- «السفير»: منذ وصول عون إلى بعبدا أصبحت الأولوية لتفاهم معراب
- «المستقبل»: يحاولون فرض «الترويكا» من خلال تشكيل الحكومة
بيروت ـ عمر حبنجر
المراوحة الحكومية مستمرة ايضا وايضا، فالتأليف متعذر او على الاقل متعثر، والرهان على تحرر وعي اللبنانيين السياسي من «دبقة» التبعية، او على تخلصهم من ذهنية المحاصصات والانانيات التي نخرت تفكير بعض سياسييهم من زمن الوصايات المدورة من حقبة الى اخرى، مسألة فيها نظر.
الرئيس ميشال عون الذي لا يزال يتعامل مع تأليف الحكومة كمسألة طبيعية، في وقت مقبول، نقل زواره عنه امس انه لن يتدخل مباشرة الا بعد ان يتبين له ان وراء التأخير رغبة في استنزاف العهد، وقد اعطى فترة سماح حتى بداية الاسبوع المقبل، بحسب القناة البرتقالية الناطقة بلسان العهد، والتي اضافت في شبه تحذير قائلة: بعد نهاية الاسبوع تصبح الهوامش ضيقة والخيارات قليلة والبلد لا يمكنه ان ينتظر.
ودافعت «القناة العونية» عن مواقف الرئيس المكلف سعد الحريري واعتبرت كلامه عن الوقوف الى جانب بري «ظالما او مظلوما» بمنزلة «ردة رجل» لرئيس المجلس على ابواب بعبدا.
واضافت: قال انه مع بري ظالما كان او مظلوما، علما ان اي ظلم لم يقع على رئيس المجلس النيابي، لا حكوميا ولا نيابيا ولا اداريا، ولا في اي مجال من مجالات دولة الطائف والوصاية، طيلة ربع قرن ولا فيما سبقها بنحو عقد ولا فيما تلاها بعقد ونصف حتى اللحظة.
وامام زواره، رد الرئيس نبيه بري على كلام الحريري من بعبدا قائلا: ان شاء الله لا نكون ظالمين لاحد، وبالتأكيد لن نقبل بان يظلمنا احد، ولا اقصاء لاحد ولا تحجيم لاحد.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت زيارة الحريري الى بعبدا يوم الاثنين مقدمة لحصول اختراقات ايجابية، اجاب: لست في الجو، لا ايجابيات ولا سلبيات، «واللي في بيت اهله على مهله»، مؤكدا انه في كل يوم تأخير بتشكيل الحكومة يشكل خطرا على قانون الانتخابات الجديد، وامكان اعداده، مكررا التحذير من الابقاء على قانون 1960 باعتباره اصل العِلل التي يعاني منها البلد، واعوذ بالله ان نقبل به.
على ان اعنف رد جاء من صحيفة «السفير» التي تعكس وجهة نظر ثنائية حزب الله وحركة امل، حيث عنونت صفحتها بالقول: فرنجية ممر الزامي للحكومة، أهكذا يكون الوفاء يا جبران؟!
ومرد هذا الانفعال السياسي، بحسب مصادر عليمة لـ «الأنباء» ان الرئيس نبيه بري وحزب الله تلقيا معلومات عن توجه جدي لدى الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري نحو اعلان حكومة امر واقع نهاية الاسبوع المقبل اذا استمرت المماحكات الراهنة حول الحقائب والحصص.
وماذا لو رفض وزراء امل وحزب الله والمردة الحقائب المعطاة لهم واعلنوا الانسحاب من حكومة كهذه؟ اجابت المصادر بالقول: عندها تتحول الحكومة الى حكومة تصريف اعمال كحكومة الرئيس تمام سلام القائمة الآن، والتي ستحل حكومة الحريري محلها، وهذا في الواقع ما يثير مخاوف بري وحلفائه، خصوصا ان هناك تجربتين سابقتين، حكومة العماد ميشال عون العسكرية عام 1988 التي استمرت بثلاثة وزراء من اصل 6 بعد استقالة الوزراء المسلمين الثلاثة، وحكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي استمرت رغم استقالة الوزراء الشيعة.
واضافت: يمكن بالتفاهم مع حزب الله ان يصل العماد عون الى بعبدا، لكن يبدو ان تفاهم معراب تقدم على التفاهم مع الحزب فور وصول عون الى القصر الجمهوري، لأن التحالف مع القوات وحده يكفل لجبران الفوز بمقعد نيابي حتى يضع نفسه على سكة الرئاسة بعد 6 سنوات، فالزم نفسه وتياره والرئاسة وكل الجمهورية بمفاعيل اتفاقه مع د.سمير جعجع، والاصح ان يقول باسيل انه مستعد لاعطاء «القوات» من حصته لا من حصة الآخرين مسيحيا، لقد شطب باسيل كل هؤلاء، وطغى همّ البترون عنده على ما عداه وقرر ان يمشي في مسار مسيحي.
وخلص المقال الى «بيت القصيد» في هذه الحملة الاعلامية على باسيل ومن خلفه العهد الجديد وهو التحذير من مغبة طرح حكومة بمن حضر، واعتبرتها نهاية سياسية للرئيس المكلف واجهاضا للعهد الجديد في شهره الاول، مجددة التأكيد انه لا حكومة دون سليمان فرنجية بالتضامن الشيعي الكامل: امل وحزب الله!
الرئيس المكلف سعد الحريري تحدث امس في افتتاح «اكاديمية التواصل والقيادة» في وسط بيروت في التعاون بين مؤسسة الحريري للتنمية والجامعة اللبنانية الاميركية، لكنه تجنب مرة اخرى التطرق الى موضوع تشكيل الحكومة.
في حين، اعطى مصدر في تيار المستقبل بعدا ثالثا لعرقلة تشكيل الحكومة غير الخلاف على الوزارات او العوامل الخارجية، يتمثل في محاولة رئيس مجلس النواب وحزب الله إحياء الترويكا وفرض المثالثة في كل الاستحقاقات انطلاقا من استحقاق تشكيل الحكومة الذي هو دستوريا من مهام رئيسي الجمهورية والحكومة وحسب.
اوساط قريبة من حزب الله سجلت 3 ملاحظات على عملية تأليف الحكومة، احداها تتعلق بمحاولة تصوير الازمة وكأنها لدى الرئيس نبيه بري بوصفه المفاوض عن الفريق الشيعي، والثانية تتعلق بمحاولة في الداخل والخارج لاحداث تغيير في استراتيجية العهد، والثالثة تتعلق بسعي القوات اللبنانية للابقاء على قانون 1960 باعتبارها «عرابة العهد» للحصول على كتلة نيابية كبيرة تستأثر مع التيار الوطني الحر بالحصة المسيحية في الدولة قوامها 64 نائبا من بينهم 35 مارونيا.
وترد القوات اللبنانية بالقول: ان ما يحصل على صعيد تشكيل الحكومة «تطويع» مبكر للعهد.
وتساءل مصدر قواتي: لماذا يقحمون انفسهم بالحصة المسيحية في الحكومة من خلال فرض الوزارة التي يريدها سليمان فرنجية؟ فهل اقحمنا انفسنا بحصتهم وطالبنا بتوزير النائب عقاب صقر (شيعي) من كتلة المستقبل؟