- عون غاب عن جلسة الحوار وفرنجية بكّر بالحضور
- رئيس تيار المردة: ننتظر الطرح الرسمي للرئاسة
بيروت ـ عمر حبنجر
المعطيات المتكشفة بتسارع للقاءات باريس الحريرية توحي بأن محاولات ابعاد الهدف الرئاسي عن جوهر هذه الاتصالات لن يكتب لها النجاح، وقد جاءت برقية الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الرئيس تمام سلام بمناسبة عيد الاستقلال لتؤكد على ان الوقت الآن مناسب لانتخاب رئيس للجمهورية، لتضع النقاط على الكثير من حروف الاتصالات الجارية على المستوى اللبناني منذ توقيع الاتفاق النووي الايراني، وتحول خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن الدعوة للتصارع على ارض سورية الى التسوية الشاملة في لبنان. ويبدو بين يوم وآخر ان القرعة الرئاسية استقرت على رئيس تيار المردة عضو تكتل التغيير والاصلاح سليمان فرنجية، الذي مازال يقول بالعماد ميشال عون اولا للرئاسة، لكن العماد عون واركان تياره لا يرون رياح سليمان تجري في هذا الاتجاه، وبرأي المتابعين فان التسوية قد توصل فرنجية الى بعبدا او تتعطل في منتصف الطريق، لكنها بالتأكيد رفعت العوائق عالية بين الرجلين وزرعت ألغام الشك بين عون وحزب الله، وما عادت القوات اللبنانية ترفد الى «بيت الوسط» بحنان.
وكشفت مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان الدول العربية والاقليمية ترى في التسوية الرئاسة المطروحة فصلا للملف اللبناني عن الملف السوري الذي اصبح اكثر تعقيدا بعد التدخل الروسي في الحرب السورية والتي تبدو طويلة، بحسب مختلف المعايير والشواهد.
اما على الصعيد المحلي فتقول المصادر لـ «الأنباء» ان تيار المستقبل قرر دعم ترشيح فرنجية بمعزل عن صداقة الاخير المعلنة مع بشار الاسد، يقينا بأن الاسد بدأ يخرج من الصورة السورية. واللافت ان هذه المصادر بدت امس متفائلة الى حد توقع انجاز هذا الملف قبل نهاية هذه السنة، اي خلال شهر من اليوم.
وفي جلسة الحوار التي انعقدت في عين التينة امس، غيبت لقاءات باريس بين الحريري وفرنجية ثم بين الحريري وجنبلاط واخيرا سامي الجميل عن الطاولة، الا لماما، وفي الكواليس حيث جرى التداول في آفاق التسوية المحكى عنها، ومدى احتمال بلوغها الهدف المنشود، وتركز البحث رسميا على كيفية تفعيل عمل الحكومة الممتنعة عن الاجتماع، وقد حسم الرئيس سلام الامر مرة اخرى عندما اكد انه لا مجلس وزراء قبل حل ازمة النفايات.
رئيس مجلس النواب نبيه بري نفى علمه، او اي دور له، في اللقاء الذي جمع الحريري ـ فرنجية وردد امام زواره انه لم يكن على علم مسبق بلقاء الرجلين، وانه علم به في الاعلام، وقال: لم ارتب اللقاء الذي حصل في منزل جيلبير شاغوري، علما ان الاخير صديقي منذ اعوام وهو كذلك صديق فرنجية والعماد ميشال عون ويهتم بإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
واللافت كان غياب العماد ميشال عون عن الجلسة وتكليفه النائب ابراهيم كنعان بتمثيله، في حين غاب حزب الكتائب بفعل قرار المقاطعة، وكان النائب سليمان فرنجية اول الواصلين، حيث التقى الرئيس نبيه بري بعيدا عن الاعلام، مؤكدا ان الاستحقاق الرئاسي كان محور البحث، كما لوحظ امتناع نواب الكتلة العونية عن التعليق على تقدم اسهم فرنجية الرئاسية، بناء لتعليمات الجنرال. وتترقب الاوساط السياسية موقفا علنيا من الرئيس سعد الحريري بشأن لقاءاته الباريسية.
من جانبه، اعلن النائب سليمان فرنجية بعد انفضاض جلسة الحوار في مقر رئاسة مجلس النواب ظهر امس ان هناك طرحا جديا عليه في موضوع رئاسة الجمهورية، لكنه ليس طرحا رسميا.
واضاف: عندما يصبح الطرح رسميا نبني على الامر مقتضاه، وقد اعتبر كلامه هذا بمنزلة تأكيد. وقال فرنجية: نحن في 8 آذار مرشحنا العماد ميشال عون، اما اذا طرح الفريق الآخر جديدا فسنبحث به. وقد ارجأ الرئيس نبيه بري الجلسة الى 14 ديسمبر المقبل.