- زوار الحريري لـ «الأنباء»: بانتظار عودة باسيل لاستفساره عن مصير التفاهم مع المستقبل!
- القوات ترفض سياسة «فرق تسد»
بيروت ـ عمر حبنجر
مع حلول الأول من ديسمبر أمس، يكون مضى الشهر الأول من عمر رئاسة العماد ميشال عون للجمهورية والشهر الأول على الفراغ الحكومي في العهد الجديد.
وقد يكون تأليف الحكومة مازال ضمن المهلة الدستورية المعقولة، لكن تآكل المهلة الزمنية المرتبطة بإجراء الانتخابات النيابية المفترضة في مايو المقبل، يعطي المبرر المنطقي للاستعجال والإلحاح القائمين على وجوب ان تقوم الحكومة.
ومع توافر معطيات اقليمية مساعدة تبقى لعبة شد الحبل الداخلية مستمرة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه حزب الله من جهة، والتيار الوطني الحر ومعه القوات اللبنانية من جهة ثانية.
وواضح ان التعقيدات الظاهرة حول الحقائب والأسماء والأوزان مجرد غلافات لمضامين مختلفة، حقيقتها التنافس على الامساك بزمام القرار في السلطة والحكومة.
بدوره، رئيس مجلس النواب نبيه بري أكد امس تمسكه بمواقفه، معتبرا انه قدم كل التسهيلات، فيما اشار النائب أيوب حميد عضو كتلة بري صراحة الى ان المشكلة تكمن في تحالف التيار الوطني الحر مع القوات اللبنانية! وقال حميد: ان الرئيس المكلف سعد الحريري لم يستطع تجاوز هذه التحالف، وعندما يتجاوز هذا الاتفاق تسهل المشاركة الحقيقية لكل الاطراف.
لكن زوار الرئيس الحريري نقلوا عنه امس استغرابه هذا الكم من العراقيل الموضوعة في طريق تشكيل حكومته، مع تأكيده على أنه مازال ضمن المهلة الطبيعية للتشكيل، وعندما سئل عن الاسباب اكتفى بالقول: الذي يؤخر هو نفس المطلوب منه ان يسهل ويسرع ولادة الحكومة.
واستنتج الزوار ان الحريري يغمز من قناة بري، الذي يرد بالقول: قبلنا الانتقال من تشكيلة الـ 30 وزيرا إلى الـ 24 وتخلينا عن حقيبة وزارية وقبلنا بوزارة دولة، تسهيلا للمهمة، وبالتالي المشكلة ليست عندنا.
ولا يخفي زوار الحريري، استغرابه بعض المواقف المتراجعة، سواء كان تحت ضغط التهديدات المباشرة أو الحسابات المتجددة، فقد أدى التطاحن على الوزارات الأساسية الى حصر حصة تيار المستقبل بحقيبة اساسية واحدة هي الداخلية، وبات على الحريري التخلي عن وزارات أخرى كالاتصالات والطاقة، والاكتفاء بوزارات هامشية كالبيئة والسياحة، في حين يتمسك بري بوزارة المال، التي هي ام الوزارات، وبوزارة اساسية أخرى، هي الاشغال العامة أو الصحة.
وتقول الاوساط المتابعة لـ «الأنباء» ان الرئيس المكلف ينتظر عودة وزير الخارجية جبران باسل السبت أو الاحد المقبل، كونه كان الطرف الرئيسي في التفاهمات التي حصلت بين المستقبل والتيار الوطني الحر.
وفي معلومات المصادر المتابعة لـ «الأنباء» ان الرئيس بري يطالب الرئيس ميشال عون بالتخلي عن التفاهم الذي عقده مع رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، قبل انتخابه رئيسا للجمهورية.
ويريد من الرئيس المكلف سعد الحريري تجاوز وعده لجعجع بحقيبة وزارة الاشغال العامة الخدماتية، وبعدها يمكنه إقناع سليمان فرنجية، بوزارة التربية الوطنية او سواها، كما يمكنه اقناع جنبلاط بأي وزارة، لكن الحريري لم يستجب لهذا الطرح.
أما مصادر القوات اللبنانية فقد استغربت الكلام.. عن ان العقدة الحكومية تكمن في الاتفاق بينها وبين التيار الحر، فيما الوقائع السياسية اظهرت ان العقدة هي من طبيعة وطنية لا حكومية، وتتصل بمحاولات لتقليب العهد على ثلاثة جوانب اساسية: سعيه الى تطبيق الدستور وتحالفاته الداخلية، وعلاقاته الخارجية.
وأما المشكلة الأساسية فهي في سعي البعض الدؤوب الى فك التحالف بين القوات والتيار.
وتمنت مصادر القوات لو ان تلك الجهود تتركز على بناء الدولة وتعزيز الشراكة الوطنية، بدل سياسة «فرق تسد» القديمة المتجددة التي كان يتبعها عهد الوصاية الذي فقد صوابه اثر مصالحة الجبل بين البطريرك السابق نصر الله صفير وبين وليد جنبلاط، والآن بين عون وسمير جعجع.