بيروت ـ عمر حبنجر
استحوذت ردود الفعل على اقرار مجلس النواب لسلسلة الرتب والرواتب للقطاع العام على جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت برئاسة الرئيس ميشال عون في بعبدا ظهر امس الخميس.
واستهل عون الجلسة بالتأكيد على انه كان يفضل اقرار مجلس النواب للموازنة العامة قبل السلسلة، وقال ان قائد الجيش يحضر للمعركة قبل ان يبدأ بها، وبرأيه كان الأجدر إقرار الموازنة وفيها موارد السلسلة مسبقا.
ودعا الوزراء الى تحسين الايرادات المالية والتشدد في تطبيق القانون الخاص بمنع التهرب الضريبي وطالب بتدقيق شامل في اوضاع الجمعيات الوهمية التي تحصل على مساعدات من الدولة وكذلك الجمعيات التي تحصل على مساعدات لمدارس غير موجودة.
من جهته، رئيس الحكومة سعد الحريري شكر الكتل النيابية التي ساهمت في اقرار السلسلة واعتبرها انجازا، وابدى تفهمه لردود الفعل المعترضة، وقال انه سيثير في واشنطن موضوع اللاجئين وضرورة اعادتهم الى اماكن آمنة في سورية عبر الأمم المتحدة.
اما رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أصر على اقرار السلسلة قبل الموازنة العامة، فقد كتب على صفحته على فيسبوك قائلا: حيتان المال تتحرك في بحر لبنان الهادئ.
وأضاف: فتش على من يريدون الغنم ولا يقبلون حتى بالمساهمة في الغرم، فالسلسلة ليست ربحا للناس، بل لخزينة الدولة ايضا.
في هذه الأثناء لاحظ الوزيران علي قانصو وعناية عزالدين انهما لم يتسلما السير الذاتية لمن تقرر تعيينهم سفراء اما التشكيلات الديبلوماسية فقد قال الوزير حسين الحاج حسن «انها ماشية» وقد صدرت التشكيلات بالفعل وتم تعيين السفير في اسطنبول هاني شميطلي امينا عاما للخارجية والسفير عذي خوري مديرا للشؤون السياسية.
والراهن ان السلسلة التي أقرها مجلس النواب تحتاج الى موازنة والموازنة تحتاج الى ايرادات والايرادات أسيرة مصالح منظومة الحكم التي باتت متخصصة في إخماد غضب الناس من خلال الاطر الفارغة وقد نجحت هذه مجددا في ظل استمرار سياسة رفع الأيدي الا من مجموعة نواب رفضوا ولا يتراجعون وفي طليعتهم نواب حزب الكتائب.
وشبهت مصادر لـ«الأنباء» وضع السلسلة بوضع قانون الانتخاب الذي توافقوا على اطاره، فيما الخلاف مستمر حول بنوده التفصيلية على ان مجلس النواب منح اللبنانيين سلسلة رتبهم والرواتب لتستردها السلطة بالضرائب، فيما يتربع غالب أهل السلطة على بساط الفساد المتنامي في حقول الصفقات المختلفة.
أما عن تداعيات السلسلة فقد أطلت باكرا على صورة ارتفاع اسعار السلع باختلافها، من ربطة الخبز الى بطاقة السفر الى اقساط الجامعات والمدارس.
وقد أقر مجلس النواب الضرائب الجديدة المعتبرة ممولا للسلسلة، دون تعديل، الى جانب رفع الغرامات على الاملاك البحرية، بما يؤمن 100 مليون دولار سنويا، وزيادة الرسوم الضريبية على بطاقات السفر، بنسبة 60 الف ليرة على الدرجة السياحية و110 آلاف لدرجة رجال الأعمال و120 ألفا للدرجة الاولى و400 الف للمسافر على متن طائرة خاصة.
وأقر المجلس ايضا ضرائب على شركات الأموال وشركات البورصة والودائع المصرفية، ورفع قيمة الضريبة على القيمة من 10 الى 11%، وفرض رسم على فواتير الخلوي والإنترنت، وعلى المستوعبات، وعلى الارباح المحققة في المصارف والعقارات بينها ضريبة 15% على ربح التفرغ عن العقارات.
النائب سامي الجميل رئيس حزب الكتائب قال إن الضرائب التي أقرها مجلس النواب هي لتمويل الحملات الانتخابية وليست لتمويل السلسلة! وقرر الطعن بالقانون امام مجلس الشورى لمخالفته الدستور بطريقة التصويت.
لكن النائب علي فياض (حزب الله) أعرب عن ارتياحه لإقرار السلسلة ودعا لإقرار عاجل للموازنة، وتحدث عن حل عملي دستوري لمشكلة قطع الحساب سيعلن في حينه.
الى ذلك، سيرفع خطباء الجمعة في مساجد لبنان اليوم الصوت اعتراضا على القرار باعتبار يوم السبت يوم عطلة رسمية في لبنان الى جانب يوم الاحد، فيما العمل يستمر يوم الجمعة حتى الظهر، وسيتناول الخطباء موضوع الاعتداء على المسجد الاقصى ايضا.