- مصادر 14 آذار لـ «الأنباء» تتوقع من حزب الله لجم عون
بيروت ـ عمر حبنجر
لبنان اليوم أمام اسبوع الملفات الساخنة التي تحاكي بحرارتها طقس اغسطس، اللهاب الذي اطل على لبنان بحرارة وصلت الى 40 درجة من ملف تعيين القيادات العليا في الجيش وما يحيط بها من عناد سياسي مجبول بالانانيات الشخصية، الى ملف النفايات العابق بروائح المصالح والصفقات، الى ملف الملفات ومحور الخلافات المتصل بآلية عمل الحكومة في الجانب المتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية وبالوكالة عنه.
هذه الملفات قد لا تجد الحل على البارد في ضوء استعدادات التيار الوطني الحر الى تحشيد انصاره في الشوارع يوم جلسة مجلس الوزراء غدا تحت راية الدفاع عن حقوق المسيحيين.
وتقول اذاعة «صوت المدى» الناطقة بلسان التيار الوطني الحر ان نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل يتجه الى تصعيد المشكلة المطروحة باستمراره في اتباع السياسة الكيدية عبر التمديد لرئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء وليد سلمان الخميس المقبل، ووصفت الجولة التي قام بها مقبل على القيادات السياسية وبينها العماد ميشال عون بالصورية.
الواقع ان مسألة التعيينات العسكرية تتجه الى منازلة حاسمة في مجلس الوزراء بين وزراء العماد ميشال عون ومعارضيه.
وهنا يقول وزير العدل اشرف ريفي لـ «الأنباء»: سنتصدى لكل محاولة حرق الاستقرار السياسي والحكومي، ولن نسمح لاحد بأن يفسر مرونتنا ضعفا، ولا للفاجر ان يأكل مال التاجر، كما تقول الامثال.
لكن اوساط قريبة من 14 آذار توقعت لـ «الأنباء» بأن يلجم حزب الله أي تدهور عوني في الشارع، مع السماح له بتسجيل موقف لا اكثر، التزاما منه بالتفاهمات المعقودة بين الحزب وتيار المستقبل برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وفي اولوية هذه التفاهمات عدم اسقاط الحكومة طالما ليس هناك رئيس للجمهورية وضبط الشارع مهما كانت الظروف.
في هذا السياق، تقول صحيفة «الجمهورية» القريبة من 14 آذار ان لبنان تلقى نصيحة اميركية بعدم الاقتراب من ثلاثة خطوط حمر دولية، يجب عدم تجاوزها في هذه المرحلة اللبنانية وإبان المرحلة الانتقالية الاقليمية وهي:
٭ الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار، ما يوجب عدم السماح بالفراغ داخل المؤسسات الامنية.
٭ عدم المس بالليرة اللبنانية لضمان عدم المس بالامن الاجتماعي والاقتصادي، مع الاشارة الى بلوغ احتياطي الليرة اللبنانية 160 مليار دولار عدا احتياطي الذهب في المصرف المركزي.
٭ عدم المس بالحكومة السلامية مادام ان مقام الرئاسة الاولى مازال شاغرا.
الى ذلك، برز موقف للرئيس نبيه بري العائد من اجازة خاصة في نابولي الايطالية يوحي بانقطاع شعرة معاوية بينه وبين العماد ميشال عون حليف حليفه حزب الله.
فقد اعلن بري في حديث لـ «السفير» رفضه التصويت في انتخابات رئاسة الجمهورية لمن يقول عن مجلس النواب الممدد له انه غير شرعي، اشارة منه الى العماد ميشال عون.
ويستغرب بري كيف ان العماد ميشال عون لايزال يصر على اعتبار مجلس النواب الحالي غير شرعي بسبب التمديد، وفي الوقت ذاته لا يجد حرجا في ان يطلب من هذا المجلس انتخابه رئيسا للجمهورية، واضاف: انا شخصيا لا اقبل هذا المنطق وأرفض التصويت لمن يقول عني انني غير شرعي، واذا كان الجنرال يريد ان يتمسك بهذا الطرح فأنا من جهتي اتمسك باحترام كرامتي وكرامة المجلس.
وما يزعج بري ان «اللبننة» انتهت كليا والحل في لبنان اصبح خارجيا، وقد لفت الى نضوج هذا الحل خلال بضعة اشهر بانتظار ان يكون الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى قد اخذ مداه، معربا عن اعتقاده انه عندما يقر الاتفاق في الكونغرس الاميركي يصبح نافذا.
في المقابل، يبدو ان انصار التيار الوطني الحر يتحضرون لتحركات في الشوارع بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء غدا وستكون هناك جاهزية امنية للحفاظ على النظام.
وكان العماد عون حمل وزير الدفاع سمير مقبل عندما التقاه الاسبوع لاماضي اقتراحا مكتوبا بتوفير حل للتعيينات يحفظ كرامة الجميع وتتوافق مع القوانين المعمول بها، وابلغه بأن هذه الورقة التي سماها مسودة مرسوم مبرمج للتعيينات في كل المواقع العسكرية الشاغرة قد تكون الفرصة الاخيرة، وعليه ان يعرضها على كل القيادات التي يلتقيها املا في التوصل الى تفاهم، والا فإنه ـ اي عون ـ سيغل يده من كل التفاهمات داخل الحكومة، لأن الفريق الآخر وتحديدا تيار المستقبل لا يلتزم كلمته!
ورفض عون اقتراحا لمقبل بترقية صهره الى رتبة لواء كي يحصل على سنة خدمة اضافية، لكنه عاد وطلب اليه مراجعة صاحب العلاقة.