- معلومات «الأنباء»: الجلسة التالية بين المستقبل وحزب الله ستبحث مد الخطة الأمنية إلى بيروت والضاحية
بيروت ـ عمر حبنجر
الحراك السياسي في لبنان مستمر تحت سقف المفاوضات الاميركية ـ الايرانية وعلى ايقاعها، ولبنان ليس متفردا في هذا المنحى فالمنطقة كلها تعيش هذا الحاجز، انما الوضع اللبناني يبدو محميا على المستوى الامني برعاية دولية خاصة، تفضل ابقاء هذه المساحة الجغرافية الواقعة عند الخاصرة الغربية لسورية، اقل حرارة من المناطق الاخرى.
ومن ضمن «الامتيازات» الشكلية التي يتمتع بها لبنان السماح بالافراج عن مجلس الوزراء الذي سيستأنف جلساته اعتبارا من اليوم الخميس، بدعوة من رئيسه تمام سلام تحت عنوان التمسك بروحية التوافق وطبقا لآلية عمل لم تتبدل، بيد أنها مشحونة بوقود من النوايا الطيبة، كما سماها سلام، ما يعني استبعاد العرقلة، والمناكفات والكيديات وبالتالي كتابة عمر جديد لحكومة المصلحة الوطنية.
في هذه الأثناء اللقاء الوزاري التشاوري الذي انطلق من منزل الرئيس سليمان تحدث عن ذهنية جديدة، والوزير الكتائبي الان عون تحدث عن التوافق بالبنية والتعاطي بمسؤولية واعتراض احد الوزراء لا يشكل عائقا، وتكتل التغيير والإصلاح استبعد ان يسير مجلس الوزراء وكأن رئيس الجمهورية غير موجود، حيث يقول الوزير الياس بوصعب عضو هذا التكتل، ان هذه الحكومة هي حكومة الضرورة ونحن ضد تعطيل المراسيم والقرارات بإرادة وزير او اثنين.
وواضح ان جلسة مجلس الوزراء اليوم الخميس ستكون اختبارا لنوايا الاطراف السياسية القابضة على مواقف وزراء الحكومة مع استبعاد مصادر سياسية وسطية لـ «الأنباء» تحريكا لملف الاستحقاق الرئاسي، الذي مازال ضحية الأولويات الخارجية، اقليمية كانت او دولية.
وتضيف المصادر ان التلاقي الاقليمي الذي انتج التوافق على حكومة تمام سلام لا يبدو قريبا، بمقياس الاوضاع الاقليمية المشدودة بحبل الملف النووي الايراني.
وفي هذا السياق يقول اللواء جميل السيد المدير العام السابق للأمن العام لقناة otv الناطقة بلسان التيار الوطني الحر انه كان ارسل الى الرئيس ميشال سليمان ناصحا بعدم تشكيل حكومة سلام والابقاء على حكومة نجيب ميقاتي كمصرفة للأعمال، لأن تشكيل الحكومة السلامية، سيبعد اولوية الاستحقاق الرئاسي، فيما الابقاء على حكومة تصريف الاعمال يشكل عامل ضغط متواصل على انتخاب الرئيس، لكن الرئيس سليمان تمسك بضرورة وجود حكومة توافقية يمكن ان تسد غيبة رئيس الجمهورية حال تعذر انتخاب خلف له، وهذا ما حصل. ويذكر ان اللواء السيد، يقوم بدور استشاري لدى الرئيس السوري بشار الاسد في هذه المرحلة.
وحتى على المستوى الداخلي يلاحظ ان العقبات في طريق الرئاسة لازالت قائمة بل ومتجذرة ايضا بدليل ما حصل داخل جلسة الحوار السابقة بين تيار المستقبل وحزب الله في مقر رئاسة مجلس النواب.
حيث طرح الحزب مجددا دعمه ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، «أو أي شخص ينال بركته» فرد فريق المستقبل مبديا عدم تفاؤله بهذا النقاش، إلا أنه تجنب طرح أسماء المرشحين.
وردت «كتلة المستقبل»، على كلام رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد إبراهيم أمين السيد خلال زيارة التهنئة لحزب الطاشناق واعتبر فيه أن الحزب ملتزم أخلاقيا بالعماد عون.
من جهته، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قال في لقاء مع صحافيين انه شخصيا لا يرى أي مخرج للملف الرئاسي حاليا. وأضاف أن طهران هي التي اقترحت تدخل الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو، وبعد اتمام اتصالاته تبلغ من حزب الله الالتزام بترشيح العماد ميشال عون، وبالتالي انهم لا يستطيعون فعل شيء.
لكن رئيس مجلس النواب نبيه بري، بقي على تفاؤله بحوار الحزب - المستقبل، وقد لاحظ أمام زواره أمس أن جلسة الحوار السابقة تناولت الاستحقاق الرئاسي والاستراتيجية الأمنية الدفاعية، وسيتابع الطرفان البحث في هذين الموضوعين في الجلسات المقبلة. وفي معلومات لـ «الأنباء» ان البحث المقبل سيشمل الخطة الأمنية في بيروت والضاحية الجنوبية.