- التأهيلي ومجلس الشيوخ انتهيا وقانون «الستين» لا يلغى إلا بقانون
- جعجع: نقف بوجه تنين الفساد والحرب الباردة مستمرة
بيروت ـ عمر حبنجر
بعضهم يعتبر ان لعبة الانتخابات اللبنانية عادت الى نقطة الصفر، بدلالة التوتر بين رئاسة مجلس النواب ورئاسة التيار الوطني الحر وبرودة علاقة المختارة مع بيت الوسط، والبعض الآخر يرى في اشتداد الازمة الانتخابية مقدمة لانفراجها.
لكن السواد يغلب باقي الألوان، ومعطيات المتشائمين كثيرة، منها رفض التيار الحر مقترح الرئيس نبيه بري الانتخابي القائم على النسبية الكاملة بدوائر انتخابية مرنة ومجلس شيوخ، يقابله رفض امل وحزب الله والتقدمي الاشتراكي لصيغة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل التأهيلية.
في هذا الوقت، دعا الرئيس سعد الحريري مجلس الوزراء الى الاجتماع الخميس المقبل، وذلك بعد اسبوعين من التعطيل، وقد وضع له جدول اعمال من 105 بنود يتقدمها قانون الانتخاب والاتفاق على مبدأ التصويت على القانون على ان يتم اللجوء الى هذه الوسيلة في الجلسة الثانية لمجلس الوزراء في الاسبوع التالي، وبالتأكيد قبل 15 الجاري موعد التصويت على اقتراح التمديد لمجلس النواب سنة كاملة.
وعلمت «الأنباء» ان بعض الاطراف وبينها تيار المستقبل تأمل بالتوصل الى تفاهم ما حول قانون ما بين اليوم الاثنين او غدا الثلاثاء استباقا لخطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عصر الغد بمناسبة يوم جريح حزب الله وما قد يطلقه من مبادرات انتخابية تتحول الى امر واقع على الجميع.
آخر المحاولات في اطار السباق مع الايام القليلة الفاصلة عن «جلسة التمديد» التشريعية في 15 الجاري تمثلت بالقانون التأهيلي الذي عرضه الوزير جبران باسيل وبمقترح الرئيس نبيه بري القائم على النسبية مع المناصفة، فضلا عن قيام مجلس شيوخ من 64 عضوا تتمثل فيه الطوائف الثمانية عشرة بالتساوي، ويكون برئاسة شخصية درزية او للارثوذكس شرط اعطاء الدروز نيابة رئاسة الحكومة او مجلس النواب.
المشروع التأهيلي الطائفي رفضه بري وجنبلاط، فيما رفض الوزير باسيل مشروع بري، وتحديدا تسليم رئاسة الشيوخ الى الدروز، رغم ان مداولات اتفاق الطائف اعطتهم هذا المنصب.
وزير الخارجية جبران باسيل هاجم الرئيس نبيه بري دون ان يسميه في حفل عشاء للتيار، حيث قال: يعملون على تشويه الحقائق لأن كل القوانين التي طرحناها تراعي معايير العدالة، وهم يطلبون تعديلها ثم يهاجمون التعديل الذي طلبوه، انهم يريدون فرض التمديد الذي وصفه بالفكرة السرطانية الواجب استئصالها.
وفي رد ضمني، قال النائب علي بزي عضو كتلة نبيه بري: من يرد ممارسة سياسة حافة الهاوية فنحن لها، ثم دعا الى التواضع والمسؤولية، اما زميله في الكتلة علي خريس فقد اكد ان حركة امل لن تقبل بالتمديد التقني الا بالتزامن مع قانون انتخابي جديد مرتبط بالمهل الدستورية.
بدوره، اعلن النائب اكرم شهيب «لاءات» الحزب التقدمي الاشتراكي التي وصفها بالقوية وهي: لا للفراغ ولا للتمديد ولا للتأهيل الطائفي، ونعم للمصالحة في الجبل ونعم للشراكة ولأي صيغة لا تنتج فرزا طائفيا.
وفي هذه الاثناء، كشف النائب غازي العريضي عن ان الخلاف بين الحريري وجنبلاط بات جوهريا ومصيريا، مضيفا الى ذلك القول بأن رئيس مجلس النواب هو «حليفنا الامين».
وقال لقناة «ام.تي.في» ردا على سؤال: اذا كان ثمة من يريد النقاش معنا، فلا احد يفاوض عنا، ولا يفاوض احد علينا، التفاوض يكون معنا.
ويفهم من هذا الكلام ان التفاوض مع تيار المستقبل نيابة عن جنبلاط في الموضوع الانتخابي لم يعد واردا، وفي تقدير العريضي فإن المقترح التأهيلي انتهى، كونه غير مؤهل، ومجلس الشيوخ انتهى لا مصلحة في نقاشه، ويبقى حديث البعض عن الفراغ التشريعي، ونحن لا نرى مصلحة لأحد بالفراغ، ونحن لا نريد التمديد للمجلس مرة اخرى، وبقي علينا اما ان نتفق على «خلطة» من هذه الصيغ او القانون الحالي الموجود لأنه لم يلغ ولا يلغى الا بقانون، وانا واثق تماما ان الرئيس ميشال عون لا يقبل بتجاوز القانون والدستور.
وعن العلاقة بين وليد جنبلاط وسعد الحريري، قال العريضي: نحن مختلفون على مسألة جوهرية مصيرية، وعندما اقول ذلك يعني انني اعبر عن واقع الحال بدقة، اما الرئيس بري فهو الحليف الامين.
من جانبه، قال النائب نواف الموسوي (حزب الله) في المجال الانتخابي ان الوقت ليس وقت تعديل الدستور ولا تعديل وثيقة الطائف.
اما رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع فقد تخطى قانون الانتخاب في خطابه بيوم الطالب، مركزا على المقاومة، مقاومة الفساد ومقاومة السلاح غير الشرعي، وقال: قد يعتقد البعض ان زمن الوصاية ولى لأن زمن عهد الوصاية والحرب وليا، صحيح ان عهد الوصاية ولى، لكن ملائكته، او بالاصح شياطينه، مازالوا حاضرين، واليوم هو زمن المقاومة والوقوف بوجه تنين الفساد، صحيح ان الحرب الساخنة انتهت لكن الحرب الباردة مستمرة.
ووسط هذا «الاحتباس الانتخابي»، ترى اوساط سياسية لـ «الأنباء» ان لا فرج الا بعد شدة، وان الاحتدام السياسي الحاصل مازال تحت سقف الاستقرار السياسي المحمي دوليا واقليميا، وان التغطية الخارجية التي واكبت وصول الرئيس عون الى بعبدا لن تسمح بخروج القطار اللبناني عن خط الاستقرار، بدليل دعوة مجلس الوزراء الى الاجتماع بعد انقطاع.