- جنبلاط: وصلت كلمة السر والله يستر!
- مصادر لـ «الأنباء»: تغريدة جنبلاط تعني لا عون ولا الحريري!
بيروت ـ عمر حبنجر
التظاهرة العونية على طريق القصر الجمهوري لم تُسرّع عملية الوصول اليه، حيث مازال الافق الرئاسي مقفلا، في ظل الانشغال الدولي بمعركة تحرير الموصل من داعش العراق واستمرار المساومات حول حلب العاصمة الثانية لسورية.
لبنانيا، تغريدات تويترية وتصريحات همايونية يغلفها الغموض وتعوزها الصراحة، كل ذلك بانتظار اعلان الرئيس سعد الحريري موقفه من دعم ترشيح العماد ميشال عون للرئاسة.
ونقل عن مقربين من التيار الحر ان العماد عون سبق له ان تبلغ دعم الحريري لترشيحه، وان ما ينتظره العماد هو الاعلان الرسمي عن هذا القرار خلال الاسبوع الجاري وتحديدا بين 15 و20 الجاري.
لكن تغريدة قصيرة لرئيس كتلة نواب المستقبل الرئيس فواد السنيورة خيبت امل الموعودين عندما قال: «ان سنونوة واحدة لا تصنع الربيع».
وواضح من هذا القول ان العقبات بوجه ترشيح الحريري لعون مازالت قائمة داخل تيار المستقبل.
«الفيتو» الآخر على عون مصدره رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يتحصن خلف سلة التفاهمات تجنبا للمواجهة المباشرة مع العماد عون، حليف حليفه، وهو اعلن صراحة امام زواره يوم الاحد الماضي رفضه السير بانتخاب عون، وقال: لقد جربت الموالاة طويلا واريد تجربة المعارضة.
وافضل تصوير للمشهد الرئاسي اللبناني اليوم حملته تغريدة جديدة للنائب وليد جنبلاط امس قال فيها: اتت كلمة السر كما يبدو.. الله يستر.
واطلقت هذه التغريدة سيلا من الاستنتاجات تمحورت حول تفسير واحد، وهي الا دعم لترشيح عون من قبل سعد الحريري يقابله رفضه من جانب النظام السوري وحزب الله لترؤس الحريري الحكومة العتيدة، لكن جنبلاط عاد وغرد امس قائلا: العين ساحرة وكلمة السر مشفرة، وحلوها يا شباب.
ويذكر ان الرئيس سعد الحريري موجود الآن في الرياض، واوحى ارجاؤه الاطلالة التلفزيونية المرتقبة باستمرار تحفظ الرياض على كل ما يتعلق برئاسة الجمهورية اللبنانية.
في هذا السياق، نقلت صحيفة «الاخبار» القريبة من حزب الله قول الرئيس بري لقيادة حزب الله ان الرياض لن تقبل بعون حتى لو اعلن الحريري دعمه له.
وتحدثت اوساط 8 آذار عن استياء بري الشديد من الحديث عن ثنائية عون ـ الحريري وتشبيهها بتحالف بشارة الخوري ـ رياض الصلح (مؤسسي دولة الاستقلال)، وقد علق على هذا بعبارات قاسية مثل قوله: صار جبران باسيل ونادر الحريري يقرران من هو رئيس الجمهورية ومن هو رئيس الحكومة او رئيس مجلس النواب، وهما من يوزعان الحقائب والحصص وعليّ انا نبيه بري ان اوقع لهما على بياض. وتحدثت اوساط سياسية عن تطور في الموقف الرئاسي لدى كل من نبيه بري وسليمان فرنجية، وسيظهر خلال الايام المقبلة، وقد استقبل بري امس رئيس الحكومة تمام سلام.
في سياق آخر، لفت عرض لعناصر باللباس العسكري تابعين لحركة امل في احتفال عاشوراء الاخير تحت مسمى «فوج الهندسة والتفتيش في امل» بمواكبة عناصر ملثمة وتحمل دروعا بلاستيكية شفافة باسم قوة مكافحة الشغب، وقد جابت هذه المجموعة شوارع النبطية يتقدمها نواب امل واعضاء قيادتها ومحافظ النبطية.
ويبدو ان التباعد بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون امتد الى قواعد الرجلين، اذ تعرض الفريق الاعلامي التابع لقناة «ان.بي.ان» الناطقة بلسان حركة امل للتعنيف من جانب الجمهور العوني اثناء تغطيته الحشد على طريق القصر الجمهوري، والى حد الاعتداء الجسدي على مندوبة القناة ومطالبتها بمغادرة المكان بعد ان كالوا لها شتى الكلمات النابية لها وللقناة وللعاملين فيها.
وبمعزل عن كل ذلك، باتت اوساط التيار الحر تتساءل متى سيعلن الحريري دعمه ترشيح عون؟ وليس: هل سيعلن الحريري دعمه هذا الترشيح؟
في المقابل، تتحدث اوساط المستقبل لـ «الأنباء» عن تحفظات حول الاجواء التفاؤلية التي تحيط بالتيار الوطني الحر.
النائب احمد فتفت عضو كتلة المستقبل صنف موجة التفاؤل التي تطلقها منابر التيار الحر في خانة الشحن الاعلامي، وعن اللهجة الهادئة للعماد عون والوزير باسيل في احتفال ذكرى 13 اكتوبر قال فتفت لجريدة «الجمهورية»: لقد سبق السيف العزل، مشيرا الى ان الوزير باسيل اعتمد تصفية الحسابات والكيدية في الوزارات التي تسلمها.
في هذه الاثناء، اصبح المسرح الداخلي نهبا للتغريدات التويترية التي باتت الممر الاوسع للتعبير عن الآراء والمواقف الافتراضية، في حين يبقى لبنان امام اسبوع اختبار حاسم، فإما ان يخرج الرئيس من الجلسة السادسة والاربعين لمجلس النواب منتخبا او تنتهي الجلسة برقم تسلسلي جديد.
انه الاسبوع التحضيري الاخير لجلسة 31 الجاري الانتخابية، فقد يصبح القصة كلها اذا ما تكللت مساعي رئيس مجلس النواب بعقد جلسة تشريعية لمجلس النواب، قبل جلسة الانتخاب المقررة، لكن هذه المساعي مازالت تصطدم برفض الكتل النيابية المسيحية وفي طليعتها كتلة التغيير والاصلاح اي جلسة تشريعية لا يكون مشروع قانون جديد للانتخابات النيابية على رأس جدول الاعمال.
بدوره، منسق 14 آذار د.فارس سعيد جزم في تغريدة له امس بالقول: عون لن يكون رئيسا، وسأل: كيف لمن ادعى مواجهة الوصاية السورية ان يقبل الوصاية الايرانية مكانها؟
المحصلة ان الوصاية السورية اتت بغيره فيما الايرانية قد تأتي به.