- بري: لا أحد يهددني ولا أخاف إلا الله وقد عرضت على الرئيسين حل مسألة «المردة» فلم ألقَ التجاوب
- أوساط سياسية لـ «الأنباء»: لا مثالثة في تشكيل الحكومة
بيروت ـ عمر حبنجر
«اشتدي ازمة تنفرجي»، هذه النظرية القديمة، تتجدد دائما، خصوصا في لبنان، الذي شهد عملية شد عصب خطيرة هذا الاسبوع تمثلت بـ «الانذار المبكر» الذي تلقاه العهد الجديد ببريد صحيفة «السفير» مستهدفا وزير العهد جبران باسيل ومنه بالتأكيد الى الرئيس ميشال عون الذي واجه الموقف بمرونة واحتواء تحسبا لما بعده.
وترافقت حملة «السفير» التي نفى التيار الحر علاقة الرئيس نبيه بري بها وبرأ حزب الله منها ايضا مع تغريدات تهديدية من جانب النائب السوري السابق احمد شلاش، ما استدعى تدخل حزب الله على خط تشكيل الحكومة بعدما كان فوض الامر للرئيس نبيه بري بمواكبة مستجدات أملتها الغارة الاسرائيلية على قاعدة للجيش السوري مرورا من فوق الاراضي اللبنانية، الامر الذي استدعى اتصالا هاتفيا استفساريا من الرئيس ميشال عون مع الرئيس السوري بشار الاسد، وهذا شكل بذاته عاملا مساعدا عزز الآمال بإمكانية صدور مراسيم الحكومة اللبنانية هذا الاسبوع او في مطلع الاسبوع المقبل.
وفق معلومات المصادر المتابعة لـ «الأنباء»، كان رئيس مجلس النواب نبيه بري القى بمسؤولية التعطيل على بيت الوسط متمسكا بالمقاعد الخمسة للشيعة (اربع حقائب ووزير دولة) ويلاقيه تيار المردة بالإصرار على واحدة من الوزارات الثلاث: الاشغال العامة او الاتصالات او الطاقة.
الرئيس ميشال عون رأى في بعض المطالب استنزافا مرفوضا للعهد، لكنه ترك المشاورات لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي اخذ عليه رئيس المجلس انه ابدى امامه وامام الرئيس عون استعداده لحل مشكلة سليمان فرنجية وتحديدا اقناعه بوزارة التربية في حال اوكل اليه الرئيسان هذه المهمة، لكنه لاحظ ان الحريري لم يتحمس للعرض، مكتفيا بالقول خلال لقاء الثلاثة في بعبدا انه يريد مزيدا من التشاور.
هنا ترد مصادر سياسية موقف الحريري غير المتحمس الى اعتبارات مبدئية، لخصتها لـ «الأنباء» بالقول: ان الرئيس نبيه بري بعرضه معالجة قضية «المردة» وحمله تفويضا من حزب الله انما يريد فرض شراكة رئيس مجلس النواب في تشكيل الحكومة، الامر الذي يرفضه رئيسا الجمهورية والحكومة لتعارضه مع الدستور الذي ينص على «فصل السلطات وتعاونها»، ولأنه في حال اشراك رئيس المجلس بتركيب السلطة التنفيذية يصبح متعذرا عليه مراقبة ومحاسبة هذه السلطة.
ويضيف المعترضون على هذا المنحى بالوجه الآخر لـ «المثالثة» في السلطة التي يطالب بها ثنائي امل وحزب الله الى جانب التفرد برئاسة السلطة التشريعية.
الرئيس بري شدد امام زواره امس على أنه من اكثر المستعجلين على تشكيل الحكومة، لكن لا احد يهددني بالمهل النهائية لاصدار الحكومة وفرضها على الجميع، وقال: لا احد يهددني، ولا يخيفني الا الله، وانا جاهز لمعاودة السعي مع فرنجية وكذلك مع وليد جنبلاط وانا اضمن صدور المراسيم بعد ساعتين.
في هذا الوقت تستمر الحملة الاعلامية على الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري من جانب منابر حزب الله اللذين اعتبرت جريدة «الاخبار» انهما وراء «اغلاق ابواب الحلول» مع الاشارة الى تعميق العلاقات بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ورأت الصحيفة ان المشكلة الشخصية بين عون وفرنجية هي وراء تأخير الحكومة.
لكن بعض الاوساط استنتجت من حدة الكلام المرسل ان ما بعد الرسائل الورقية لن يكون كما كان قبلها، وما كان يقال همسا او تلويحا بات يقال صراحة وبالصوت العالي، حتى بلغ الامر بالنائب البعثي السوري السابق احمد شلاش حد تذكير الرئيس ميشال عون بصوت «السوخوي» تلك الطائرة السورية التي قصفت مقر العماد ميشال عون في القصر الجمهوري في 13 اكتوبر 1990، لكن حملتها تركت الانطباع بأن فريق الممانعة بدأ مواجهة العهد قبل ان يسخن مقعده الرئاسي.
من جهتها، لم تقصر القناة العونية (او.تي.في) في الرد على ما ورد في صحيفة «السفير» دون ان تسميها، لكنها برأت اوساط رئاسة مجلس النواب وضمنا الرئيس بري مما نشر، والامر ذاته محسوم وبديهي لجهة حزب الله.