- القاهرة استوضحت دمشق مآل الرئاسة اللبنانية والمملوك ربطها بحزب الله
بيروت ـ عمر حبنجر
يواجه الرئيس سعد الحريري ضغطا مزدوجا لحسم موقفه من ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، العماد عون يريده ان يعلن موقفه الداعم له اليوم الاربعاء قبل غد الخميس، بينما يُصر اعضاء في كتلة المستقبل على التريث تجنبا للدعسات الناقصة.
ويبدو الحريري الذي عاد الى بيروت امس آتيا من الرياض عبر باريس اكثر ميلا لإعلان دعمه ترشيح عون اليوم، بعدما وضع نواب كتلته في اجواء ما هو عازم عليه خلال اجتماعها الاسبوعي عصر امس، اقتناعا بأن طريق عون هي الاقصر الى رئاسة الحكومة التي يتطلع اليها الآن بشغف.
في المقابل، يحاول معارضو الخيار العوني في تيار المستقبل اقناع زعيم تيارهم بأنه لا الرياح المحلية تخدم اشرعة الرئاسة العونية ولا الاقليمية في ضوء معلومات موثوقة تفيد بأن ما من احد في الرياض يسمي زعيم التيار البرتقالي، وفي دمشق يفضلون سليمان فرنجية، لكنهم وكما نقل رئيس المخابرات السورية اللواء علي المملوك الى القاهرة منذ يومين قرروا ترك معالجة الرئاسة اللبنانية الى حليفهم في لبنان حزب الله.
وينقل زوار القاهرة
لـ «الأنباء» ان القيادة المصرية رغبت من السوريين وضعها في اجواء الحالة السياسية في لبنان استكمالا لجولة وزير الخارجية المصري سامح شكري الاخيرة الى بيروت وذلك من قبيل الاستئناس.
وتقول المصادر المتابعة لـ «الأنباء» ان معلومات زوار دمشق ان نظام الاسد لا يثق بالعماد عون، انما ربما قرروا ترك ورقة الرئاسة اللبنانية للحليف الايراني عبر حزب الله الذي يشعر بحرج واضح حيال حليفيه ميشال عون وسليمان فرنجية.
وفي معلومات «الأنباء» ان المتخوفين من اعتماد الحريري الخيار العوني اطلعوه على نتائج «بوانتاج» (استطلاع) اجري لمواقف النواب اظهر تقدم فرنجية على عون بأربعة اصوات.
وقد نصحه هؤلاء بعدم المراهنة على اقناع حزب الله لفرنجية بالانسحاب بعدما حسم فرنجية قراره بعد زيارته الاخيرة للرئيس نبيه بري في عين التينة، حيث اكد انه مستمر في ترشيحه حتى ولو كان صوته الوحيد لصالحه، مغالطا كل من يعتقد بإمكانية ان يلزمه الاسد او نصرالله بالانسحاب.
ويشدد الفريق المعارض لعون داخل المستقبل على التريث في مبايعة عون حتى عودة الرئيس نبيه بري من سويسرا في 28 الجاري، مؤكدين على ان بري الذي يملك كتلة نيابية وازنة حسم خياره الى جانب فرنجية، ومثله النائب وليد جنبلاط وكتلة اللقاء النيابي الديموقراطي، وكذلك اللقاء التشاوري الذي يجمع كتلة الكتائب والمسيحيين المستقلين والرئيس السابق ميشال سليمان، فضلا عن البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي وضع كرامة الرئاسة في الميزان، ما يعني انه لم يكون مع عون الا كتلته وكتلة القوات النيابية وكتلة المستقبل التي ستواجه حالة عدم انضباط بالتأكيد.
ويحاول المستقبليون المعترضون اقناع رئيس كتلتهم بأنه لن يحصل في الاستشارات النيابية لاختيار رئيس الحكومة على اكثر من عدد الاصوات التي ستقترع لعون، في حال خوضه المنافسة مع فرنجية.
وبحسب «البوانتاج» (الاستطلاع ) المجري من قبل فريق المستقبل، فإن اصوات العونيين لن توصله الى رئاسة الحكومة لأن الفريق الآخر لن يعطيه اصواته، وحتى لو فاز عون «على المنخار» كما يأمل فريقه، فإن ثمة صعوبة واضحة في حصول الحريري على التكليف بتشكيل الحكومة بغياب كتلة بري وحزب الله ونواب 8 آذار المتأثرين بالرأي السوري، حتى ولو كان بينهم من اقترع لصالح عون، فالحزب قد يقترع لعون، لكنه لن يتجاوب مع عون اذا ما حاول تجيير اصواته لصالح تسمية الحريري لرئاسة الحكومة.
ولاحظت الاوساط المتابعة لـ «الأنباء» ارتفاع نبرة الرئيس نبيه بري في الايام القليلة الماضية بشكل لافت بالكلام وعلى الارض، وقد قرأت المصادر في تسيير «قوى مكافحة الشغب» التابعة لحركة امل في ذكرى عاشوراء بمدينة النبطية ومن ثم اقفال طريق العاصمة والمحافظات بشاحنات السائقين العموميين بذريعة الاحتجاج على تلزيم دوائر معاينة السيارات لشركة خاصة، رسالة الى من يعنيهم الامر مفادها ان تحدي رئيس مجلس النواب في موضوع الرئاسة عواقبه لن تكون سليمة.
وفي اطار هذا التصعيد، رفض بري استقبال الحريري امس، حيث كان ينوي اطلاعه على موقفه الجديد الداعم لترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية.
وذكرت مصادر لـ «الأنباء» ان بري ارسل الى الحريري يقول: لا داعي لتبلغني ما اعرفه.
وقال المعاون السياسي للرئيس بري وزير المال علي حسن خليل: اذا اكتمل نصاب جلسة الانتخاب الرئاسية فلن نصوت ككتلة تنمية وتحرير للعماد ميشال عون، وسنتجه للمعارضة.
واضاف: المشكلة مع عون لا تحل بمجرد زيارة، ونحن لا نبلغ بنتائج بل نكون جزءا منها.
من جهته، قال النائب وليد جنبلاط امس ان كتلة اللقاء الديموقراطي الذي يرأسها ليست قطيعا من الغنم، و«اللقاء» اول من تقدم بترشيح هنري حلو للرئاسة.
واوفد جنبلاط الوزير وائل ابوفاعور للقاء سعد الحريري.
وكان مجلس النواب عقد اولى جلساته في الدورة الجديدة، حيث اعاد تشكيل هيئة المكتب وجدد لرؤساء ومقرري اللجان النيابية، ولاحقا اجتمعت هيئة مكتب المجلس برئاسة بري وقررت جدول اعمال الجلسة التشريعية المخصصة لإقرار مشاريع قوانين واتفاقات مالية ملحة، وقبلت استقالة النائب روبير فاضل بناء على اصراره.
وخلال انعقاد الهيئة العامة من اجل هيئة المكتب واللجان، لاحظ عضو كتلة القوات اللبنانية انطوان زهرة ان نصاب الجلسة مكتمل، فدعا رئيس المجلس الى تحويلها لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لكن احدا لم يستجب له، نظرا لغياب المرشحين وبعض رؤساء الكتل، كالعماد عون ووليد جنبلاط.
واثناء مغادرة السنيورة المجلس، سأله الصحافيون عن جديد تيار المستقبل والرئاسة وعن «السنونوة الوحيدة»، التي قال انها لا تصنع الربيع، فاكتفى بالقول: بعدها السنونوة وحيدة.