- استطلاع رأي غير معلن يظهر تقدم جعجع على عون بـ 7%
- مصادر وزارية لـ«الأنباء»: حكومة السلام لن تسقط بالسياسة ولا بالشارع ومستمرة حتى انتخاب رئيس للجمهورية
بيروت ـ عمر حبنجر
الأزمة الحكومية في لبنان الى جولة جديدة من التحدي، الخميس المقبل، الموعد حدده الرئيس تمام سلام على حين غرة، وخارج المعتاد الزمني، حيث القاعدة ان توجه الدعوات الى مجلس الوزراء، صباح السبت وليس نهار الجمعة، وقد بررت اوساطه هذا الاستعجال برغبته في ضرب الحديد وهو حام، والمقصود استكمال البحث في بنود جدول الأعمال، المتضمنة شؤونا مالية وإدارية عالقة. بصرف النظر عمن يعترض او يغيب.
هذه الخطوة الاستباقية استغرب العماد ميشال عون، كونها تجاوزت اعتراضه على إقرار الدعم للصادرات الزراعية والصناعية بحريا، وتجاهلت بند التعيينات العسكرية، التي هي بيت القصيد» في الحملة العونية على الحكومة، خصوصا ان مرشحة لقيادة الجيش الذي هو صهره العميد شامل روكز، قارب نهاية خدمته العسكرية، وهي في النهاية أتت ردا على التصعيد السياسي الشعبوي من جانب عون.
بيد ان مصادر وزارية ردت هذه الخطوة من جانب رئيس الحكومة، الى ضرورة إطلاق العجلة الحكومية، مهما كانت العقبات، استنادا الى معطيات داخلية وخارجية ترى ان انتخاب رئيس للجمهورية مازال غامض المدى والوقت، وبالتالي يتعين تثبيت وضعية الحكومة بما يمكنها من فراغ الرئاسة الى فترة غير محددة.
وأكدت المصادر لـ «الأنباء» ان حكومة سلام لن تسقط لا في السياسة ولا في الشارع، وانها تصبح «ساقطة» حكما مع انتخاب رئيس الجمهورية، والدليل وقوف رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوة، الى جانبها، وانضمام حزب الله عبر نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد امس حرصه على استمرار الحكومة.
وربما بسبب هذا التوجه للحزب، ترك العماد ميشال عون موعد تحركه في الشارع غير محدد، مفسحا بذلك المجال امام المزيد من الاتصالات، لقناعة المصادر الوزارية بأن عون يريد الاطمئنان الى موقف الحزب، معه، او مع الحكومة، قبل ان تخبط اقدام جمهوريه في شوارع بيروت.
المصادر استبعدت ان يسحب عون دعوة جمهوره للنزول الى الشوارع، حتى لو أيقن ان الحزب في واد آخر، حفاظا على ماء الوجه، ويكون المخرج بتحريك تظاهرة او تظاهرات أفرادية من قبل تسجيل الموقف.
لكن هذه المصادر توقعت ان يصرف العماد ميشال عون النظر عن استطلاع الرأي الذي اقنع به د.سمير جعجع لإظهار الشخصية المسيحية الأقوى لتبوؤ رئاسة الجمهورية، وترد ذلك الى استطلاع ضمني أجرته احدى الشركات، فتبين لها ان جعجع متقدم على عون بنسبة 7%. وقال عون، نحن المسيحيين معرضون الآن لخطر وجودي، لأن «تعالب السياسة اللبنانية» يضعون أيديهم على حقوق المسيحيين وعلى مواقعهم في السلطة ويريدون ان يأتوكم برئيس جمهورية لا يمثلكم، كالعادة، يريدون رئيسا لا يمثل احدا حتى يكون محجوز الحرية، مرهونا للخارج ومرهونا لمصالحه الشخصية.
وأضاف في عشاء هيئة المتن في التيار الوطني الحر، لن نكتفي بالكلام، ما حدث في جلسة مجلس الوزراء السابقة وما سيجري في جلسة الخميس المقبل يستوجب منا فعل قوة، بالنزول الى الشارع وكل اللبنانيين مدعوون وخاصة المسيحيين.
وتابع يقول: في الاسبوع المقبل تعرفون ما علينا فعله، وإن شاء الله يحصل التحول الكبير في السياسة اللبنانية، من لا يريد العيش معنا لا نعيش معه، ومن يمد يده علينا نمد يدنا عليه، استعدوا نفسيا، ليس المطلوب منكم لا ليرة ولا نقطة دم، مطلوب منكم ارادة شعب، نحن اليوم لسنا اضعف من 13 أكتوبر (يوم اخراجه من القصر الجمهوري بالقوة).
وكرر عون دعوته للتحرك الشعبي امام جمهور جنوبي من انصاره زاره في الرابية بعد ظهر امس السبت.
وتقول مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان اتساع دائرة التباين بين العماد عون والرئيس نبيه بري بدأت ترهق حليف الحليف حزب الله، الذي يكتفي من الدعم الفعلي لعون، بمواصلة ترشيحه لرئاسة الجمهورية المعرقلة الانتخاب.