- نديم الجميل: انتخاب عون للرئاسة «أكبر غلطة»
- تأجيل تسريح قهوجي سيصدر قبيل سفر سلام إلى نيويورك
بيروت ـ عمر حبنجر
بدأ هذا الأسبوع في لبنان بمثل ما انتهى إليه الأسبوع الماضي، «هوبرة» حول مصير الحكومة واستياء البعض منها، لكن الحكومة صامدة وراسخة ولا أحد يستطيع إسقاطها كما يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري.
بيد أن التيار الوطني الحر، الذي يرصد مسار حركة الرئاسة اللبنانية، في عكس اتجاهه، لذلك قرر ألا يدع تأجيل تسريح كبار قادة الجيش يمر مرورا طبيعيا، كما حصل في إجراءات سابقة مماثلة.
وقد أعلن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مقاطعة وزيري التيار لمجلسة مجلس الوزراء غدا الخميس، في رسالة اعتراضية للحكومة بعد تأجيل تسيير اللواء محمد خير، مؤكدا أن بعد جلسة الخميس سنكون أمام أزمة نظام.
وقال إن القضية أبعد من الحكومة، القضية بميثاقية الحكومة، فهل تستطيع الحكومة أن تجتمع بغياب وزراء التيار الحر وسط استقالة الكتائب وغياب القوات اللبنانية؟ معتبرا ذلك غيابا للتمثيل الماروني الأساسي.
وأضاف باسيل إنه إنذار لكل الشركاء فهل سنغيب ونحن أحياء؟
وفي معلومات المصادر المتابعة لـ «الأنباء» أن خط الاعتراض العوني على قرارات وزير الدفاع سيبقى دون الاستقالة، لأن من لم يستقل من مجلس النواب بعد التمديد له أولا وثانيا لن يجد ما يبرر به استقالته من الحكومة للناس، اعتراضا على «التمديد» للضباط.
وواضح أن التمديد سنة ثالثة وأخيرة للعماد جان قهوجي هو ما يقلق العماد ميشال عون، وثمة من يتحدث عن تنظيم التيار تظاهرة احتجاجية دون مقاربة الاستقالة الممنوعة، خصوصا أن حلفاء التيار، وبينهم حزب الطاشناق، رفضوا ضمنا استقالة وزرائهم من الحكومة حفاظا على الاستقرار.
ويقول الأمين العام لحزب الطاشناق لصحيفة «الجمهورية» إن الكلام عن مقاطعة وزير الحزب لاجتماع مجلس الوزراء غدا (الخميس) غير دقيق.
وتقول صحيفة «المستقبل» إن دوائر السراي سرّبت معلومات عن تبلغها قرار وزيري التيار جبران باسيل وإلياس بوصعب مقاطعة جلسة الحكومة غدا.
وأكد أمين سر التكتل إبراهيم كنعان الاتجاه التصعيدي لدى التيار، حتى ان مصادر التيار ذهبت الى حد التلويح بمقاطعة الحوار الذي تنعقد جلسته التالية في 5 سبتمبر المقبل.
الرئيس نبيه بري الذي يدعم التمديد للعسكريين قال أمام زواره امس إن الوضع لم يعد يحتمل أن نبقى مكتوفي الأيدي وأن ننتظر الحلول السحرية من الخارج.
أما «حزب الله»، فقد اعتبر أحد نوابه، نواف الموسوي، أن الشراكة الفعلية في القرار تبدأ بانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، وفي رأيه أن نواب المستقبل مقتنعون بانتخاب عون، لكن لا يستطيعون مخالفة إرادة قيادتهم، غير أن هذا الماء لا يروي ظمأ عون، الذي تقول مصادره إنه مستاء بصمت من موقف حزب الله حيال التمديد لقادة الجيش.
النائب نديم الجميل، وبمناسبة الذكرى الـ 34 لانتخاب والده بشير الجميل رئيسا للجمهورية في 22 أغسطس 1982، أسف لأن من نبحث عنه الآن ليس الرئيس القوي، بل الرئيس الأناني الذي مصلحته الشخصية قبل مصلحة الوطن، الرئيس الذي نبحث عنه الآن هو الذي يدمر الرئاسة ويحط من قيمه الرئاسية.
وأضاف لإذاعة «صوت لبنان» أن المرشح الرئيسي الآن هو العماد ميشال عون المستعد لتدمير وإلغاء البلد، كي يعمل رئيس جمهورية، وأمضينا 6 أشهر ونحن نحاول إقناع د.سمير جعجع بالعودة عن دعم عون، معتبرا في انتخابه «أكبر غلطة».
والراهن أن تأجيل تسريح العماد جان قهوجي متروك الى منتصف شهر سبتمبر المقبل قبيل مغادرة الرئيس تمام سلام الى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيحاول ربط النزاع دوليا، كما فعل في نواكشوط، عبر إقرار خطة دولية لإقامة مخيمات آمنة للنازحين داخل الأراضي السورية.
وطبقا لما حصل في إصدار قرار تأجيل تسريح اللواء محمد خير الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، سيقترح وزير الدفاع على مجلس الوزراء ثلاثة أسماء من كبار الضباط الموارنة لاختيار أحدهم قائدا، وفي حال عدم الاتفاق على أحدهم ـ وهذا هو غالب الظن ـ يناط بالوزير إصدار قرار تأجيل التسريح سنة أخيرة.
والأسماء التي ستطرح على مجلس الوزراء هي العمداء: غابي معراوي، جورج شديد، شربل أبوخليل وكلود الحايك، مع استبعاد طرح اسم العميد مارون حتي لبلوغه السن أواخر الشهر الجاري.
وإذا لم يصدر مقبل القرار، تؤول قيادة الجيش الى الضباط الأعلى رتبة، وهو في الحالة الحاضرة العميد الركن السني صادق طليس.
ويبدو أن البحث جار عن مخرج قانوني يسمح بإبقاء اللواء الركن وليد سلمان رئيس الأركان سنة إضافية، حتى لو أمكنت إحالته إلى التقاعد ثم يتم استدعاؤه من الاحتياط تجنبا لتعيين سواه، ما يطرح السؤال حينها: كيف تعينون رئيسا للأركان ولا تستطيعون تعيين قائد للجيش؟