بيروت - خاص
توفي أمس نقيب الصحافة اللبنانية السابق محمد البعلبكي عن عمر يناهز 96 عاما، وقد نعى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الفقيد قائلا: «برحيل نقيب الصحافة السابق محمد بعلبكي أخسر شخصيا صديقا محبا وصادقا كان يمدني دائما بالمشورة العاقلة والرأي الحكيم».
كما رثاه رئيس الوزراء اللبناني الاسبق تمام سلام فقال في تصريح ادلى به: خسر لبنان والصحافة اللبنانية قامة وطنية كبيرة طبعت مرحلة مهمة من تاريخ الاعلام اللبناني وشكلت على الدوام دعامة اساسية من دعائم الوحدة الوطنية.
لقد كان محمد البعلبكي مناضلا في سبيل حرية الكلمة وصون الديموقراطية وتعدد الآراء وصوتا صارخا دفاعا عن قيم العدالة وتتقدم الانسان.
ايضا نعاه وزير الإعلام ملحم الرياشي قائلا: «خسر لبنان اليوم وجها من وجوه إعلامييه المميزين، والذي عاصر حقبة من تاريخ لبنان الحديث فكان ذاكرته الصحافية».
واضاف: «كان محمد البعلبكي، رحمه الله، وقبل أن يقعده المرض، حركة لا تهدأ، من خلال توليه رئاسة نقابة الصحافة ردحا من الزمن، وكان لمواقفه الجريئة صدى في كل المحافل، مدافعا عن حقوق الصحافيين ومقداما في قول كلمة الحق.
فباسمي الشخصي وباسم وزارة الإعلام، أتقدم من أسرة الفقيد بأحر التعازي، سائلا الله أن يسكنه فسيح جناته». وكان البعلبكي قد ترأس نقابة الصحافة منذ العام 1982، وقد أعيد انتخابه عدة مرات، قبل أن يقعده المرض وتوافيه المنية صباح امس.
وصدر عن نقابة محرري الصحافة البيان الآتي:
«غاب محمد البعلبكي، وانطوت بغيابه صفحة مشرقة من تاريخ الصحافة اللبنانية التي انصرف إليها كليا منذ العام 1943 بعدما غادر التعليم في الجامعة الاميركية في بيروت استاذا في الأدب العربي والتاريخ، وهي كانت حقبة غنية شكلت وعيه السياسي والنضالي، وأذكت فيه نزوعه الى مهنة المتاعب، بعد تجربة سابقة له في مجلة «العروة» و«الديار» التي أكمل فيها المشوار الى جانب عمل مواز في «الصياد»، قبل تأسيسه مجلة «كل شيء» مع زميله المرحوم محمد بديع سربيه، فمشاركته آل عارج سعاده في جريدة «صدى لبنان» التي آلت ملكيتها اليه، فأصدرها مغالبا الصعاب والتحديات الى أن احتجبت نهائيا في مطالع ثمانينيات القرن المنصرم».
محمد البعلبكي انتسب الى نقابة المحررين في 12-8-1950، وتولى فيها مناصب قيادية، منها أمانة السر، قبل أن ينتقل الى نقابة الصحافة بعدما أصبح مالكا لمطبوعة، وتدرج فيها الى ان انتخب نقيبا للمرة الاولى في شباط 1982.
وتوالى انتخابه بالاجماع سحابة السنوات التالية، وظل في منصبه حتى شباط 2015.
واستحق بذلك لقب عميد نقباء الصحافة اللبنانية، كونه أمضى على رأس النقابة 33 عاما.
النقيب البعلبكي كان رجل الثقافة الموسوعية وعلما من اعلام الكلمة، ورائد التقارب بين العائلات اللبنانية الروحية، وسعى الى مد جسور التواصل بين الافرقاء المتباعدين إبان الحرب التي دارت رحاها في لبنان.
وكان أيضا أحد فرسان المنابر ببلاغته، وهو الازهري المتضلع في لغة الضاد، والمتعمق في القرآن الكريم الذي كان ينتخب من آياته الادلة التي تؤكد أنه دين الرحمة والعدل، وقبول الآخر.