- الحريري يسأل حزب الله: ماذا تفعلون في القلمون؟
- سليمان: انتخبوا رئيساً بدل التسويق لهرطقات دستورية
بيروت ـ عمر حبنجر
الاثنين 25 الجاري يكمل الفراغ الرئاسي في لبنان سنته الأولى، وسط الشعور العام بأن أيام الفراغ هذه مرشحة لتخطي عملية العد التقليدية، ما لم تستجد معطيات اقليمية تجبر القوى المحلية المانعة لمجلس النواب من انتخاب رئيس على الانكفاء والتواري.
والمهم ألا يمتد الفراغ الرئاسي إلى موقع الحكومة المهدد بالتعطيل، تحت وطأة مطالب العماد ميشال عون بالتعيينات العسكرية والأمنية أو أمام اصرار حزب الله وحلفائه في الحكومة على اقحام الجيش اللبناني في حرب القلمون السورية إلى جانب النظام والحزب، انطلاقا من بوابة عرسال.
بالنسبة لهذه المسألة، حرك وزيرا كتلة عون الياس بوصعب وجبران باسيل المدعومان من وزير حزب الله حسين الحاج حسن ملف عرسال في مسعى للحصول على قرار حكومي باقحام الجيش وعلى نحو مغاير لاستراتيجيته القائمة على حماية الحدود ودون التدخل فيما عداها.
وقد رد الرئيس تمام سلام على هذه المساعي بالتأكيد على أن الجيش يقوم بواجبه، معتبرا أن طرح مثل هذا الأمر في مجلس الوزراء شأنه هو وحده، وهو لا يرى حتى الآن أي معطيات تبرر وضعه على طاولة النقاش، خصوصا أن الجيش يقوم بواجباته.
بدوره، دعا وزير الدفاع سمير مقبل كل من يسأله عن الوضع في عرسال الى زيارة اللواء الثامن في الجيش المسؤول عن امن المنطقة والاطلاع على واقع الحال ميدانيا، واضاف: الجيش يقفل الطرق من عرسال الى رأس بعلبك، واذا طلب منه اكثر فإنه يتبع السلطة السياسية، مقترحا جلسة لمجلس الوزراء في اللبوة المجاورة لعرسال.
ومن خارج مجلس الوزراء، تصدى الرئيس سعد الحريري لمحاولات زج الجيش، رافضا وبنبرة عالية ان تكون عرسال مكسر عصا لعصيان حزب الله على الإجماع الوطني، مما يحول المدينة البقاعية الشمالية الى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة، وشدد الحريري على ان كل المحاولات لزج الجيش في معارك يحدد مكانها وزمانها حزب الله لن تمر ولن نسكت عنها.
وأضاف: قبل أن يتوجهوا الى عرسال بأي سؤال ليسألوا انفسهم عما يفعلونه في القلمون؟
موقف الحريري هذا ارتبط ايضا بسخونة الاجواء بين تيار المستقبل وحزب الله في اعقاب التصريح الناري لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى قناة «الميادين» والذي توعد فيه الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري بقوله «حسابه بعدين!»، اي حسابه فيما بعد!، وتناول رعد وزير العدل اشرف ريفي واصفا اياه بمسؤول المحاور في طرابلس.
وردا على سؤال لـ«الأنباء»، سخر الوزير ريفي من كلام رعد مكتفيا بقول ما معناه «يا جبل ما يهزك ريح».
أما المنسق العام للاعلام المركزي في تيار المستقبل عبدالسلام موسى فاعتبر ان كلام رعد يحمل على محمل الجد، ولا يمكن التعامل معه على انه مزحة، رابطا خطورة هذا الكلام باغتيالات سابقة ارتبط تنفيذها بحزب الله، واصفا كلام رعد بأنه تهديد علني مباشر من رئيس كتلة نواب حزب الله ومسؤول قيادي في الحزب عناصره متهمون باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وزير العمل سجعان قزي (الكتائب) وردا على سؤال حول صحة ما يقال عن ظهور عوارض المرض على الحكومة السلامية، قال لاذاعة «صوت لبنان» ان كل المؤسسات الدستورية وليس الحكومة وحدها هي في حالة مرضية بحكم شغور المنصب الرئاسي، وكل المؤسسات الدستورية تعمل بحد معين.
اما الحكومة فرغم كل النقاشات خارجها فإن اجتماعاتها لاتزال قائمة بأجواء طبيعية على ان هذا الامر يمكن ان يتوقف اذا قرر فريق اساسي ان يعيد النظر بمشاركته لاسباب محددة.
وعن موضوع عرسال، قال: نحن ايضا نطرح موضوع عرسال وموضوع كل منطقة لبنانية مهددة، لكن البعض يريد ان يفتح ملف عرسال في مجلس الوزراء ليفتح ملف الجيش اللبناني، وهذا ما نرفضه الآن، والبعض الآخر يريد فتح ملف عرسال فتحا للامن اللبناني المطلوب ضبطه ونحن من هذا الفريق.
القناة البرتقالية الناطقة بلسان التيار الوطني الحر تحدثت عن «الارهاب التكفيري» في قلب بلدة عرسال اللبنانية المحتلة وعن رئيس الحكومة اللبنانية المفترضة تمام سلام الذي لم يسمع بهذا الارهاب في عرسال، كما يبدو، بحيث اعتبر ان قضية عرسال ليست قضية طارئة ولا تستحق طرحها في مجلس الوزراء.
القناة العونية التي تطالب بحق «مرشدها» ان يكون الرئيس التوافقي للجمهورية، اعتبرت رفض سلام طرح زج الجيش في مواجهة المسلحين السوريين بجرود القلمون وعرسال «فضيحة لا تماثلها الا فضيحة المزاعم بوجود سجناء لبنانيين في سجن تدمر وان داعش حررهم، وفي حال صح الخبر فإن الامر سيكون فضيحة للحكم في سورية، واحراجا لحلفائهم في لبنان!».
على صعيد التعيينات، ذكرت مصادر متابعة امس ان العماد ميشال عون تبلغ موقفا من تيار المستقبل عبر رسالة شفوية نقلها اليه موفد للرئيس سعد الحريري (ربما الوزير نهاد المشنوق) فحواها ان التيار لن يعارض تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش، لكنه لن يقبل بتعيين قائد للجيش قبل انتخاب رئيس للجمهورية كي يكون للرئيس العتيد رأي في هذا الموضوع وألا يفرض عليه سلفا.
وكانت «الأنباء» اشارت امس الى مطالب عون من الحكومة وفي طليعتها قيادة الجيش ووفق مصادر في 14 آذار لـ «الأنباء» فإن رسالة الحريري الى عون هذه تنطوي على شرط غير معلن، وهو ان يسحب حاجز كتلته النيابية ومعها ترشيحه من الطريق الى رئاسة الجمهورية كي يتسنى لكل القوى السياسية التوافق على اسم الرئيس العتيد، وبالتفاهم معه، اي مع عون، وليس عليه شخصيا، كي يفسح في المجال لاختيار القائد الذي يطرحه للجيش.
وبالعودة الى الموضوع الرئاسي، اعتبر «لقاء الجمهورية» الذي يرأسه الرئيس ميشال سليمان ان الشغور المتكرر في الرئاسة الاولى يشكل اخلالا في التوازن بين السلطات الدستورية.
ودعا سليمان في الاجتماع الثاني للقاء بحضور كتلته الوزارية ونائب رئيس مجلس النواب وفعاليات سياسية واعلامية الى انتخاب رئيس للجمهورية بدل التسويق لمؤتمر تأسيسي وهرطقات دستورية، غامزا بذلك من قناة العماد ميشال عون ومبادرته الداعية الى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب بدل النزول الى مجلس النواب ووقف مقاطعته للجلسات مع حليفه حزب الله.
وزير الدفاع سمير مقبل: موضوع قيادة الجيش سابق لأوانه
بيروت ـ داود رمال
نقل عن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل قوله: ان من يطالب وزير الدفاع الحالي بعدم تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ان يعلم اولا من الذي اقدم على تأجيل التسريح ابان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وبالتالي حلفاء الجنرال عون هم اول من سلكوا هذا الطريق وهو طريق الصواب.
وجدد مقبل امام زواره بالقول: ان طرح موضوع قيادة الجيش سابق لاوانه، وعندما نصل الى استحقاق النصف الثاني من سبتمبر فلكل حادث حديث، ولا داعي لاثارة ازمة حول الامر مادام ان الاستحقاق لم يحن بعد، فهناك استحقاق آخر وهو المدير العام لقوى الامن الداخلي الذي تنتهي ولايته في 5 يونيو.
واكد ان المطلوب عدم ادخال الجيش في سجالات سياسية في الوقت الذي نحن احوج ما نكون فيه الى الوقوف وراء الجيش في المهام الجسام التي يقوم بها على مختلف الاراضي اللبنانية، لاسيما على الحدود.
وقال: لماذا الاستعجال؟ عندما تصل اليها نصلي عليها.