- بري طالب المشنوق بالتحرك على أساس «القانون الموجود»
بيروت ـ عمر حبنجر
طغت احتفالات تنصيب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب على كل اهتمامات اللبنانيين السياسية والانتخابية أمس، باستثناء الخرق الأمني الذي جندّت الدولة لمواجهته، المتمثل في خطف رجل الأعمال الزحلي سعد ريشا على يد لصوص مسلحين طلبا للفدية واضطروا للإفراج عنه فجرا بعدما قطع ذووه طرق زحلة من البقاع وإليه احتجاجا واستنكارا للفلتان الأمني في البقاع الشمالي خصوصا، وتحت ضغط سياسي تبادله الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، كل بوسائله.
وأكثر ما توقف عنده اللبنانيون، شعار الرئيس الأميركي الجديد، «أميركا أولا»، بسبب توارده مع شعار «لبنان أولا» الذي رفعته قوى 14 آذار قبل أن تتلاشى سياسيا مع انتخاب الرئيس عون، وهو الشعار الذي لايزال يرفعه من يصفون أنفسهم بالسياديين.
لكن في لبنان لن تجد مرشحا يقدم التهنئة إلى منافسه الفائز، ولا رئيس يستقبل خصمه على نحو ما حصل في واشنطن، وقد تعثر على وزير يرفض أن يُسلم ما هو باستلامه، أو أن يتسلم من متسلم سبقه.
وسائل الإعلام اللبنانية، كما العربية والدولية، انشغلت عن أمورها الوطنية بالحدث الأميركي، وكان لافتا تناول القناة البرتقالية (O.T.V)، و«قناعة العهد» الجديد، كما توصف عادة، بحفل تنصيب ترامب، حيث قالت: في النهاية إنها أميركا، إن سميناها الولايات المتحدة أو «روما الجديدة»، تظل بوصلة العالم وقبلة أنظاره، لا يهم أننا نحبها أو نكرهها، ندرك مساوئها، أو نذعن لإملاءاتها، أو نثور ضد إمبرياليتها، تظل هي هي، أكبر اقتصاد في العالم، نحو 6% من سكان الأرض يعطون 35% من ناتج البشرية، ثلث زراعة الأرض وربع صناعتها، أكبر اقتصاد مالي وتجاري، أكبر قوة تكنولوجية، تسجل سنويا ضعفي براءات اختراعات الشعوب.
أما في لبنان، فالسياسة دخلت عطلة نهاية الاسبوع والاتصالات من أجل قانون الانتخابات في شبه استراحة، أو بعيدا عن الاضواء، لكن الآمال مازالت متوافرة على حتمية التوصل إلى قانون انتخاب يرضي معظم الناس.
الرئيس نبيه بري، طلب إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق، ان يتصرف وكأن الانتخابات النيابية جارية غدا، خصوصا ان هناك قانونا موجودا هو «قانون الستين».
ردا على سؤال، نقل زوار بري عنه لصحيفة الجمهورية: هذه الاجراءات طبيعية لكن الأمر متوقف على الوصول إلى قانون انتخابي جديد، وإذا لم يحصل فالقانون الحالي نافذ وما يجري من اتصالات جعجعة بلا طحين.. وأنا انتظر.
واستقبل بري أمس السبت وفدا من نواب اللقاء الديموقراطي في إطار شرح موقف النائب وليد جنبلاط، الذي واصل تغريداته ضد النسبية، حيث قال امس، ان «النسبية» في قانون الانتخابات، ضمن نظام طائفي توازي منزلة بين منزلتين، أي حالة من عدم التوازن في التمثيل والاستقرار.
بدوره رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، قال أمس: أنا لست ضد النسبية بالمطلق، و«المستقبل» قدم اقتراح قانون مختلط بين النسبية والاكثرية.
بينما أوضحت مصادر حزب القوات اللبنانية، لإذاعة «لبنان الحر» ان الاجتماعات تتوالى للوصول إلى قانون انتخاب جديد. وان النقاشات الكثيفة والطويلة وصلت إلى 3 احتمالات: المختلط، أو التأجيل أو الصوت المحدود. وان المشاورات اظهرت ان القانون المختلط، هو الاوسع قبولا من سواه.
ومكمن الصعوبة في التوصل إلى قانون انتخابات متوافق عليه، تجده صحيفة اللواء، القريبة من المستقبل، في تمسك الرئيس عون وتياره وكتلته النيابية برفض التمديد او اجراء الانتخابات على اساس قانون الستين واستماتة النائب وليد جنبلاط بعدم القبول بغير قانون الستين أو ما يشبهه.
لكن المصادر المتابعة كشفت لـ «الأنباء» عن جهد مبذول، باتجاه وضع ملف قانون الانتخابات في عهدة الرئيس ميشال عون ليتولى شخصيا المزاوجة بين هواجس وليد جنبلاط، المتمسك «بقانون الستين ومن خلفه بري والحريري ضمنا، وبين اصرار حزب الله على النسبية، ومع كتلة التغيير والاصلاح وآخرين، من خلال صيغة توثيقية تنطوي على تعديلات خافية على قانون الستين.