بيروت ـ عمر حبنجر
اسبوع لبناني صعب اطل امس، امنيا وماليا وسياسيا بالتالي، كانت بدايته المزيد من قصف النظام السوري لمواقع المسلحين في جرود عرسال اللبنانية، وسط المزيد من الاستعدادات العسكرية المعلنة من جانب حزب الله، فيما مجلس النواب اللبناني سيكون مشغولا اعتبارا من اليوم بحكاية البيضة قبل الدجاجة او بالعكس، اي اقرار موازنة الدولة للعام 2017 وضمنها سلسلة رواتب ورتب الموظفين، كما يرى فريق الرئيس ميشال عون، او اقرار السلسلة اولا، مع ربط الموازنة العامة بقطع حساب الموازنات السابقة المختلف عليه، كما يصر رئيس المجلس نبيه بري ومن معه.
بداية، اعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق رفضه السماح بتظاهرة دعت اليها صفحة ظهرت اخيرا على فيسبوك تحت مسمى «اتحاد الشعب السوري» المعارض للنظام اليوم والتظاهرات المضادة التي دعا اليها مناصرو النظام السوري من خلال ما يعرف بـ «رابطة العمال السوريين في لبنان».
وقال المشنوق في تغريدة له على تويتر «لا يتعب المغردون انفسهم، الجيش اللبناني الخاضع لمجلس الوزراء مجتمعا هو مؤسسة وطنية جامعة تحمي لبنان وجميع المقيمين، ونحن نعوّل بالمقابل على تسريع التحقيق المسؤول والدقيق في وفاة النازحين السوريين الاربعة» ولاحقا اوقف مسؤول صفحة «اتحاد الشعب السوري» قرب صيدا.
وهذا ما اخمد امكانية امتداد شرر الازمة السورية الحارقة الى شوارع بيروت.
لكن الغارات الجوية السورية على مراكز تجمعات مسلحي داعش والنصرة في الجرود العرسالية اشتدت امس، وعلى نمط يوحي بالتمهيد للهجوم الارضي انيط بحزب الله وانطلاقا من الداخل السوري في وقت قريب كما يبدو.
ورصدت الاجهزة الامنية التحاق 150 عنصرا من النصرة بمواقعهم في الجرود بناء لاستدعاء قائدهم ابو خالد التلة، وبحسب المصادر ان هؤلاء اضيفوا الى 250 عنصرا متواجدين في الجرود، بحيث يغدو المجموع 400 رجل، مع التقدير ان هناك نحو 400 عنصر لـ «داعش»، ما يجعل مجموع المسلحين لا يتجاوز الثمانمائة رجل منتشرين بين جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع.
من جهته، مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية د.سمير جعجع العميد المتقاعد وهبي قاطيشا وردا على سؤال حول فعالية الطيران في معركة الجرود، قال: الطيران فعال في مواجهة المواقع والآليات الضخمة، وهذا لا وجود له في جرود عرسال، حيث يختبئ المسلحون بالمغاور، ما يتطلب عناصر مدربة ومغاوير متقدمي التدريب وستكون مكلفة على اي حال.
وفي ملابسات احداث عرسال الاخيرة، ما ابدت معه اوساط سياسية لبنانية خشيتها لـ «الأنباء» من ان يستعجل حزب الله وجيش النظام انهاء عملية الجرود قبل سفر قائد الجيش العماد جوزف عون الى اميركا.
في غضون ذلك، قطع متقاعدو القوات المسلحة في لبنان الطريق امام مبنى المصرف المركزي في شارع الحمراء صباح امس احتجاجا على تحويل تقاعد العسكريين من 85% من اصل الراتب الى 23% فقط.
وقال ضابط متقاعد برتبة عميد اننا هنا لنطالب الكتل النيابية ببلورة اجماع وطني حول اقتراح لتعديل المادة 79 من قانون الدفاع الوطني، وناشد رئيس المجلس النيابي ورئيس الحكومة الاستجابة، داعيا من يحب الجيش الى ان يحفظ كرامته وحقوق متقاعديه وعائلات شهدائه.
وبالنسبة للجلسة التشريعية اليوم وغدا، فقد عاد مشروع السلسلة يخضع الى التجاذبات حول حجم كلفتها وانصاف المتقاعدين، وقد بحث ممثلو الكتل السياسية في مجلس النواب هذا الامر امس، وسبق الاجتماع موقف لرئيس الجمهورية امام عدد من النواب شدد فيه على ضرورة تأمين السلامة المالية العامة التي يجب ان تتقدم على حقوق الموظفين والمستفيدين منه وذلك من خلال اقرار الموازنة التي تحدد واردات الدولة والانفاق فيها.