- «القنيطرة» مزجت الدم اللبناني والإيراني على الأرض السورية
- هناك عرب لكن لا وجود للجامعة العربية ولا للقرار العربي ولا للسلاح العربي
بيروت ـ عمر حبنجر
أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله امس ان حزبه لا يريد حربا مع اسرائيل رغم انه لا يخشاها، محذرا من ان رد الحزب على اي اعتداء اسرائيلي يمكن ان يحصل «في اي مكان وزمان»، مؤكدا «سقوط قواعد الاشتباك».
وقال في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة «نحن لا نريد الحرب لكن لا نخشاها ولا نتردد في مواجهتها وسنواجهها اذا فرضت علينا وسننتصر بها ان شاء الله»، مضيفا «لم يعد يعنينا اي شيء اسمه قواعد اشتباك ومن حقنا ان نرد في اي مكان وفي اي زمان وبالطريقة التي نراها مناسبة» على اي عدوان اسرائيلي.
واستهل نصر الله بالتبريك لعوائل الشهداء ارتقاء أحبتهم من مستوى الحياة البائسة الفانية الى مستوى الحياة الحقيقية الخالدة.
ونوه بشهداء الجيش في رأس بعلبك بوجه الجماعات التكفيرية الارهابية التي تثبت في كل يوم انها تكمل ما قامت به اسرائيل. وهنأ شهداء عملية القنيطرة ورجا الله تعالى ان يمن علينا بهذا الشرف، لقد ارتحتم من همّ الدنيا، وبقينا نحن نكابد صعوبات هذه الحياة.
وقال: ان هذه الثلة من شهداء القنيطرة تعبر من خلال امتزاج الدم اللبناني والايراني على الارض السورية، ودعا الى الانتباه جيدا لهذه العبارة، عن وحدة القضية ووحدة المصير ووحدة المعركة التي عندما جزأتها الحكومات والتيارات السياسية والتناقضات دخلنا زمن الهزائم في الستينيات وعندما وحدها الدم من فلسطين الى لبنان الى سورية الى ايران دخلنا في زمن الانتصارات.
وتناول قضية فلسطين والقـــدس، والعربـــدة الاسرائيلية في كل مجال الى جانب الغياب الكامل لما يسمى بالجامعة العربية، التي هي غير موجودة اساسا، لا شيء اسمه جامعة الدول العربية، البعض يقول ما في عرب، كلا، هناك عرب لكن لا وجود للجامعة العربية ولا للقرار العربي ولا للسلاح العربي، كل هذا غير موجود عندما تكون المعركة مع اسرائيل، اما عندما تكون المعركة في الداخل العربي في شمال سيناء تحضر الاموال والسلاح وعندما تكون المسألة مع ايران يطرحون القرار العربي.
مضيفا: في هذه الاجواء جاءت عملية الاغتيال في القنيطرة، الاخوة كانوا في جولة في المنطقة بعد قرار من الحكومة الاسرائيلية وحتى زعيم المعارضة احيط علما بذلك، ما يعني ان الجريمة عمدية، اما انكارهم او عدم معرفتهم بمن كان في الموكب، فلا قيمة له، ما يعني اننا امام عملية اغتيال واضحة.
وشبه هذه العملية بعملية اغتيال الامين العام الراحل للحزب عباس الموسوي وعائلته بقذيفة من مروحية.
ولاحظ ان اسرائيل لم تعترف صراحة بالعملية رهانا على تجاهل الحزب للامر، تجنبا للرد، لكن يبدو ان اسرائيل فوجئت بإعلان الحزب عن العملية فتحول الارتباك الى الجانب الاسرائيلي، وحيا بالمناسبة شهداء حزب الله في سورية ووصفهم بشهداء الطريق الى فلسطين.
وقال: ما هي حجتهم للاغتيال؟ تارة قالوا انها كانت تريد تنفيذ عملية بالجولان، علما انها كانت تبعد ستة كيلومترات عن الشريط حيث الآلاف من جبهة النصرة.
وقالوا انهم جاؤوا لوضع قواعد صواريخ على الشريط، مفترضين ان هناك بنية مقاومة وعلينا ان نضربها.
السؤال الكبير الذي يطرح على المعارضة السورية قبل الحكومة وعلى الشعب السوري والفلسطيني هو: من على حدود اسرائيل الآن؟ توجد جبهة النصرة معها دبابات ومدافع وصواريخ وكميات هائلة من المتفجرات، جبهة النصرة من الجناح السوري لتنظيم القاعدة المصنف دوليا وعربيا بالإرهابي.
وتابع: اسرائيل لا تشعر بأي قلق لهذا الوجود وتغطيه جويا، ويذهب نتنياهو شخصيا لتفقد هؤلاء الجرحى، لكنها تشعر بالقلق من سيارتين مدنيتين غير مسلحتين؟
وقال أنا بكيت، مثل أي أب، نحن نتألم إنسانيا.. أما في غير البعد الإنساني فلا نرى فيها إلا الإيجابيات والخير والبركة على مسارنا ومقاومتنا. نحن في هذه المعركة نتألم على من فقدنا.
وأوصى نصر الله بأن إيران وسورية يمكن أن تعترض على الرد، لكن لا إيران ولا سورية يرضون لنا بالمذلة، ولا شيء في لبنان له علاقة بالملف النووي، لا رئاسة الجمهورية ولا غيرها.
واضاف: كان علينا أن نرد ويجب أن يعاقب العدو على جريمته في القنيطرة. يجب وضع حد لهذا التمادي.
وأن الأمر يستحق التضحيات حتى لو ذهبت الأمور إلى النهايات، وقد حضرنا أنفسنا لاسوأ الاحتمالات، والإسرائيلي فهم ان من يطلق النار الآن مستعد أن يذهب إلى آخر المدى، وكانت العملية الجهادية في مزارع شبعا ظهر الأربعاء وكان الاتكال على الله.
وحصلت العملية في ذروة الاستنفار الإسرائيلي، لأنه منذ الأحد مساء، تبلغ شيئا فاعلن الاستنفار، لكن المقاومة نفذت عمليتها في وضح النهار.
هذه رسالة لشعب العدو، والى شعبنا الذي يعمل على هز ثقته بالمقاومة.
وعن نتائج العملية: قتلونا في وضح النهار وقتلناهم في وضح النهار 11.30 قبل الظهر 11.35 قبل الظهر.. سيارتين بسيارتين صواريخ مقابل صواريخ.
وثمة فارقان، الأول لأنهم جبناء غدرونا، أما رجال المقاومة فجاؤهم من الأمام.
الفارق الثاني: ان الاسرائيلي لم يجرؤ على تبني عمليته، اما المقاومة الإسلامية فقد تبنت العملية بالبيان رقم واحد فور حصولها.
وتوجه بالشكر للمقاومة وخص بالذكر الذين نفذوا العملية في أرض العدو وأقبل أياديهم وجباههم.
عن الاستخلاصات قال: لقد اكتشف الاسرائيليون ان قيادتهم وضعتهم على حافة المخاطر الكبرى مع كيانهم واقتصادهم نتيجة حماقتهم.
واردف: إن الجيش الإسرائيلي عاجز عن مواجهة المقاومة ميدانيا. إسرائيل التي هزمناها في العام 2000 ثم عام 2006، وفي غزة وبالأمس، هي أوهن من بيت العنكبوت.
وتابع: إن الجماعات التكفيرية المسلحة الموجودة على حدود الجولان هي جيش لحد جديد ولو رفعوا علم الاسلام.
واضاف: أؤكد كل ما قلته في الميادين اقول للاسرائيلي جربتمونا، ما تجربونا بعد اليوم.
لقد اثبتت المقاومة انها تقدر المخاطر، يمكن هذه المقاومة شجاعة وقادرة وحكيمة وليست «مردوعة» كما يزعم الإسرائيلي، وأنا أقول له اليوم في ذكرى عملية القنيطرة وبعد عملية مزارع شبعا خذ علما ونحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها وسنواجهها إذا فرضت علينا وسننتصر.
وختم نصرالله قائلا: لا نريد الحرب ولكن لا نخشاها.
وكشف نصرالله عن قرار كبير، مؤداه ان المقاومة الاسلامية في لبنان لم تعد تعنيها قواعد الاشتباك.
لن نعترف بقواعد الاشتباك بعد اليوم.
ومن حقنا الشرعي والقانوني أن نواجه العدوان ايا كان وفي أي زمان وكيفما كان.. انتهينا.. هيدي خلصت.
لقد هددوا إيران وسورية ولبنان، ولكن ليسمحوا لنا.. لقد فهمت من هذه التهديدات انه سيبحث عمن نفذوا العملية ليغتالهم.. وانا اقول له اي عملية اغتيال امني سيكون لها رد من وزنها.
وقال: رسالتي اليوم أي كادر او شاب من شباب الحزب يقتل غيلة فسنحمل المسؤولية للإسرائيليين وسنرد في أي مكان وزمان وبالطريقة التي نرى.