الدولة والتي ما زالت قائمة حتى تاريخه.
وردا على سؤال حول تلزيم الاستحقاق الرئاسي دوليا لباريس وطهران نتيجة تعثر اللبنانيين بانتخاب رئيس، أكد غاريوس أن تكتل التغيير والإصلاح برئاسة العماد عون، غير معني لا من قريب ولا من بعيد بأي تدخل خارجي لإنهاء أزمة الرئاسة، ولن يعترف بأي تسوية تنتج عنه، وذلك لاعتبار التكتل أن الرئيس المتفق عليه من قبل الخارج والمعلب فرنسيا وإيرانيا وعربيا وفاتيكانيا وأميركيا وروسيا، لن يكون رئيسا للجمهورية اللبنانية بقدر ما سيكون موظفا لدى من أوصله الى سدة الرئاسة، بدليل المنهجية الاستلازمية التي سادت قصر بعبدا والمؤسسات الدستورية منذ اتفاق الطائف حتى اليوم.
وفي سياق متصل بأزمة الرئاسة، أعرب النائب غاريوس عن يقينه أن المستقبل سيحمل ملف الرئاسة الى طاولة الحوار بينه وبين حزب الله، إلا أن المؤكد هو أن الأخير لن يرضى بمناقشة الرئاسة في غياب المكون المسيحي وسيلفت نظر المستقبل الى عدم أحقية المتحاورين من الطرفين في استبعاد رأي العماد عون المعني الأول في تركيبة الطبخة الرئاسية، مستدركا بالقول ان من حق البروفيسور سعد الحريري (على حد تعبيره) وكتلته النيابية، ترشيح من يشاء في وجه العماد عون، لكن ليس من حقه القول إنه لا يقبل به رئيسا للجمهورية، متسائلا ما اذا كان الحريري يرضى بأن يقول عنه أحد انه لا يرضى به رئيسا للحكومة ولا يعترف به كحيثية سنية ويرفض عودته أساسا الى لبنان.