- الحريري: اتفقت مع عون على أن يكون رئيساً لكل اللبنانيين وتحييد البلد عن الأزمة السورية
- عون: لا اتفاقات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية بل هناك اتفاق واحد على إدارة شؤون البلاد
بيروت ـ عمر حبنجر
حسم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري خياره الرئاسي اخيرا بتبنيه ترشيح العماد ميشال عون في مؤتمر صحافي حاشد عقده في بيت الوسط الساعة 5 عصر امس، وسط حضور نيابي وسياسي غاب عنه بعض نواب كتلة المستقبل.
وجلس رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة المعارض المعروف لترئيس عون الى جانب الحريري بوصفه رئيس كتلة المستقبل النيابي، وعلمت «الأنباء» ان السنيورة ابلغ الحريري عزمه اصدار بيان يعلن فيه امتناعه كنائب عن التصويت لصالح عون.
وشرح الحريري في بيانه خلاصة ما توصل اليه من قرار بعد اكتمال دورة مبادرته الرئاسية المرتكزة بشكل اساسي على واجب انهاء الفراغ الرئاسي، وهو كان وضع زواره يوم الاربعاء الماضي في أجواء قراره وبينهم رئيس حزب الكتائب سامي الجميل وسفراء اميركا وروسيا ومصر ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي تواصل معه ليلا.
وقال الحريري في مؤتمر صحافي حاشد في بيت الوسط، كل شخص يقول لبنان أولا، ولبنان أولا يعني لبنان أولا ليس يعد الحريري أولا يعني كرامة اللبنانيين أولا وأمنهم واستقرارهم أولا وحماية الدولة والنظام أولا وحماية لبنان أولا وثانيا وأخيرا. نعم أخاطر من دون أي خوف لأن خوفي الأخير هو على لبنان وعلى مستقبل أولادنا ولو كان هدفي الشعبية لرفعت صوتي وحقنت الشارع بالطافية.
وأكد انه اتفق مع العماد عون وفق القواعد التي التقينا عليها، كي يكون رئيسا لكل اللبنانيين، وأن يحرص على الانفتاح على كل القوى السياسية القادرة على دعم مسيرة بناء الدولة.
ووصف خطوته بـ «تسوية سياسية بكل ما للكلمة من معنى، الكثير غير مقتنع بما أقوم به ويقول لي هذه ليست تسوية هذه تضحية بشخصك وبشعبيتك، لهم أقول نعم مخاطرة سياسية كبيرة لكن مستعد أن أخاطر بشعبيتي ألف مرة لأحميكم جميعا لا أن أحمي نفسي وشعبيتي».
وكشف انه جرى الاتفاق ايضا على «تحييد دولتنا بالكامل عن الأزمة في سورية، هذه أزمة نريد حماية بلدنا منها وعزل دولتنا عنها، أيها اللبنانيون بناء على نقاط الاتفاق التي وصلنا إليها أعلن عن تأييد ترشيح عون لرئاسة الجمهورية.
هذا قرار نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام والدولة والناس لكنه مرة جديدة قرار يستند إلى اتفاق بأن نحافظ معا على النظام وأن نحيد أنفسنا عن الأزمة السورية».
من جانبه، شكر المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية رئيــس تكـتــل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون، سعد الحريري رئيس «تيار المستقبل» على دعمه ترشيحه للرئاسة، وقال إن هناك اتفاقا على إدارة شؤون البلاد، وبالحوار يربح لبنان.
وقال عون، مساء امس بعد وصوله إلى مقر الحريري في «بيت الوسط» في بيروت:«أتينا عند الرئيس سعد الحريري لشكره على دعم ترشيحنا لسدة الرئاسة، ونحن تعاهدنا معا من أجل إنجاز المهمة وإخراج لبنان من أزمته.
لقد توصلنا إلى الحل لأننا كنا نلتقي على مبدأ أن هناك مشكلة في لبنان، وبدأنا بالتحاور، فعبر الحوار لا أحد يخسر، ولبنان يربح لأن النتيجة للجميع».
وأضاف أنه «لا اتفاقات ثنائية أو ثلاثية أو رباعية، بل هناك اتفاق واحد على إدارة شؤون البلاد».وأوضح عون أن «الميثاقية هي ليست للمسيحيين فقط، وإنما هي عهد بين جميع المسلمين والمسيحيين بالعيش المشترك على قاعدة المساواة.
ولذا، لا ثنائية في الميثاقية».
وتابع عون: «من يحاول إلغاء طائفة والسيطرة عليها يلغي لبنان الرسالة الذي يجب أن نحافظ عليه، وهذا ما تفاهمنا عليه».
مضيفا: «نؤكد أن من يعارضون اليوم ينطلقون في موقفهم من معتقدات مسبقة، وغدا سيعودون فنحن لسنا هنا من أجل الكيدية».
وقال عون: «أنا مشرقي، والمشرقية تراكم للحضارة المسيحية والإسلامية، ولبنان هو جوهرة العالم.
هل يمكنكم أن تتصوروا ما يجري في العالم ونحن لا نزال نحافظ على استقلالنا».
وأضاف: «نحن لم نأت كي نكون ضحايا وإنما لنربح معركة لبنان».آملا أن «يكون هذا عهدا جديدا للبنان».
وفي حين رفعت يافطات وصور للحريري في محلة الطريق الجديدة في بيروت، معقل تيار المستقبل، انتشرت صور لقائد الجيش العماد جان قهوجي في بعض المواقع والشوارع معلنة انه الرمز والحل، فسارعت القيادة الى ازالتها بأمر مباشر من القائد، في حين سجلت تحركات شعبية اعتراضية في طرابلس وعبر مواقع التواصل التي تبارت في تذكير الحريري بـ «مآثر» العماد عون وحزب الله تجاهه اولا ثم تجاه والده الشهيد.
رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي نفي ما نشرته احدى الصحف القريبة من 8 آذار عن انه زار الرابية سرا ووضع نفسه تحت تصرف العماد عون، واعتبر مثل هذا القول مجرد فبركات.
وعلمت «الأنباء» ان الحريري سيقوم بجولة على المرجعيات الدينية فور عودة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى بيروت، حيث سيزور مفتي الجمهورية وشيخ عقل الدروز شارحا موقفه الرئاسي في حين يزور العماد عون الرئيس نبيه بري اليوم قبل سفر رئيس المجلس الى جنيڤ وبعده النائب وليد جنبلاط، فالمرشح الرئاسي سليمان فرنجية.
النائب وليد جنبلاط دعا اعضاء كتلته النيابية (11 نائبا) الى الاجتماع في المختارة غدا لاتخاذ موقف، علما انه رأى في تغريدة على تويتر أن «الفرج قريب» وهو يبرر مرونته في هذا الشأن برفضه أي مسعى لكسر إرادة الحريري.
وبعد إعلان الحريري ستطفو على السطح جملة معوقات ابرزها امتناع بعض نواب كتلة المستقبل والمستقلين وصمت حزب الله حيال وعد عون للحريري برئاسة الحكومة وبتوزيع الوزارات ومضمون البيان الوزاري، والاهم غضب الرئيس نبيه بري مما يعتبره محاولة من عون والحريري لاختزال استحقاق رئاسة الجمهورية بهما.
من هنا، طلب الرئيس بري العودة الى طاولة الحوار قبل الاقتراع لاقرار التفاهمات العالقة في السلة المتكاملة، التي اعتبرها البطريرك بشارة الراعي ماسة بكرامة الرئاسة، وقد يطلب من العماد عون المزيد كالحصول على انسحاب فرنجية من الميدان الرئاسي وتاليا تأييده للرئاسة، او فك تحالفه مع القوات اللبنانية، وتاليا الى تأجيل الانتخاب الى ما بعد معركتي حلب والموصل، ناهيكم عن الانتخابات الرئاسية الاميركية.